فوق حطام كرامة الأمة وعلى مقربة من الفتات المتبقي من كثير من قلاعها التي سويت بالرغام ودكّها خشاش الأرض وهوامها بعد حالة الغثائية المريرة التي لا زالت تتتقلب الأمة بين جوانبها ... يجري سيل أحمر الّلون من دماء الجثث الملقاة في وادي النسيان حيث زاوية هناك تسمى : (( تلال الموتى )) . تلال الموتى صنعتها جثث الصّغار والكبار لكن تبقى جثث الصِغار أكثر تأثيًرا من مشهد جثث العجائز والشباب ... تلال فيها جثث محروقة وأخرى مهشمة العظام .. وثالثة قد اختفت معالم وجهها .. إضافةً إلى جثثٍ لم يأت منها إلّا ما تبقَى من يد السفّاح بعد سلخها وتشويهها . جثث اختلفت أجناسها وألوانها بين أبيض وأسود وأحمر وأصفر .. وعربي وأفريقي وآسيوي ... من جميع الأقطار جلبت هناك .. من سورية وبورما وغزة والقدس والعراق وأرض الأفغان والفلبين والبوسنة وكشمير ومقدونيا وكوسوفو ومصر .. وعلى اختلافها إلّا أنها اتفقت في أمرين : · الأول منهما : أنهم جميعًا مسلمون . · والآخر : أنهم يعلمون أنَ مصيرهم النسيان في هذا الوادي . فالأمة سوف تذكرهم في لحظة قتلهم وذبحهم ذكرًا جميلاً وتغضب لحظيًا وسرعان ما يذهب انفعال اللحظة ليواريهم النسيان أحشاءه ورحمه العقيم التي لا تنجب إلّا الهزيمة والعار ...... ولينتظروا مزيدًا من إخوانهم وشركاء جريمتهم (( الإسلام )) يصلون إليهم عمّا قريب في هجوم عاجل . عذرًا .. هذه هي الحقيقة : سيحدث وقف إطلاق نار وتهدئة .. وسيذهب من ذهب من قتلانا مع من قد ذهب من ذي قبل مع محمد الدرة وإيمان حجو وحمزة الخطيب ومسلمي بورما وكشمير وملايين القتلى هناك . ... سننتظر بعدها محرقة جديدة بضحايا جدد ينضمون إلى تلال الموتى في وادي النسيان الذي ارتوى من دماء المسلمين المغدورين والمقتولين ظلمّا وعدوانًا . سنبكي ونصخب ونملأ الدنيا ضجيجًا وصياحًا ولكن بلا نتيجة لأننا لا زلنا ندور في فلك أعدائنا .. ونصيح موافقين مهللين لقرارات ترضي العدو قبل الصديق !! تُرى : ما فائدة الحروب الدبلوماسية بين دولتين ترتبطان بمعاهدة سلام وتصدير غاز ؟؟ ودول أخرى تصدر النفط الذي يملأ الطائرات التي تضرب الغزاويين ؟؟!! كان ينبغي أن نهجم على وادي النسيان لإنقاذ تلال الموتى من الزيادة والارتفاع هناك بأمر واحد : إعلان الجهاد وفتح المعسكرات للتدريب ليتحقق إرهاب العدو .. ومن بعدها تمضي الكتائب قدمًا بالملايين فاتحة للقدس لا تحتاج إلى هتاف ولا إلى طبلة ودف و (( أورج )) وساعتها لن تكون القدس عاصمة الولايات الإسلامية المتحدة فحسب .. بل مكانا مقدسًا قدَسه الله تعالى .. فقط عليك أن تجعل الأيادي التي تمتلكه أياد متوضئة تعمل بشرع الله وتقيم حدود الله فيه وشريعته. نريد فرسان فعل لا أبطال قول .. نريد المربي البطل .. لا المغامر الطيّاش بقوله فحسب ... نحتاج هؤلاء لنثأر لقتلانا وشهدائنا ولئلا تزيد قافلة المونى المتجهة إلى وادي النسيان تزيد تلاله !!!