اشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها أن "المصريين يواجهون الآن موجة نادرة من انقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء، ما يعني أنهم سيتصببون عرقا خلال الصيف الحار، عندما تتسبب ارتفاع درجات الحرارة في انقطاع التيار الكهربائي على جميع أنحاء البلاد، وذلك وفقا لعدد من الخبراء". وأوضحت الصحيفة في مقالها المعنون ب"انقطاع التيار الكهربائي في مصر جدد المخاوف" أن "انقطاع التيار الكهربائي في الصيف المقبل سيضع رئيس مصر القادم، المقرر انتخابه في الأشهر المقبلة، بموقف صعب". وترى الصحيفة أن "انقطاع التيار الكهربائي المتوقع سيسبب عدم استقرار سياسي في مصر لدرجة الغليان" موضحة أنه "اذا أصبح المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي رئيسا لمصر فعليه تجاوز هذا النوع من الاستياء الواسع". وقالت إن "السيسي سيكون في وضع يضطر فيه لإلغاء دعم الطاقة في مصر، والتي تكلف الآن حوالي 17 مليار دولار سنويا، وتشكل نحو خمس ميزانية البلاد»، مضيفة أنه «يمكن لرئاسة السيسي أن تشجع دول الخليج بتوريد مصر ما تحتاجه من الغاز". وأضافت أنه "يعزو بعض الخبراء النقص في كميات الغاز إلى عدم وجود استثمارات أجنبية لتطوير موارد الغاز الطبيعي بمصر التي تلبي معظم احتياجات البلاد من الطاقة". ونقلت الصحيفة عن محمد شعيب، العضو المنتدب لقسم الطاقة في شركة القلعة المصرية والرئيس السابق للشركة القابضة للغاز الطبيعي، قوله إنه «يتوقع أن يكون انقطاع التيار الكهربائي هذا الصيف أسوأ بكثير مقارنة بالصيف الماضي». وأضاف «شعيب» أن «فصل الصيف المقبل من المتوقع أن يكون أحلك صيف شهدته مصر في أي وقت مضى، لأن الطلب على الكهرباء أكثر مما يمكن أن تقدمه الحكومة». وقالت الصحيفة إن «شركات الطاقة الأجنبية، التي كانت مسؤولة عن استخراج النفط والغاز الطبيعي من مصر، وأيضا استثمرت في جلب مصادر جديدة للإمدادات، تبدي حاليا ترددا بشنأنأن الاستثمار في مصر، وسط عدم ضمانها مستحقاتها المالية، وعدم الاستقرار السياسي». وأكدت أن "شركات الطاقة الكبرى تشكو من تأخر المدفوعات، ووصلت تلك الخلافات إلى إلغاء تلك الشركات عقود عملها في مصر" مشيرة إلى أن "مصر لا يمكن استيراد الغاز الطبيعي المسال للتعويض عن العجز، لعدم امتلاكها المنشآت المطلوبة لاستقباله". ولفتت أن "دول الخليج مثل الكويت، والسعودية، والإمارات، أنقذوا مصر بمنحها حوالي 4 مليار دولار في قطاع النفط، ولكن التزامهم في المستقبل بدعم احتياجات الطاقة في مصر لا يزال غير واضح". وأشارت إلى أن "انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وطوابير السولار والبنزين الطويلة، والتوترات السياسية ساعدت في اذكاء الاحتجاجات المناهضة لمحمد مرسي، الرئيس السابق، والتي انتهت بعزله"