بعد اندلاع الثورة السورية المسلحة، لم يشك كثير من المراقبين المصريين فى أن ما يجرى هناك من تطورات، ستكون له تأثيرات مباشرة على الساحة المصرية، خاصة فيما يتعلق بالتغيرات التى طرأت فى أوضاع التنظيمات الجهادية ذات الصلات الوطيدة بتنظيم القاعدة، فسوريا تاريخيًا هى بوابة مصر الشرقية وحدودها تمثل أولى دوائر الأمن القومى المصرى. ظهور العنصر المصرى فى تلك التنظيمات، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والرسائل المتتالية التى بثها هؤلاء عبر مقاطع فيديو موجهة إلى "المجاهدين فى مصر" جعلت مسألة التنقيب فى العقل الداعشى ووجدانه ضرورة ملحة للإجابة على سؤال محورى: كيف ينظر هذا التنظيم إلى الدولة المصرية وشعبها وما عساه يخطط لها وما يستهدفه منها؟ "هاجرنا لإعلاء كلمة الله، ولكن بقيت عيوننا على بلادنا نتابع ما يحدث فيها".. هكذا تحدث أبو مسلم المصري، أحد قضاة المحكمة الإسلامية فى حلب والتابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فى رسالة وجهها إلى المصريين بعيد ثورة يونيو، وسقوط نظام الرئيس المعزول محمد مرسى. كانت الدولة المصرية حاضرة فى عقل "داعش" وقلبه منذ نشأته الفعلية على يد المصرى "أبو حمزة المهاجر"، الذى استطاع أن يجلب معه وقت تأسيسه الجناح العسكرى للتنظيم أعدادًا كبيرة من المصريين تجاوزوا المئات وفق بعض التقديرات غير الرسمية.