حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من أن نقص إمدادات الغاز يعمق بشدة أزمة الكهرباء التي يعاني المصريون انقطاعها المتكرر خلال فترة فصل الصيف، ويشير إلى موجة جديدة من الانقطاعات تفوق حدتها ومدتها الفترات السابقة وهو ما يضاعف من غضب المصريين على النظام الحاكم الذي يلجأ دائما للحلول قصيرة الأمد، دون وضع خطة إستراتيجية للقضاء نهائيا على هذا الأزمة المتفاقمة. وقالت إن المصريين يستعدون لصيف ساخن جدا مع الانقطاعات المتواصلة للكهرباء والمتوقع زيادتها خلال الايام القادمة مع توسعهم في استخدام التكييفات خاصة خلال شهر رمضان المبارك نظرا لنقص إمدادات الغاز والوقود اللازم لإدارة المولدات الكهربائية. وأضافت إن الاضطرابات السياسية في العامين الماضيين عرقلت خطط توسيع إنتاج الطاقة الكهربائية، في وقت تزايدت الحاجة بشدة إليها هذا العام وهو ما يفاقم عجز السلطة، بجانب انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي وأزمة العملات الأجنبية التي تعاني منها الحكومة، كل هذا دفعها للحلول قصيرة الأمد بالاستعانة ببعض شحنات الغاز من قطر وليبيا التي تعهدت بشحنات نفط بشروط ميسرة، مما يساهم في حل مؤقت للمشكلة. ونصحت الصحيفة الحكومة المصرية بضرورة إعادة التفكير جذريا في سياساتها بشأن الطاقة، بما في ذلك الدعم الذي توفره للوقود إذا كان ترغب في مواجهة التحديات الاقتصادية، التي سوف تتزايد مع عجز الحكومة عن توفير الغاز اللازم لإنتاج الكهرباء لمواجهة الطلب المتزايد عليها. ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المديرين في إحدى الشركة الصناعية قوله:" علينا أن يكون لديننا خطة لمدة 20 عاما.. وليس فقط لمدة ثلاث سنوات، وتساءل، كم عدد صفقات الغاز التي يمكن لقطر أن تعطيها لنا؟ ماذا عن الصيف بعد المقبل؟. بالكاد ظهرت مصر كدولة مصدرة للغاز الطبيعي والمسال، إلا أن البلاد تحتاج حاليا لاستيراد الغاز للاستخدام المنزلي، وتضاءلت صادرات الغاز الطبيعي في مصر بسبب انخفاض الإنتاج من الحقول فضلا عن ارتفاع الاستهلاك المحلي، وقد أوقفت شركة اسبانية إنتاج إحدى منشأت الغاز لأنه قد تم تحويل إمداداتها إلى استخدام المنزلي، فيما واجهت منشأة أخرى انخفاضا في الإنتاج بسبب المسائل التقنية في الشركة المشغلة للحقل، ومن غير المتوقع أن نرى زيادة في الإنتاج قبل عام 2014.