شكرى سرحان فتى الشاشة الأول، يعد من أعظم ممثلى السينما العربية فى القرن العشرين فى جيله، ولد بمحافظة الشرقية، وهو شقيق للفنان سامى سرحان، والفنان صلاح سرحان، وخال المطربة سوزان عطية. كانت أول أعماله السينمائية فيلم «لهاليبو» مع الفنانة الراحلة نعيمة عاكف من إخراج حسين فوزى عام 1949، ثم اختاره المخرج العالمى يوسف شاهين لفيلمه «ابن النيل» عام 1951، والذى كان الانطلاقة الحقيقية لنجوميته، ثم توالت عليه أدوار البطولة فى أعمال «درب المهابيل»، «شباب امرأة»، «الطريق المسدود»، وغيرها من الأعمال. شكرى سرحان كان يلقب فى ذلك الوقت بفتى الشاشة. وكرمه الرئيس جمال عبدالناصر بوسام الدولة، وحاز على العديد من الجوائز، وأبرز الجوائز التى حصل عليها فى أفلامه السينمائية الشهيرة فى فيلم «ليلة القبض على فاطمة» مع فاتن حمامة عام 1984 للمخرج الراحل هنرى بركات، والذى حاز من خلاله على جائزة أفضل ممثل، وله العديد من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية، وأما رصيده السينمائى فهو 150 فيلما سينمائيا ابتداء من «لهاليبو» عام 1949، وانتهاء ب«الجبلاوي» 1991. يقول «سرحان»: «كانت لى تجربتان لا أًنساهما أولاهما حين اتصل بى فتحى إبراهيم، وكان رئيسا لشركة الإنتاج العالمى «كوبرو فيلم»، وأخبرنى أن شركة سينمائية إيطالية سوف تشترك مع مصر فى إنتاج فيلم باسم ابن كليوباترا، وأنهم اختارونى للقيام بدور البطولة الثانية فى هذا الفيلم، الذى كان يقوم بدور البطولة الأولى فيه الممثل الأمريكى كارك ديومزن ما. وكان يشترك فيه أيضًا بعض الفنانين والفنانات الإيطاليين، ومن مصر اشترك فيه العملاق يحيى شاهين وسميرة أحمد وحسن يوسف، وقام بإخراجه أستاذ فى جامعة روما، وهو فى الوقت نفسه مخرج سينمائي. وكانت فرصة فريدة لى أن أشاهد بعينى عملًا سينمائيًا يلتزم بالمثالية فى كل نواحيه إنتاجًا وإخراجًا وتصويرًا. فمواعيد التصوير مثلًا تسير بدقةٍ شديدة. لا تأخير ولا تعطيل ولا تأجيل، ولا شىء من هذا القبيل على الإطلاق». يواصل: «بالمناسبة أذكر أنه كان هناك موعد للتصوير فى منطقة صحراوية اسمها بنى سويف، وكان موعد اللقاء هناك فى الساعة السادسة صباحًا أخذت سيارتى وذهبت فى الموعد المتفق عليه بالضبط، ولم أجد أحدًا قد وصل، وبعد عشر دقائق فقط وصلت عربات التصوير، وبها الفنانون والفنيون الأجانب، ومعهم المخرج ومساعدوه، وحينما رآنى المخرج وقد وقفت فى انتظارهم خرج من السيارة وأسرع إلى معتذرًا فى خجلٍ شديد لدرجة أننى لاحظت أن وجهه قد شحب، وهو يعدنى بأن هذا لن يتكرر أبدًأ، فابتسمت وطيبت خاطره بكلماتٍ رقيقة وأنا فى شدة العجب. فهذا الرجل هو مخرج الفيلم، أى الرجل الأول فى كل شيء، ثم هو أستاذ فى جامعة روما والتأخير لم يزد علي عشر دقائق والأعجب من هذا أننا حينما بدأنا التصوير وذهبت إلى هناك لأبدأ المشهد الأول، فإنه بمجرد أن شاهدنى أمامه أسرع بتكرار الاعتذار لى أمام الجميع. تذكرت هذه الواقعة وأدركت لماذا يصل هؤلاء الناس إلى هذه المكانة الفنية». وأحب شكرى سرحان الفنانة فاتن حمامة، ولكن فى صمت، وقد لقن الفنان صلاح منصور، شكرى سرحان، علقة ساخنة حتى يعترف بحبه لفاتن حمامة، لكن دون جدوى، فعاشق مثله قرر أن يحبها فى صمت ولم يمتلك يومًا الجرأة حتى يعترف لها بحبه. والقصة بدأت خلال فترة دراسة شكرى سرحان، بمعهد التمثيل مع صلاح منصور الذى كان صديقًا مقربًا له، وسريعًا ما اكتشف «منصور» مشاعر «شكرى» الجارفة تجاه زميلتهما فاتن حمامة، لكنها مشاعر صامتة لم تجرؤ على الخروج بحكم طبيعته المحافظة، وهو ما أثار حنق منصور عليه؛ حيث رآه يتعذب دون طائل. وقد اعترف لها بعدما تزوجت من عمر الشريف. حصل شكرى سرحان على جائزة أفضل ممثل ثمانى مرات على الأقل عن أفلامه الشهيرة: وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوى الأفريقى عن دوره فى فيلم «قيس وليلى» 1960 لكن التكريم الأهم والذى رد له الاعتبار بعد خمس سنوات من اعتزاله التمثيل وابتعاده شبه التام عن الأضواء منذ العام 1991 وحتى رحيله عام 1997 كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى له عن مجمل مشواره فى سياق مئوية السينما المصرية واختيار النقاد له كأفضل ممثل، حيث اختير كأفضل ممثل فى القرن العشرين باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما العربية بعدد 15 فيلما.