فى محاولة لاستعادة مدن الغرب المحررة من قبضته، احتشدت القوات الموالية للزعيم الليبى معمر القذافى قرب الحدود التونسية أمس، فى الوقت الذى رفضت فيه المعارضة أى تدخل عسكرى أجنبى. ويخشى السكان من أن القوات الموالية للقذافى تستعد لشن هجوم لاستعادة السيطرة على بلدة نالوت من المحتجين الراغبين فى إنهاء حكم القذافى. ونقلت رويترز عن شاهد عيان قوله: «القوات الموالية للقذافى تحيط بالمنطقة القريبة من الحدود التونسية. جاءت برشاشات ثقيلة على سيارات رباعية الدفاع وعشرات من المسلحين المجهزين بأسلحة خفيفة». معلقا على أنباء تحدثت عن إعادة انتشار لحاملة طائرات وسفن امريكية قبالة السواحل الليبية استعدادا لاحتمال تدخل عسكرى امريكى للاطاحة بالقذافى، قال المعارض السياسى الليبى عبدالمنعم الحر فى تصريحات ل«الشروق»: «إن الثوار يرفضون أى تدخل عسكرى أجنبى وهم لا يعولون على أى مساعدة او قرار من مجلس الامن.. سنجهز صفوفنا فى المنطقة الشرقية وان شاء الله سيتم الزحف على طرابلس... وهى مسألة وقت». وأفاد بأن اليوم الأربعاء، الذى يوافق ذكرى إعلان القذافى ما سماه حينها تسليم السلطة الى الشعب فى 2 مارس 1977، سيشهد انتفاضة كبيرة داخل البلاد لانهاء حكم القذافى. وحذر المعارض الليبى من أن «التدخل الأجنبى سيسلب الثورة من شبابها.. ونحن لا نريد نسب الاطاحة بالقذافى الى قوات غربية. فهذا عار علينا». ورأى أن «اقامة منطقة حظر جوى حاليا اصبح بلا جدوى بعدما تمكن القذافى من استقدام عشرات الالاف من المرتزقة.. كما انه ينقلهم بطائرات عمودية لا تحتاج الى الطيران على ارتفاع كبير». واستبعد خبراء امريكيون قيام واشنطن وحلفائها بشن عملية عسكرية، مشيرين الى أن التحركات العسكرية الحالية تهدف فقط الضغط على النظام ومساندة الثوار، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الامريكية. واعلنت واشنطن أيضا أنها جمدت اصولا قيمتها نحو 30 مليار دولار فى الولاياتالمتحدة لمنع القذافى واسرته من التصرف فيها. من جهته، قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إن حكومته ستعمل على تحديد منطقة «لحظر الطيران» فوق ليبيا. وفى ذات الاطار اعلن أن «وزارة المال تدخلت لمنع ارسال نقود بقيمة 900 مليون جنيه استرلينى الى ليبيا»، فيما اتخذت النمسا خطوة مماثلة بتجميد نحو 1.6 مليار دولار ارصدة للقذافى ومساعدين له. وفى محاولة لانقاذ صديقه وحليفه المتحصن فى طرابلس، اقترح الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز مسعى دوليا للوساطة بغية إيجاد حل سلمى. وقال الزعيم الاشتراكى إنه ناقش الفكرة بالفعل مع بعض اعضاء تكتل «البا»، الذى يضم دولا يسارية فى أمريكا اللاتينية ومع دول أخرى فى اوروبا وامريكا الجنوبية. فى غضون ذلك، ذكر معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام (سيبرى) أن القذافى وعائلته ربما يخططون للفرار إلى بيلاروسيا. وأوضح المعهد أن ما يشير لذلك هو أن طائرة القذافى الخاصة قامت برحلتين من العاصمة إلى أحد المطارات فى بيلاروسيا خلال الأيام السبعة الماضية. وقال هيو جريفيثس الخبير المختص لدى «سيبرى» إنه تم التأكد من أن بيلاروسيا صدرت خلال الأسابيع الماضية 40 طنا من الأسلحة إلى ليبيا. القذافى وميكانيكى مصرى على طريقة (معلش احنا بنتبهدل)