سياسيون يطالبون بمحاكمة الببلاوي ويتهمون وزارته بالفشل

أكد عدد من السياسيين أن حادث قطار "دهشور" فجر اليوم الذي راح ضحيته أكثر من 27 شهيدًا، يأتي في إطار مسلسل الإهمال الحكومي المستمر، مشددين على أن حكومة الدكتور حازم الببلاوي فشلت في حل الأزمات التي تواجهها والتعامل مع الملفات الشائكة ولذلك يجب إقالتها بشكل فوري.
وطالب بعض هولاء السياسيين بمحاكمة الببلاوي ووزير النقل بعد الحادث، باعتبار مسئوليتهما السياسية عن الحادث، مؤكدين أن الإهمال أصبح سمة الحكومة الحالية.
قالت الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري والقيادية بجبهة الإنقاذ الوطني، إن حادث قطار البدرشين اليوم يأتي في إطار مسلسل الإهمال الحكومي الممتد من قبل ثورة 25 يناير حتى الآن، مضيفة أن الحكومة الحالية فشلت في حل تلك الأزمات المتراكمة وعليها الرحيل.
وأكدت الحفناوي، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن الحكومات المتعاقبة تعاملت مع الأزمات التي تواجه المواطنين والفساد ببعض قطاعات الدولة بدون فكر أو تقديم حلول، مشيرة إلى أن الحادث يأتي في وقت متزامن لحادث قطار "أسيوط" الذي راح ضحيته عدد من التلاميذ الأبرياء العام الماضي.
وطالبت الحفناوي، بإقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي كاملة، واصفة إياها بالحكومة المرتعشة التي لا تمتلك القدرات أو الكفاءات، معتبرة أن الشعب يدفع دماءه ثمنًا لإهمال الحكومة الفاشلة.
ومن جانبه، حمل ياسر الهواري، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، حكومة الدكتور حازم الببلاوي المسئولية عن حادث قطار البدرشين الذي راح ضحيته عدد من المواطنين، مؤكدًا أن المسئولية الأولى تقع على عاتق وزير النقل إبراهيم الدميري.
وأضاف الهواري، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن هذه ليست الحادثة الأولى التي تقع في عهد الوزير فقد سبق أن كان وزيرًا أثناء حادث قطار الصعيد في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وطالب الهواري، بإقالة الوزير بشكل فوري وفتح تحقيق حول المتسبب الرئيسي في الحادث ومحاسبته جنائيًا، مشددًا على أهمية إصلاح منظومة السكك الحديدية والنقل بشكل عام في مصر، متسائلاً: ماذا يفعل الوزير صباح كل يوم بمكتبه إذا كان حال الوزارة في مصر بهذا الشكل وحركة القطارات لم تعد حتى الآن بكامل قوتها؟
فيما قال عمرو علي القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، إن حكومة الدكتور حازم الببلاوي مسئولة عن حادث قطار "دهشور" سياسيًا.
وطالب القيادي بالإنقاذ بإنشاء وزارة للسكك الحديدية لفترة انتقالية الغرض منها تركيز العمل في البنية التحتية للسكك الحديدية وإعادة تطويرها في ظل وجود وزير متخصص.
وأكد الدكتور أحمد الخميسي، الكاتب والمفكر اليساري، إنه في الوقت الذي وضع الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء حجر الأساس لنصب تذكاري لشهداء يناير ويونيو بميدان التحرير، اصطدم قطار بضائع بسيارة ميني باص على طريق الفيوم – دهشور عند مزلقان دهشور، فأسفر عن مصرع نحو ثلاثين مواطنًا وإصابة عشرين آخرين.
وأضاف الخميسي، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن وزير النقل إبراهيم الدميري كان وزيرًا للنقل في حكومة عاطف عبيد وأقالوه عقب حريق قطار الصعيد الشهير في فبراير 2002، وبعد أحد عشر عامًا لم يجد حازم الببلاوي سوى الدميري ليختاره وزيرًا للنقل.
وتابع الخميسي، قائلاً: الدميري حسب مصادر رسمية تفقد مكان الحادث ثم عاد للوزارة وتجاهل الاجتماع مع المسئولين لبحث أسباب الحادث، ثم فتح الله عليه فصرح بأن الحادث ناجم عن "سلوك المواطنين"، مؤكدًا أنه نفس المنطق الذي تم اتباعه حين قالوا "خفير المزلقان هو المسئول" بعد كارثة قطار أسيوط الذي التهم حياة 52 طفلاً بتحميل المسئولية للضحايا أو لأحد الخفراء الغلابة عند مزلقانات الموت.
وتساءل المفكر اليساري، أين كان الوزير وما الذي فعله خلال الشهور الأربعة المنقضية لإصلاح منظومة السكك الحديدية؟ أقصد: ماذا فعل سوى استلام راتبه الضخم شهريًا و"النفخة الكذابة" واستمتاعه بعبارة "معالي الوزير راح.. معالي الوزير جه".
واستطرد الخميسي، قائلاً: ليس الدميري وحده هو المسئول، وليس وحده من يجب إقالته ومحاكمته، بل الببلاوي أيضًا وبالدرجة الأولى، فهو الذي اختار الدميري وجرجره إلى الحكومة بعد 11 عامًا، وكان الأولى بالببلاوي وهو يضع حجر الأساس لنصب تذكاري للشهداء أن يتكرم علينا بوضع حجر أساس لنصب تذكاري لضحايا القطارات وضحايا فشله الاقتصادي والأمني الذريع، مطالبًا بإقالة حازم الببلاوي ومحاكمته هو والدميري إلى جانب مبارك ومرسي وغيرهما.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن الحكومة الحالية لم تنجح حتى الآن في حل المشكلات التي تواجه المواطنين بالشارع المصري، مضيفًا أن أداء الحكومة يتسم بالبطء، وإن كانت تحاول تنفيذ خارطة الطريق.
وأكد في تصريحاته ل"البوابة نيوز"، أن تكرار مشاهد الحوادث، سواء على الطريق السريع أو السكك الحديدية، تتحمل مسئوليتها الحكومة، وكذلك المواطنون، نتيجة بعض السلوكيات السلبية التي يقومون بها، معتبرًا أن الإهمال أصبح سمة في المجتمع المصري.