قالت قوات المعارضة الليبية، التي تقاتل في منطقة الجبل الغربي، الاربعاء انها تستعد لشن هجوم رئيسي على بلدة الغزاية الاستراتيجية القريبة من الحدود مع تونس خلال يوم او يومين. ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مراسلها هناك قوله انه شاهد ما لا يقل عن عشرين شاحنة مسلحة تسليحا ثقيلا تتحرك باتجاه بلدة نالوت، القريبة من الحدود الليبية التونسية. كما قالت الوكالة ان مراسلها شاهد مجموعة اخرى مكونة من 30 شاحنة صغيرة مسلحة ومموهة بالطين تتجمع في مناطق اعمق شرقي المنطقة، تستعد بدورها للالتحاق بالقوة المهاجمة. ونسبت رويترز الى عمر فكان، احد قادة المعارضة العسكريين، قوله: "نحن نعزز مواقعنا قرب نالوت، وبالتأكيد سنهاجم الغزاية في اليوم التالي". واضاف ان وحدات من قوات معارضة من عدد من البلدات والمدن التي سيطرت عليها المعارضة في جبال نفوسة الغربية تتجمع ايضا في نالوت، استعداد للهجوم. ويأتي الاعلان عن هذا الهجوم في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي، كان احدثها اعلان ويليام هيغ وزير الخارجية البريطانية اعتراف بلاده بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض ممثلا شرعيا وحيدا لليبيا، "مع انتهاء شرعية القذافي"، حسب تعبيره. وقال هيغ، في مؤتمر صحفي، ان بريطانيا ستتعامل مع المجلس الانتقالي باعتباره الحكومة الوحيدة حاليا في ليبيا، ودعت المجلس لاختيار ممثل له في لندن. ورفض وزير الخارجية أن يكون القرار خطوة استعراضية، مؤكدا أن "لا حضور للقذافي في مستقبل ليبيا". وأعلن أن بلاده ستلغي تجميد 91 مليون جنيه استرليني (150 مليون دولار) من أرصدة النفط الليبي لمساعدة المجلس الانتقالي. يأتي ذلك بعد إعلان قرار الحكومة البريطانية طرد جميع أفراد طاقم السفارة الليبية في العاصمة لندن. وقد ادانت الحكومة الليبية القرار البريطاني باعتباره قرارا "غير قانوني وغير مسؤول". وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد شلقم: "نحن في حكومتنا نعتبره تصرفا غير مسبوق، انه غير قانوني، وغير مسؤول، وهذا امر مفاجئ آت من الحكومة البريطانية". لندن أبلغت القائم بأعمال السفير بقرار الاعتراف بالمجلس الوطني ويعتقد ان ثمانية دبلوماسيين موالين للزعيم الليبي معمر القذافي لا يزالون في مبنى السفارة الليبية بعد أربعة أشهر من مشاركة بريطانيا في حملة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد القوات الموالية للقذافي. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن القائم بأعمال السفير الليبي قد استدعي إلى الخارجية حيث تم إبلاغه بالقرار. واضاف المتحدث ان هذه الخطوة تأتي اتساقا مع قرار الحكومة البريطانية قطع جميع علاقاتها مع القذافي فيما تزداد رقعة نفوذ المجلس الوطني الانتقالي المعارض في أنحاء ليبيا، متخذا من بنغازي مقرا له. يذكر أن السفير الليبي عمر جلبون طرد من لندن في أيار/مايو الماضي، كما جمدت بريطانيا في شباط/فبراير عمل سفارتها في طرابلس. سحب العرض من ناحية أخرى قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي إن العرض الذي تقدمت به المعارضة إلى القذافي بالسماح له بالبقاء في البلاد شرط تنحيه أولا قد انتهى أجله ولم يعد صالحا. وأضاف عبد الجليل أن العرض "تم تقديمه الشهر الماضي من خلال مبعوث الأممالمتحدة عبد الإله الخطيب وكانت مدته أسبوعين، وقد انقضى الأسبوعان". من جهته قال الخطيب إن أطراف الأزمة الليبية تظل على انقسامها حول كيفية إنهاء النزاع. وكان الخطيب قد زار بنغازي معقل المعارضة شرقي البلاد بعد زيارته لطرابلس. ونقل بيان صادر عن الأممالمتحدة في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء قوله إن الجانبين يؤكدان رغبتهما في استمرار الاتصالات مع الأممالمتحدة بحثا عن حل". وكان رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي قد ذكر ان طرابلس لن تتفاوض مع المتمردين حول وضع نهاية للقتال الدائر في البلاد ما لم يوقف الناتو الغارات الجوية التي يشنها على ليبيا. واضاف المحمودي ان زعامة معمر القذافي ليست محل تفاوض. وقال رئيس الحكومة الليبية في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه بالخطيب: "يجب وقف هذا العدوان فورا، والا فلن نتمكن من اجراء حوار او حل اي مشكلة في ليبيا."