زلزال الهيمالا.. دمار في مناطق نائية بالهند تتسابق جهود الإنقاذ في مناطق معزولة ونائية من سلسلة جبال الهيمالايا في الهند ونيبال وهضبة التبت لإغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب تلك المناطق الأحد وبلغت شدته 6.9 درجة على مقياس ريختر. وكانت المناطق الأكثر تضررا هي منطقة مركز الزلزال في ولاية "سيكيم" في شمال شرقي الهند ، حيث لقي 18 شخصا مصرعهم. ولكن الأمطار الغزيرة وما سببته من انهيارات أرضية أعاقت جهود الإنقاذ، مما رجح احتمال ارتفاع أعداد الضحايا نتيجة تأخر وصول النجدات. وقد ضربت زلازل عديدة تلك المنطقة خلال العام الحالي، ولكن أيا منها لم يتسبب في خسائر جسيمة. ذعر بين الناس وتقول الأنباء إن منطقة سيكيم شهدت انهيار مبان عديدة كما انقطت خطوط الكهرباء وإمدادات مياه الشرب. ولقي عدة أشخاص مصرعهم دهسا تحت الأقدام في حالات تدافع بين السكان المذعورين في بعض قرى الولاية. كما وقعت إصابات عديدة بين السكان بسبب انهيار المباني وتطاير الشظايا. كما انهارت طرق المواصلات في تلك المناطق وعجزت مروحيات الجيش الهندي عن الإقلاع بسبب الطقس السييء ، كما حوصر عدد من رجال الإنقاذ وهم يحاولون الوصول إلى مناطق متضررة معزولة. ويقول المسؤولون إن آلاف الجنود الذين يحاولون الوصول إلى المناطق المتضررة قد لا يفلحون في ذلك قبل الثلاء بسبب الإنهيارات التي أغلقت المسالك الوعرة في الجبال . وقال مسؤول في برنامج الأممالمتحدة لإدارة الكوارث في نيودلهي إن "الموقف لا يبدو مبشرا بخير ، وأشعر أن أعداد القتلى والمصابين في طريقها إلى الزيادة". وقال أحد سكان غانغتوك وهي عاصة ولاية سيكيم إن "الذعر يسود بين الناس وكثيرون منهم أمضوا ليلتهم في العراء". وتواصل هطول الأمطار بلا انقطاع لليوم الرابع على التوالي ، كما أغلقت المحال التجارية والأعمال والمدارس أبوابها، فيما أصبحت وسائل الإتصال بالولاية قليلة للغاية. نطاق الزلزال بلدة باكتابور في نيبال كانت الأكثر تضررا وكان الزلزال محسوسا بقوة في ولايات آسام وميجلايا وتريبورا في شمال شرق الهند. كما شعر به وبدرجة أقل سكان ولايات البنغال العربية وبيهار وجارخاند وأوتار براديش وراجاستان وتشانديجاره ونيودلهي. وسجلت السلطات الجيولوجية وقوع الزلزال في كل بنجلاديش وبوتان. وأشارت آخر الأنباء الواردة من نيبال إلى أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين، وقالت السلطات الحكومية إن مبان كثيرة في شرق البلاد قد لحقت بها تصدعات هيكلية خطيرة من جراء الزلزال. وإضافة إلى الزلزال وقع إنهيار أرضي كبير أدى إلى إيقاف حركة المرور على الطريق السريع الذي يربط مدينتي داران ودانكوتا. وفي العاصمة كاتمندو قتل ثلاثة اشخاص عندما انهار فوقهم أحد أسوار السفارة البريطانية، وأوقف البرلمان النيبالي مناقشاته مدة 15 دقيقة ثم فر النواب هاربين عندما أدركوا أن مبنى البرلمان اهتز بسبب زلزال. وعلى مبعدة كيلومترات قليلة عبر الحدود تسبب الزلزال في وقوع مئات الإنهيارات الأرضية في مقاطعة يادونج داخل إقليم التبت. وتسببت الإنهيارات في شلل كامل بحركة المواصلات كما قطعت خطوط الكهرباء والإتصالات وإمدادات المياه. وأعلنت السلطات الصينية أن فرق الإنقاذ قد ارسلت بالفعل إلى المناطق المنكوبة.
