خطيب التحرير: النقاب حرام طبقًا للقرآن والسنة وهو في الأساس عادة يهودية مفتي بالأزهر: لا يجوز تحريمه حتى في حالة الحرب على الإرهاب "اتحاد القرضاوي" يرفض تدخل الحاكم في الأمور الدينية النجار يحذر من استغلال الإخوان للأمر في ادعاء الحرب على الإسلام بعد عزل مرسي الجماعة الإسلامية: لا يصح أن يتم حظر أمر قال بعض العلماء بوجوبه بعد انتشار ظاهرة استخدام النقاب، والذي يستغله البعض للتخفي، وارتكاب العديد من الجرائم خلال الفترة الأخيرة، أفتى الشيخ محمد عبد الله نصر، خطيب ميدان التحرير، والشهير بالشيخ «ميزو»، بأن النقاب حرام شرعًا بالقرآن والسنة، وأنه كان يستخدم قديما لظروف معينة، حيث إنه في المدينة كانت ظاهرة التحرش بالإماء (العبيد) منتشرة وخوفا من أن تطول تلك الظاهرة السلبية سيدات القوم أمروا أن يرتدوا النقاب كعلامة مميزة للسيدة عن الأمة. وأضاف الشيخ نصر، في تصريحات ل«البوابة»، أن النقاب في الأساس عادة يهودية، وقال: من الممكن بسهولة إثبات صدق كلامي من خلال موقع البحث "جوجل" عندما تكتب "منقبات يهوديات"، وعلى كل حال يجوز للحاكم تحريم النقاب، الذي يوجبه البعض، درءًا للمفاسد، وخاصة في ظل الاستخدام السيئ حاليًا له، حيث أنه أصبح ستارا يختبئ وراءه المجرمون والإرهابيون. من جانبه قال الشيخ عبد الآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية: "لاشك أن ولي الأمر له أن يتخذ من الإجراءات ما يمنع وقوع الجرائم، بعد استشارة أهل العلم، ولكن الذي أراه أن استغلال بعض الناس للنقاب في ارتكاب الجرائم لا يزال في إطار حالات محدودة، ولم يصل إلى حد أن يكون ظاهرة متفشية، فلا يصح أن يحظر أمر قال بعض العلماء بوجوبه لمجرد أن البعض يستغله استغلالًا سيئًا، وإلا فقد سمعنا عن أناس يستغلون لباس رجال الدين المسيحي في ارتكاب بعض الجرائم، وكذلك سمعنا عن تخفي بعض مرتكبي الجرائم في زي رجال الجيش والشرطة، فهل يستلزم ذلك منع هذه الملابس؟" واتفق مع الرأي السابق الشيخ هشام إسلام، عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف، قائلًا إنه لا يجوز شرعا للحاكم تحريم ارتداء النقاب، حتى ولو كان السبب الحرب على الإرهاب، مؤكدًا أن فكرة تحريم النقاب تأتى ضمن مخطط الحرب على الإسلام. واتفق الشيخ إسلام مع مفتي الجماعة الإسلامية في أن هناك من يرتكب جرائم وهو يرتدى ملابس الشرطة والجيش، ولذلك يرى أن تلك القضية يجب التعامل معها بحنكة، من خلال وجود نساء في نقاط التفتيش تكشف وجوه المنتقبات للتحقق، وضابط الجوازات يرى وجوه المنتقبات قبل صعود الطائرة في المطار، وهذا شئ متعارف عليه. وفي السياق نفسه رأى ماهر أبو عامر، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التابع لمفتي الإخوان يوسف القرضاوي، أنه لا يجوز لأحد أن يحرم أو يحل شيئًا في دين الله لأن الدين قد اكتمل، فالمشرع هو الله وليس أي شخص آخر مهما ارتفع شأنه ومنصبه. وأضاف أبو عامر ل "البوابة" أنه لو فتحنا الباب للحكام لتحريم وإجازة ما يرونه من أمور فقهية لمنعت شعائر وصلوات بسبب أو بغير سب ولحل علينا غضب الله وسخطه، مشيرًا إلى أن قضية النقاب بشكل عام محل اختلاف في حكمها بين الفرض والسنة، وأنه يجب احترام آراء الجميع ومبرراتهم في هذا الصدد. الشيخ هشام النجار، الباحث في الشئون الشرعية، من جانبه أكد أن الأصل هو الحجاب العادي مع كشف الوجه والكفين والاحتشام في الملبس والتزام آداب الإسلام وأخلاقياته، أما قضية النقاب فهي محل خلاف، والأرجح في هذا الخلاف هو القول بعدم وجوبه، وأن كشف الوجه مع الحشمة، أيا كان لون الثوب أو طريقة حياكته بصورة عصرية أنيقة، المهم أن يكون ثوب حشمة يحفظ للمرأة وقارها واحترامها. وأضاف: أما قضية تدخل الدولة أو رئيسها لمنع النقاب بقانون أو قرار فهذا الأمر حساس جدًا لأن له خلفيات وتداعيات جسيمة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الدولة أثر إسقاط حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي ودعاوى تحويل الصراع السياسي إلى ديني وعقائدي، وغير مستبعد أن يتم توظيف هذا الإجراء سياسيًا من قبل الأحزاب والتيارات الإسلامية في صراعها السياسي مع السلطة الحالية.