أرتيتا: دوكو كان يستحق الطرد.. وأمر مقلق في الدوري الأفضل وحققنا معجزة ضد سيتي    خبر في الجول - غزل المحلة يتمم اتفاقه مع مهاجم الترجي    انفجار لغم أرضي بسيارة مرافقة لموكب السفير الروسي في باكستان    بالرابط.. مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر إلكترونيًّا حتى 29 سبتمبر    محافظ الإسماعيلية يتابع مستجدات تقنين أراضى الدولة والتصالح بمخلفات البناء    محمود سعد عن واقعة ابن محمد رمضان: لا بد من وقفة    أيمن بهجت قمر لجمهوره: ابتعدوا عن أي شخص لا يستحق أن يكون في حياتكم    مجد القاسم يفتتح حفله بمهرجان الغردقة على أغنية "شو حلو"    جوري بكر: أتمنى أن يراني المخرجين ممثلة وليست سيدة جميلة الملامح والجسد    المنتدى الحضري العالمي يعرف طريقه إلى أفريقيا لأول مرة عبر «أم الدنيا»    رئيس صندوق الإسكان: طرح 70 ألف وحدة سكنية لمنخفضي الدخل قريباً    مواجهات نارية.. تعرف على جدول مباريات الأهلي والزمالك في دوري الكرة النسائية    "أسطورة من الأساطير المصرية".. أول تعليق من بيراميدز على إعتزال أحمد فتحي    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة باريس الدولية للإسكواش    وزير الخارجية يلتقي نظيرته السلوفينية على هامش جمعية الأمم المتحدة    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    خبير شؤون إسرائيلية يكشف خلافات داخلية بسبب الوحدة 8200 بجيش الاحتلال    ألفاريز يقود هجوم أتلتيكو مدريد ضد رايو فاليكانو في الدوري الإسباني    تأثير مجتمع القراءة «الافتراضى» على الكتاب    إعلام عبرى: إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها دخول حرب شاملة    وزير الصحة يقرر فسخ التعاقد مع شركة الأمن بمستشفى الحوض المرصود    حملة 100 يوم صحة تقدم لأكثر من 82 مليون و359 ألف خدمة مجانية خلال 52 يوما    محافظ أسوان يكشف مفاجأة بشأن الإصابات بالمستشفيات.. 200 فقط    نتنياهو للكنيست: حوالى نصف المحتجزين أحياء حسب المعلومات المتوفرة لدينا    "صعود أول 3 فرق".. اتحاد الكرة يعلن جدول وشروط دوري المحترفين    عبد الرحيم علي عن تشكيل حكومة يمينية متطرفة بفرنسا: "ولادة متعثرة".. وإسناد الداخلية ل"برونو روتايو" مغازلة واضحة للجبهة الوطنية    رئيس جامعة بنها يستقبل وفدا من حزب حماة الوطن    تفاصيل العثور على جثة مدفونة داخل أرض زراعية في أوسيم    رئيس جامعة أسيوط يستجيب لأسرة مواطن مصاب بورم في المخ    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    استبعاد مديري مدرستين بمنطقة بحر البقر في بورسعيد    دون مصطفى محمد.. تشكيل نانت الرسمي لمواجهة أنجيه في الدوري الفرنسي    العربية للتصنيع تحتفل بأبناء العاملين والعاملات من المتفوقين بالثانوية العامة    حمدي فتحي يصنع.. الوكرة يسجل في شباك الريان بالدوري القطري (فيديو)    عاجل| مصر تحذر المواطنين من السفر إلى إقليم أرض الصومال    سفير الصين: 282 مليار دولار حجم التجارة مع أفريقيا بزيادة 26 ضعفا منذ 2000    الجنايات تعاقب "ديلر العجوزة" بالسجن المؤبد    يسرا تحيي ذكرى وفاة هشام سليم: يفوت الوقت وأنت في قلوبنا    وزارة العمل تنظم ندوة توعوية بقانون العمل في المنيا    مسؤول أمني إسرائيلي كبير: الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان    GENZ.. أضخم برنامج بين طلاب جامعات مصر في البحث العلمي وريادة الأعمال    رئيس جامعة حلوان يشارك في مؤتمر دولي بفرنسا لتعزيز التعاون الأكاديمي    وجعت قلبنا كلنا يا حبيبي.. أول تعليق من زوجة إسماعيل الليثي على رحيل ابنها    التعليم العالي: بحوث الإلكترونيات يطور منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقليص المساعدات إلى غزة    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 150 مواطنا بقافلة طبية بالأقصر    المنوفية تستعد لتدشين المبادرة الرئاسية "صحة وطن"    متصلة تشتكي: ابني طلب يحط إيده على منطقة حساسة.. وداعية ينصح    طالب يسأل والمحافظ يجيب في طابور الصباح.. «سأجعل مدارس بورسعيد كلها دولية»    بالبالونات والشيكولاتة، مدرسة ابتدائية بالغربية تستقبل التلاميذ في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    بداية فصل الخريف: تقلبات جوية وتوقعات الطقس في مصر    انتظام الطلاب داخل مدارس المنيا في أول يوم دراسة    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المثقفون يتفقون على حرية الفكر وتفعيل مواد الدستور
نشر في البوابة يوم 04 - 03 - 2016

وسط حشد من الحضور من الدستوريين والقانونيين، والصحفيين، وبين ثراء النقاش والجدل أقامت لجنة القانون بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتورة امل الصبان مؤتمر "الحماية القانونية لحرية الفكر والتعبير.. نحو مجتمع حر ومبدع".
بدأ المؤتمر بكلمة مقرر اللجنة محمد نور فرحات، أشار خلالها إلى بيان الجمعية المصرية للنقد الأدبي الذي نص على التعاون مع المثقفين، ودعوة وسائل الإعلام للاحتكام لآراء الفقهاء المتخصصين في الكشف وتوصيل الرأي العام للمواقف الصحيحة وليس محاكمة حرية الرأي ومراعاة صورة المجتمع المصري للعالم، لذا تعلن الجمعية عن تضامنها الكامل مع المثقفين.
وأوضح الوزير حلمي النمنم في كلمته أننا اليوم نواجه أزمة حقيقية، بسبب صدور احكام قضائيه على المبدعين، وهناك بعض القضايا التي ما زالت في أروقة المحاكم ضد الإبداع رغم أننا نمتلك دستورًا تم الاتفاق عليه لا ينص على عقوبات بالسجن للنشر والإبداع.
وأضاف النمنم أن الحبس إحدى العقوبات وليس العقوبة الوحيدة، فهناك مثلًا غرامة مالية، ووصف الحبس للمبدع أو المثقف بالمعيب، وخصوصًا أن مصر خاضت ثورتين كان عنصراهما الأساسيان الحرية والتحرر من القيود على الإبداع، وأكد أن المثقفين جميعًا ضد الحبس في قضايا النشر والإبداع على الإطلاق.
واختتم كلمته بأن ليس هناك ما يسمى بازدراء الأديان، ونحن اليوم ننتظر توصيات هذه الجلسة حتى يتم رفعها على الفور.
أما الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس أكدت في كلمتها أن الحرية في التعبير عن الأفكار والآراء بالكتابة أو بعمل فني دون رقابة أو قيود حكومية هو شرط من شروط الإبداع، ولا يعتبر خرقًا للقوانين ولا لأعراف الدولة ويصاحب حرية الرأي والتعبير بعض الحدود والحقوق مثل حرية العبادة والصحافة وحرية التظاهر السلمي، فتعتبر قضية حرية الرأي والتعبير من أهم وأعقد القضايا التي تشغل كل المجتمعات تنظيريًا وتطبيقيًا.
وألقت الضوء على الحريات في فرنسا والأمم المتحدة، مشيرة أن الحرية غريزة فطرية في البشر إلا أن الكثيرين اختلفوا حول تحديد مفهومها بشكل عام، وذلك بسبب الاختلاف بين الحضارات والثقافات، ورغم تباين المجتمعات في النظرة لمفهوم حرية الرأي فإن كل مجتمع يقر بضرورة وجود ضوابط أو أطر لممارسة الحريات بأنواعها.
وشهدت الجلسة الأولى شهادات من كبار المفكرين في مصر، وبدأت بحديث الدكتور جابر عصفور، والذي بدأه بجملة للراحل يوسف إدريس قال فيها: "إن الحرية المتاحة في العالم العربي كله لا تكفي لروائي واحد في العالم"، مشيرا إلى أن تلك الجملة ما زالت صالحة حتى الآن.
وأضاف أن الحرية ضرورية كالماء والهواء، وبأنها حق لكل مواطن، مستشهدا بمواد الدستور التي تؤكد إنه لا مساس بالحريات، ولا ضرر لكاتب ولا لرأي.
واختتم كلمته بأن الأزمة التي يعاني منها المثقفون تستدعي صدور بيان موحد أطالب به الآن يؤكد على حرية الرأي والإبداع والمطالبة بحماية إبداعنا وحريتنا وكتابتنا وثقافتنا بشكل عام، كما طالب عصفور ببيان يصدر من المؤتمر يلزم فيه بضرورة احترام مواد الدستور الخاصة بحرية الإبداع ومطالبة البرلمان بسرعة تحويل المواد الخاصة بالحريات إلى مواد قانونية فعالة.
ثم تحدث الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي قائلًا: "إننا جميعًا تمتعنا بحرية الرأي والتعبير، ربما مرت علينا لحظات عابرة لم نتمتع فيها بتلك الحرية التي أشار إليها الدكتور جابر عصفور لكننا تمتعنا بشيء من التسامح، ورغم ذلك حرية التعبير لا تطبق في العصور الإسلامية الأولى ولا الأخيرة"، وأضاف أن المثقفين المصريين لا يعبرون عن أنفسهم فقط، بل يعبرون عن شعب بأكمله، ووافق الدكتور جابر عصفور الرأي في قوله أن حرية الرأي والتعبير مطلب لكل المصريين.
ودارت الجلسة الثانية حول "حرية الرأي والتعبير بين أحكام المحكمة الدستورية العليا والدستور الجديد"، وافتتحت بكلمة رئيس الجلسة الأستاذ الدكتور محمد عبد الظاهر، مشيرًا إلى أن القانون لا يتحدث بالعواطف، وأن الدستور موجه إلى المشرع وليس إلى القاضي، ونحن في حالة تستدعي ضرورة تفعيل مجلس النواب، ويجب أيضًا تفعيل المادة 65 من الدستور.
أما الدكتور جابر جاد نصار استاذ القانون ورئيس جامعة القاهرة أكد على إشكالية التحدث عن الحرية من خلال نص أوحد، فالحرية لا يمكن أن تحتويها مجموعة من النصوص، موضحا أن الحرية تبقى بلا قيمة إذا لم يتم الالتزام بالنصوص، وعلى المجتمع أن يحتضن هذه النصوص ويحميها.
وأضاف نصار: "أن مشكلتنا تنبع من عدم الحفاظ على حريتنا ودفعها للأمام، وهذا أكبر عائق، وكأن هذه الحريات مسألة لا تستوجب الاعتناء بها، رغم أن ما نص عليه النص الدستوري لذلك، ولا يمكن أخذ نص من الدستور بعيدًا عن النصوص الأخرى، وربط أيضًا بين حرية الفكر والتعبير والجرائم التي تعرض لها الأطفال مؤخرًا بسبب ازدراء الأديان.
وأوضح أنه لا يمكن أن نأخذ نصًا دستوريًا بعيدًا أو مفصولًا عن النصوص الأخرى، واختتم كلامه بأن حرية الإبداع مكفولة ولا يجوز تحريك الدعاوى التي كانت مرفوعة من قبل.
وفى الجلسة الثالثة تحدث الدكتور جويلي عن حرية التعبير، وقال إن المجتمع الدولي اهتم بهما من خلال المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وبدأ هذا الاهتمام منذ عام 48 وضعت النصوص التي تحث على الاهتمام بهذا الشأن، كما اهتمت به المواثيق الدولية والإقليمية، وفي عام 66 أصدرت الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان الميثاق الأفريقي العربي أيضًا اهتمامًا منه بهذا الشأن.
وأكد جويلي إن الحرية في التعبير حق ضروري لكل إنسان، فبها يستطيع التعبير عن واقعه، وبها أيضًا يمكنه الوصول للحقيقة وأضاف أنه يعلم كما يعلم الجميع أن ليس هناك حرية مطلقة ولكن لا بد من وضع إطار قانوني لائق لتحديد تلك الحريات، وعلى الدولة أن تلتزم بالحفاظ على هذا الحق ورعايته من الانتهاك بعد وضع ذلك الإطار وإلا ستصبح مسئولة دوليًا وقانونيًا أمام المنظمات الدولية المعنية بذلك...
واستعرض الأستاذ حمدي الأسيوطي في الجلسة الرابعة المواد التي تضمنها الدستور عن حرية الرأي وما تتربص به في حزمة من القيود، وأكد أن دستور 23 قد نص على أن حرية التعبير وسيلة لتقدم المجتمع وركيزة من ركائز الديموقراطية، فإذا كان الدستور حرًا فضفاضًا والفرد مقيدًا مهيض الجانب كانت الحرية السياسية حبرًا على ورق، فالحكمة تقتضي كفالة حرية الرأي وتضمينها في مواد الدستور وإظهار تعدد الآراء وتباينها حتى ولو كانت تلك الآراء خاطئة. وإن من الخطر فرض قيود على حرية التعبير لما يصد المواطن عن ممارستها، وأكد أن الحرية تم ممارستها في عصور عديدة، وذكر الشيخ على يوسف وعبد الله النديم حيث دافعا عن حرية الرأي، واختتم كلمته بأن إطلاق حرية الكتَّاب في نشر أفكارهم من الأمم لحياة أفكار العامة باحتكاكها بأفكار العقلاء.
أما الاستاذ نجاد البرعى فقد تناول المصطلحات الفضفاضة كالازدراء أو إلاهانة أوغيرها وأشار أنها لا تتناسب مع القانون أو الدستور.
واختتم المؤتمر بتوصيات أهمها أن حرية الفكر والتعبير مكفولة، وضرورة تفعيل الدستور واحترامه، وأن تكون هناك جلسات دائمة للنقاش مابين المبدعين والقانونيين أو الدستوريين، وأن لا يؤخذ نصا من الدستور على حده بمعزل عن النصوص الأخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.