قال رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو ماتريلا إن العملية الديمقراطية في تونس تعد قصة نجاح ونقطة مرجعية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بالكامل. وثمن ماتريلا، خلال خطاب ألقاه امس بمجلس نواب الشعب التونسي، جهود البرلمان لاستكمال الإطار المؤسسي في البلاد، واصفا تونس بأنها باتت "في طليعة البلدان المتحضرة والديمقراطية في الوطن العربي". واستنكر الرئيس الإيطالي الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو خلال شهر مارس الماضي وراح ضحيته أربعة سياح إيطاليين، قائلا إن الإرهابيين حاولوا بذلك الهجوم كسر حلقتي الديمقراطية والثقافة، مؤكدا اتحاد تونسوإيطاليا في مكافحة الإرهاب ومواجهته. وأكد ماتريلا الحاجة الملحة إلى ميثاق حضاري يمثل إطارا للتعاون في مواجهة الإرهاب على المستويين الوطني والدولي للحيلولة دون وقوع الشباب في براثن الإرهاب. واعتبر أن الوضع في ليبيا مثير للقلق بسبب تفاقم أزمة التدهور الأمني، مؤكدا ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأشار إلى أن تونسوإيطاليا تواجهان مسألة الهجرة غير الشرعية بطريقة منسقة، مؤكدا أن تسلل المهاجرين من سواحل ليبيا صار يشكل مأساة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أوروبا. وشدد على أن بلاده ملتزمة بإطلاق المساعدة المالية المرصودة من الاتحاد الأوروبي لتونس في إطار برنامج الشراكة. من جانبه، أوضح محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب التونسي أن تونس تجاوزت بسلام مرحلة التأسيس، معتبرا أن الأهم والأصعب اليوم هو بناء الجمهورية الثانية، وهو مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق التونسيين كافة. وأكد حاجة تونس لدعم أصدقائها في هذه المرحلة الفاصلة التي تواجه فيها جملة من التحديدات المصيرية، في مقدمتها دفع التنمية والسياحة والاستثمار في المناطق المهمشة.