حظيت إسرائيل بدعم قوي وثابت من الولاياتالمتحدة، التي كانت أول دولة تعترف بها كدولة مستقلة، منذ تأسيسها عام 1948، منذ ذلك الحين، تلقت مئات المليارات من الدولارات من المساعدات الخارجية الأمريكية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. أفادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، أن إسرائيل تلقت دعمًا عسكريًا أمريكيًا "يفوق ما تلقته أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية". ويشير التقرير إلى استمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، بالرغم من توجيه الرئيس جو بايدن بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة ومعارضته الخطط الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح. وتشن إسرائيل حربا على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعد عملية المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة والمعروفة ب"طوفان الأقصى". ويكشف التقرير أن إدارة بايدن "واصلت تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لإسرائيل" منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث أعلنت عن صفقتي أسلحة لإسرائيل. ففي ديسمبر الماضي، وافقت الإدارة على بيع حوالي 14 ألف قذيفة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 106.5 مليون دولار، بالإضافة إلى بيع قذائف مدفعية من عيار 155 ملم بقيمة 147.5 مليون دولار. وتلفت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية "تجاوزت الكونجرس في مصادقتها على الصفقتين، مستندة إلى ذريعة المساعدات الطارئة". ويضيف التقرير أن هاتين الصفقتين لا تمثلان سوى "جزء صغير مما أخفته الإدارة الأمريكية عن الكونجرس، إلى جانب أكثر من 100 صفقة أخرى". كما يكشف التقرير أن الولاياتالمتحدة زودت إسرائيل بذخيرة دقيقة وقنابل خارقة للتحصينات وغيرها من الأسلحة الفتاكة، وذلك وفقًا لمعلومات حصرية حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست في مارس الماضي. الأسلحة الأمريكية تدمر غزة وتؤكد الصحيفة أن الأسلحة الأمريكية استخدمت بشكل فعال في حرب غزة، حيث نقلت عن محللين مستقلين قولهم "إن الكثير من الأسلحة التي استخدمت في غزة، بما في ذلك قنابل تزن ما بين 450-900 كغ، تم تحديثها من قبل شركة بوينغ لتصبح ذخيرة دقيقة". وتوضح الصحيفة أن الكونجرس صادق على صفقة بيع 25 مقاتلة من طراز أف-35 أيه ومحركاتها لإسرائيل قبل سنوات، "لكن لم يتم تسليمها". وقد صادقت وزارة الخارجية الأمريكية على تسليم هذه المقاتلات، حسبما أخبر مسئولون أمريكيون صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي. ويلفت التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة زودت إسرائيل بكميات ضخمة ومهمة من الأسلحة بعد حرب أكتوبر عام 1973، بهدف مساعدتها على إعادة بناء قواتها. ويضيف التقرير أن "جوهر الدعم العسكري الأمريكي لم يتغير منذ ذلك الوقت، حيث يهدف إلى الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل". ويقدم التقرير لمحة عن "مذكرات التفاهم العشرية" التي تم توقيع آخرها في عام 2016، والتي "تلتزم واشنطن بموجبها بتقديم دعم عسكري بقيمة 38 مليار دولار خلال الفترة ما بين 2019-2028". ويكشف التقرير أنه منذ عام 2009، "ساهمت الولاياتالمتحدة بمبلغ 3.4 مليار دولار أمريكي في تمويل الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، بما في ذلك 1.3 مليار دولار للقبة الحديدية". كما كانت إسرائيل أول مشغل دولي لمقاتلات إف-35، حيث استخدمتها لأول مرة في عام 2018. ويتطرق التقرير إلى "الاشتراطات التي وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية على الدول المتلقية للدعم، والتي تتضمن تقديم تأكيدات مكتوبة تؤكد التزامها بالمعايير الأمريكية المتعلقة بحماية المدنيين". ويشير إلى أن وزارة الخارجية تلقت "تأكيدات إسرائيلية مكتوبة في الموعد المحدد، وتعمل الوزارة على التأكد من مصداقية هذه التأكيدات قبل نقلها إلى الكونجرس الأمريكي".