جاءت خسارة رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، عيسى حياتو، لمنصبه في الانتخابات التي أُجريت اليوم الخميس، على هامش الجمعية العمومية للكاف بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قبل أيام قليلة من أولى جلسات محاكمته، والمقرر لها الثالث من أبريل القادم، في قضية البث الشهيرة المتورط فيها "حياتو" وهشام العمراني سكرتير عام الاتحاد الأفريقي، لتفتح الفساد المتورط فيه أمام القضاء المصري. وجهت له الحكومة المصرية ممثلة في جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية التي أثبتت قيام حياتو بمخالفة المادة (8) فقرات (أ)، (ب)، (د)، (ه) من قانون حماية المنافسة"، بإساءة استخدام منصبه المسيطر في أسلوب ونظام منح حقوق البث المتعلقة ببطولات كرة القدم، والذي يملك وحده حق استغلاله التجاري. قام رئيس الاتحاد بإعطاء حق الاستغلال التجاري لشركة "لاجاردير سبورتس" دون طرحها للشركات الأخرى الراغبة في الحصول عليها في إطار طبيعي يضمن وجود منافسة حرة وعادلة، وذلك لفترة 12 عامًا بدءًا من 2017 وحتى 2028. رغم تقدم شركة "بريزنتيشن" بعرض لشراء حقوق البطولات الأفريقية. وكان "الكاف" منح شركة لاجاردير سبورتس الحق ذاته عام 2008 حتى عام 2016 لتستحوذ على هذا الحق لفترتين متصلتين ولمدة 20 عامًا، ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، لكنه شمل أيضًا البث الأرضي والفضائي عبر التلفزيون والبث عبر الإنترنت، وليس فقط على نطاق مصر وأفريقيا ولكن على نطاق العالم كله، وفقًا للجهاز. وأشار الجهاز إلى أنه ثبت من الوقائع والأدلة التي قام بها، قيام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالاتفاق مع هذه الشركة منذ شهر يونيو لعام 2015 على منحها حقوق البث التي ستبدأ في عام 2017 - أي قبل عام ونصف تقريبًا من انتهاء الحقوق السارية - وأنه قام عمدًا بتجاهل عدة مطالبات بطرح بيع هذه الحقوق في إطار مزايدة علنية تراعي قواعد المنافسة العادلة والشفافية بين المتنافسين. خسارة حياتو فتحت باب التكهنات بمصير القضية التي أقامتها مصر أمام المحكمة الاقتصادية خاصة وأن مقر " الكاف" هنا في القاهرة، وبالتالي يتم محاكمة حياتو أمام المحكمة الاقتصادية المصرية. وأكد مصدر مسئول بجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، أن حياتو أساء استخدام منصبه المسيطر في أسلوب ونظام منح حقوق البث المتعلقة ببطولات كرة القدم، وقام بمنحها لشركة "لاجاردير سبورتس "دون طرحها للشركات الأخرى الراغبة في الحصول عليها في إطار طبيعي يضمن وجود منافسة حرة وعادلة. وأشار إلى أن هدف حماية المنافسة لم يكن إحالة القضية للنيابة العامة ومحاكمة حياتو أو إسقاط رئاسته الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بقدر حماية حقوق المنافسة العادلة والشفافة بين المتنافسين مما يعزز من حماية المنافسة والقضاء علي السياسات الاحتكارية ومنح المتنافسين فرصة للحصول على حقوق البث بشفافية. وحول مصير القضية التي سيتم نظر أولى جلساتها 3 أبريل المقبل، قال المصدر: إنه ليس أمام رئيس الاتحاد الجديد سوى أمرين لا ثالث لهما، الأول وهو أن ينتظر لحين نظر القضية أمام المحكمة الاقتصادية المصرية وانتظار الحكم أو إعادة النظر في جميع الاتفاقات التي أبرمها الكاف في السنوات الأخيرة، خاصة وأن رئيس الاتحاد الجديد أحمد أحمد أكد أنه لا يقبل بالفساد في الاتحاد، وأنه سيتصدى لأي عمليات فساد تمت خلال عهد الرئيس السابق وهو ما يعني أنه سيقوم بمراجعة جميع الاتفاقات التي أبرمها حياتو، وسيفتح ملف بيع حقوق بث وتسويق البطولات الأفريقية، وهو الملف الذي تسبب في أزمة بين رئيس الكاف السابق عيسى حياتو، واتحاد الكرة المصري. يذكر أن حياتو وقت رئاسته ل"الكاف" تجاهل عرض شركة "بريزينتيشن المصرية " الذي بلغ مليارا و300 مليون دولار. وكانت الشركة المصرية لجأت للسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، للضغط على (كاف) وحياتو، لفتح ملف بيع الحقوق مرة أخرى.