قال الرئيس الإيطالي سارجيو ماتاريلا، اليوم الاثنين، إن هناك "ظاهرة مأساوية تشهدها ليبيا والمتمثلة في هجرة العديد من هذا البلد بسبب الحرب والفقر والاضطهاد إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط". واعتبر الرئيس الإيطالي، في كلمة ألقاها أمام مجلس النواب (البرلمان) التونسي، مساء اليوم، أن "موجات الهجرة غير الشرعية المنطلقة من ليبيا تمثل مأساة إنسانية لا سابقة لها تقتضي من الاتحاد الأوروبي بذل كل جهوده لمواجهتها والاستعداد لاستضافة المهاجرين". وأوضح ماتاريلا الذي بدأ زيارة لتونس اليوم، أن "الاتحاد الأوروبي يعمل على تغيير مقاربته في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين، والوصول إلى تعاون مع بلدان العبور والبلدان الجنوب (من أفريقيا إلى أوروبا وأكثرها ليبيا) التي يغادر منها المهاجرون". وشدد ماتاريلا على "ضرورة التعاون المشترك من أجل مكافحة صارمة للمتاجرين والبحارة الذين يستغلون المهاجرين"، مؤكدا أن بلاده "لن تقبل أن يتحول المتوسط مقبرة للمهاجرين". وقال ماتاريلا في السياق ذاته إن "إيطاليا مقتنعة أنه على الاتحاد الأوروبي إيجاد استراتيجية تهدف إلى مزيد من الاندماج بين ضفتي المتوسط لخلق نمو مشترك لكل بلدان المنطقة، وتحويل المتوسط إلى كيان أكثر اندماجا في الاقتصاد العالمي وفي المجالات المشتركة مثل النمو الديمغرافي (السكاني) والتلوث والنمو الحضاري وندرة الموارد الأولية مثل المياه". وفي إطار العلاقات التونسية الإيطالية، أكد ماتاريلا أن بلاده "ستواصل التعاون مع تونس في مجال مكافحة الإرهاب". واعتبر ماتاريلا أن المواجهة اليوم "ليست بين الإسلام وبقية الأديان بل بين العاملين من أجل السلام والحوار وبين من يزرع الحقد والنزاعات (دون تسمية من يقصدهم)''. من جهته، دعا رئيس مجلس النواب محمد الناصر، في كلمته، إيطاليا إلى "تسوية الوضعيات العالقة للمهاجرين التونسيين في إيطاليا وتوفير المعطيات المنتظرة عن المفقودين هناك". وقام الرئيس الإيطالي عقب إلقاء هذه الكلمة أمام البرلمان بزيارة متحف باردو بالعاصمة تونس، في إشارة رمزية للتعبير عن تضامنه مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي شهده المتحف يوم 18 مارس/ آذار الماضي، وقتل فيه 24 شخصا منهم 21 سائحا أجنبيا. وأشارت الأممالمتحدة إلى أن 51 ألف مهاجر غير شرعي تمكنوا من الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، فيما فقد 800 ألف آخرين حياتهم غرقًا على طريق الهجرة.