كشفت صحيفة "لاكسبرس" الفرنسية، اليوم، أن مبادئ الجمهورية التركية أصبحت اليوم مهددة، بعد مضي عشر سنوات على حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة التركية الحالية، التي يقودها رجب طيب أردوغان، تشن حملة كبيرة ضد مؤسس الجمهورية التركية وواضع مبادئها مصطفى كمال أتاتورك الملقب ب"أبوالأتراك". وتابعت الصحيفة أنه كان كل صباح يتجه تلاميذ المدارس إلى تمثال لأبوالأتراك "مصطفى كمال أتاتورك" لتحيته على دوره في تأسيس الجمهورية التركية، لكن منذ وصول الإسلاميين للحكم منذ أكثر من عشر سنوات، لم يعد هناك اهتمام بجعل التلاميذ يحيون أبوالأتراك، الذي أنقذ الانحطاط الذي كانت تتجه إليه الدولة العثمانية التي سميت حينذاك ب"رجل أوروبا المريض". وأشارت "لاكسبرس" أن حزب العدالة والتنمية يعمل على تطبيق أيديولوجيته على المجتمع التركي محاولاً أسلمة الدولة ذات المبادئ العلمانية، حيث يقاتل رئيس الحكومة التركي لمنع تناول الكحوليات والسماح للنساء الأتراك بارتداء الحجاب، وكذلك الفصل بين الطلاب والطالبات في المدن الجامعية، وكذلك يفرض قيودًا على الأقليات الدينية المتمثلة في الأكراد والعلويين. وبينت الصحيفة أن أردوغان عمل منذ توليه الحكم على محاربة المبادئ الكمالية، التي وضعها كمال أتاتورك، خاصة داخل الجيش التركي الذي يعتبر المحب لأتاتورك والأكثر التزامًا بمبادئه، عبر سلسلة من الإدانات القضائية بالخيانة نتج عنها إيداع المئات من جنرالات الجيش التركي داخل السجون. وأضافت "لاكسبرس" بأن محاولة محو تاريخ كمال أتاتورك كانت من الأسباب التي قادت إلى خروج الأتراك للتظاهر في ميدان تقسيم بأسطنبول، اعتراضًا على محاولة الحكومة التركية لمحو مبادئ الجمهورية. ولفتت الصحيفة أنه خلال الذكرى الخامسة والسبعين لوفاة أتاتورك خلال الشهر الحالي، خرج أكثر من مليون تركي لإحياء هذه الذكرى، وهو رقم قياسي خلال العشرة أعوام الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين الأتراك "أوزجور ديكر" قوله "إن الحكومة التركية تعمل على المحو التدريجي لكل ما هو ينتمي لأتاتورك، بل إنها تحاول إذلال كل من يدافع عنه". وأضاف "ديكر": "الحكومة وحلفاؤها يحاولون أن يزرعوا أنفسهم داخل حياتنا ومنازلنا، يريدون أن يقنعونا بأنهم هم فقط أصحاب المبادئ والقيم وليس نحن". واختتمت الصحيفة بالقول إن عشرات الآلاف من الأتراك خرجوا لتحية مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك أمام قصر "دولمبهس"، الذي قضى فيه أتاتورك أيامه الأخيرة، كوسيلة منهم لإظهار أن الشعب التركي لا يزال يتمسك بالمبادئ التي وضعها مؤسس الجمهورية.
