تنسيق الكليات 2024 بالنسبة المئوية .. ما هى الجامعات التي تقبل من 80% علمي علوم؟    تنسيق الكليات 2024.. حدد كليتك بعد مراجعة مجموع الدرجات والحدود الدنيا لتنسيق الجامعات 2023    مسؤول عسكري أمريكي: إيران قامت بتحركات عسكرية توحي بهجوم قادم كبير على إسرائيل    حزب الله يستهدف موقع السماقة الإسرائيلي ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم    انفجار فى نوربورجرينج    سنة أولى مدير كرة.. 12 أزمة واجهها خالد بيبو (تفاصيل وإنفوجراف)    أمام سامي وسموحة.. أرقام كولر تبشر بتتويج الأهلي ضد «الموج الأزرق»    الأمن يكشف غموض العثور على جثة مسن مفصولة الرأس بالفيوم    حريق هائل يلتهم عدد من الأكشاك فى أسوان    «تيجى نسيب».. ال«AI» يُشعل الصراع على لقب «صوت مصر» بألبوم أنغام    ارتفاع أسعار النفط مع ترقب المتعاملين للثأر الإيراني من إسرائيل    أمين «مستقبل وطن البحر الأحمر» يبحث مع رئيس سفاجا متطلبات المواطنين    أمريكا تحافظ على الصدارة ومصر الأخير في جدول ترتيب ميداليات باريس 2024    أحمد رفعت أم أسباب أخرى| لماذا غاب رئيس رابطة الأندية عن النهائي؟!    منظمة المطبخ المركزي العالمي: استشهاد أحد زملائنا الفلسطينيين بالقرب من دير البلح بغزة    "القاهرة الإخبارية": ليس واضحًا حتى الآن التنسيق بين إيران وحزب الله لضرب إسرائيل    بعد إخلاء سبيل مربي أسد المعادي، إجراءات حيازة الحيوانات المفترسة والعقوبة المتوقعة    مدرسة «ديمشلت».. تعرف على ردود أفعال رواد التواصل الاجتماعي على حصول عدد كبير من الطلاب على 93%    ترامب وفانس يهاجما كمالا وتيم من أجل اليهود    «علقة موت بسبب جاموسة».. أحمد السقا يكشف قصة تعرضه للضرب المبرح (فيديو)    تحذير عاجل من هيئة الدواء لوجود عبوات مهربة من دواء مجهول المصدر لمرضى السرطان    حقيقة رحيل «كولر» عن الأهلي بسبب خلافه مع لجنة التخطيط.. مصدر يوضح    صديق إيجولا يتألق في نهائي كأس الرابطة بهاتريك أسيست    الرئيس التونسي يكلف "كمال المدورى" برئاسة الحكومة خلفا لأحمد الحشانى    تنسيق الجامعات 2024، تجهيز معملين تنسيق لاستقبال طلاب ذوي الهمم    100 ألف متابع خلال شهر.. "الأوقاف" ترد على شكاوى رواد صفحتها عبر "فيسبوك"    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون مع غرفة صناعة الأدوية    التحقيق مع 5 أشخاص متهمين بالاتجار بالعملة الأجنبية في السوق السوداء بالعجوزة    بايدن: "لست واثقًا" من حصول انتقال سلمي للسلطة إذا خسر ترامب    الرمادي: لاعبو سيراميكا كانوا على قدر المسؤولية.. وحققت بطولتين في 18 شهرا    علقة موت بسبب جاموسة، أحمد السقا يكشف قصة تعرضه للضرب المبرح من أهل قريته (فيديو)    انتهاء أعمال لجنة تحكيم مسابقة التأليف بالمهرجان القومي للمسرح    رمضان 2025.. رياض الخولي يشارك ف«حكيم باشا»    «السمسمية» تدشن أولى عروض فرقة الإسماعيلية ب«صيف مطروح»    حدث بالفن| رسالة جديدة من طبيب شيرين وإصابة فنانة في عينها    اطلقت صورى من زوجى علشان أحافظ على المعاش.. وأمين الفتوى: حياتكم حرام    غياب رمضان وماييلي عن قائمة بيراميدز لمواجهة أبوقير في كأس مصر    «لو السواق نام».. 7 وصايا من المرور لمنع حوادث الطرق تعرف عليها    مع تعويم الجنيه المرتقب.. ربط سعر الأدوية بالدولار كارثة تهدد حياة المصريين    طريقة عمل ورقة اللحمة بالخضراوات، أكلة لذيذة وسريعة التحضير    تراجع سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 8 أغسطس 2024    وكيل تموين الإسكندرية يجتمع مع شعبة الخضر والفاكهة لحوكمة الأسعار    ندوة تثقيفية للتعرف على أهم البرامج الدراسية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    «الحوار الوطنى» يستعد لمناقشة «الدعم النقدي» ورفع توصيات «الحبس الاحتياطي» لرئيس الجمهورية    في أول أيام صوم العذراء.. البابا تواضروس يتناول سلسلة مؤهلات الخدمة بعنوان «خادم سره هاديء» باجتماع الأربعاء    تباين في عدة أصناف.. أسعار البصل والخضروات بالأسواق اليوم الخميس 8 أغسطس 2024    «كفاية اعتزل ومتهنش اسمك».. رسائل نارية من إبراهيم سعيد ل أحمد فتحي    الحكومة: 4.4 مليار جنيه تعويضات لأهالي منطقة رأس الحكمة    وتستمر السيول على هذه المناطق.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 8 اغسطس 2024    ضبط 110 زجاجة أدوية بشرية مجهولة المصدر بمحل مستلزمات طبية بالفيوم    فريدة هاني من أوائل الثانوية العامة بجنوب سيناء: الطاقة الإيجابية من المدرسين سر تفوقي    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 8 أغسطس 2024    أردنية تواجه «التوحد» في الوطن العربى ب«بيان»    ليست العلاقات الجنسية فقط.. أمين الفتوى يكشف عن 5 أنواع من الخيانة الزوجية    حصول الدكتور "باسم عبدالعاطي" على جائزة الدولة التشجيعية في "العلوم الهندسية"    أمين الفتوى بقناة الناس: سيدنا النبى كان يصافح بيده هؤلاء النساء    "الدكتور قالي مش هتخلف".. الورداني يكشف عن أمراض لا يجوز إخفاؤها قبل الزواج    للسيدات.. هل يجوز المسح على الأكمام عند الوضوء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة وسلاح الجمال ثلاثى الابعاد ...ضرورة ...خطورة...وفصام
نشر في البداية الجديدة يوم 08 - 07 - 2015

نص المرجعية التلفزيونية على أن البشرة الفاتحة والعيون الزرق والملابس الضيقة عنوان المرأة الجميلة الأنيقة. ووفق الموروث المأخوذ من «ستي» و «نينة» و «ستات» العائلة جميعهن، فإن المرأة البيضاء ذات تقسيمات الجسد المثالية والبشرة الملساء وحدها من تجتذب عريساً مميزاً وتستحوذ على قلب زوج المستقبل وعقله على رغم أنوف المنافسات.
أما جمل الأفلام الشهيرة ومقاطع المسلسلات المعروفة، فتشير سواء تلميحاً أو مباشرة، إلى أن المرأة شديدة الجمال أو رشيقة القوام ذات حظوظ أفضل واختيارات أوسع ومجالات أرحب ممن هن أقل منها حظاً من حيث الشكل والمظهر. وأخيراً وليس آخراً، تفرض المجلات النسائية وصفحات الجرائد الأسرية والبرامج الأنثوية مفهوماً عن المرأة باعتبارها ذات مقاسات مقاربة ل «أيزو» مارلين مونرو، حيث 37-22-35، وكل ما عداها فهو أقرب ما يكون إلى كيس البطاطا أو عبوة «اللبخ».
«مدام لبخ» كما أرّخ لها عبدالسلام النابلسي حيث عشرة قناطير لحم إضافة لمثلها من الشحم، هي كابوس الواقع الذي تعيشه مصريات كثيرات. رحلة أبدية حيث التشتت التام بين واقع مرّ وحلم جميل، وجهود مضنية في محاولة للإفلات من قدر حلة محشي منصوص عليها في عقد الزواج في مواجهة خضروات مسلوقة ومعها تفاحة خضراء منصوص عليها في برامج الرشاقة والجمال. هي تناهض علم الوراثة وتحارب قيود التحرّكات خارج البيت وتصارع عدد ساعات اليوم التي لا تكفي المهام والواجبات والمسؤوليات، في محاولة للإفلات من مصير سمنة محتوم وواقع لون معروف وحقيقة ملمح لم ولن يتغير، إلا بمشارط الجراحين ومقصاتهم.
لمياء أخرى
جراح لمياء ح. (40 سنة) لم تندمل بعد. هي جراح معنوية وبعض منها مادي. فهي ذات بشرة سمراء وملامح مصرية صميمة لا علاقة للأنف القوقازي والوجنات البارزة والقامة الطويلة والنحافة المثالية بها. مستحضرات التجميل القادرة على تغيير لون البشرة موقتاً مع مداومة على التمرينات الرياضية ومقاومة الحلويات ومصادقة الخضروات أثناء سنوات الجامعة، ساعدتها في الحصول على عريس كان يبحث عن عروس بمواصفات جمالية بعينها. لكن مياه الصنبور مع بعض من الصابون ليلة الفرح أسفرت عن لون بشرتها الأسمر الذي صدم العريس الهمام، ولكنه لم يبح بصدمته حفاظاً على مشاعرها. غير أن تراكم سنوات الزواج وتحوّل غصن البان إلى مجموعة متلاصقة من الغصون السميكة، بعد ثلاث ولادات وإقامة نهارية في المطبخ لتجهيز صنوف الطعام التي يعشقها الزوج، مع انهيار المقاومة والتخلّي عن الخضروات الطازجة وتبدد إمكانية مزاولة الرياضة مع صغر سن الأبناء، أدت إلى لمياء أخرى غير تلك التي «تعاقد عليها» الزوج.
ومع تواتر السنوات واستمرار العشرة وانتهاء مرحلة الحفاظ على مشاعر الآخر، تزايدت ملحوظات التوبيخ وتوالت عبارات الشجب والتنديد التي بلغت حدّ اتهامها بالنصب والاحتيال حيناً والإهمال والتبلد حيناً آخر.
وزاد الطين بلة أن جروج لمياء المعنوية أضيفت إليها جروح مادية بعد ما أنفقت آلاف الجنيهات بين بحث عن حلم تبييض بشرة واهم والحصول على قوام «إليسا» كاذب، وهو ما أسفر عن حروق في البشرة فقط لا غير.
لمياء ليست ضحية البحث عن عريس جاهز جاء ليتعاقد على بضاعة ذات مواصفات محددة فقط، لكنها وكثيرات غيرها ضحية شيزوفرانيا مجتمعية وإعلامية تدفع المرأة دفعاً نحو مقاييس جمال نادرة الوجود، أو معايير رشاقة صعبة التحقيق، أو شروط أنثوية مستحيلة التعميم، والأهم من كل ذلك تحبسها في حيز عالم الأزياء والتجميل ثم تعود وتلومها على سطحية التفكير ومحاولات التقليد وجهود الحصول على عريس عبر مشرط التجميل أو كريم التبييض أو تمويه الطبيعة المصرية واستنساخ أشكال أجنبية، مستخدمين في ذلك الحجج الاجتماعية وإن لزم الأمر الأسانيد الشرعية.
الأسانيد الشرعية التي استند إليها عالم الدين في برنامج فضائي يتلقى أسئلة المشاهدين المتعلقة بالدين، دفعته إلى مطالبة المتصلة بالتوجّه فوراً إلى عيادة التجميل.
المتصلة كانت حائرة بين هجر زوجها لها وإمعانه في المقارنة بينها وبين نجمات الفيديو كليب مع لوم حماتها ووالدتها وجاراتها لها على ما أصابها من سمنة وما لحق بها من تجاعيد، ومطالبة الجميع لها بالحفاظ على زوجها بأي طريقة حتى وإن كانت عمليات جراحية هي الثمن من جهة، ومن جهة أخرى خوفها من مشرط الجراح بعد ما فشلت جهود الحمية (الريجيم) وتبددت محاولات العناية اليومية ببشرتها نظراً لضيق الوقت. لكن الشيخ العلامة أباح لها، بل شجعها، على خوض أخف الضررين ألا وهو مشرط الجراح الذي هو أهون من هجر الزوج لها أو، لا قدّر الله، وقوع الطلاق.
متهمة دائماً
ويطلق كثر أحكاماً مسبقة ويعلقون مشانق معلبة لكل كائن أنثوي غير مطابق لمعايير الجمال المفروضة من قبل الإعلام وشركات التجميل وجراحيه والعاملين فيه، وبالطبع الأزواج والعرسان والمتابعين والمراقبين للتحرّكات النسائية أينما كانت. هذه «مهملة في نفسها» وحق لزوجها أن يتزوّج غيرها، وتلك «تركت علامات السن تؤثر في وجهها» فطبيعي أن يبصبص زوجها على من هن أصغر منها، وهؤلاء سمروات وعليهن تجربة كريمات التبييض لعل الله ينعم عليهن بنعمة اللون الفاتح، و «ما شاء الله» وضعت هذه عدسات خضراء فظهر جمالها، وهلم جرا.
وقد جرى العرف المجتمعي على اعتبار المرأة كائناً يرمز إلى الجمال ومعنى يصف الخصوبة وأداة تؤدي إلى المتعة، فإن أخلت بأي من رموزها أو معانيها أو أدواتها أحيلت إلى التقاعد المعنوي أو تعرّضت للشجب اللفظي أو اتهمت بالتقصير. أما إذا أبدت اهتماماً مستمراً بكل ما سبق فيتم تصنيفها فوراً باعتبارها دمية تسرف في الاهتمام بالمظهر، وسطحية عليها الالتفات إلى الجوهر، أو استهلاكية لا همّ لها إلا شراء المستحضرات أو اللجوء إلى الجراح. أي أنها في الحالات كلها متهمة مع سبق الإصرار والترصد. جمال المرأة سلاح بثلاثة أبعاد: أولها ضرورة لأنها امرأة، وثانيها خطورة حفاظاً على الزوج، وثالثها فصام في مجتمع تتجاذبه الأضداد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.