الشيخ حامد بن أحمد الطاهر سكين الموت لا زال يحز رقابهم ...... دموعهم اختلطت بدماء قتلاهم .... ومن بقي منهم على قيد الحياة تمنى أن لو سبق قتيله إلى الموت بدلا من هذه الحياة الكئيبة التي سقطت فيها معالم الإنسانية وتحوّل فيها البشر إلى حاصدي أرواح ... وسفاحي نفوس . ليس بجديد على العيون أن ترى هذه الوحشية التي أسقطت كل قناع للعدو ... سواء أكانت ببورما أم بغيرها من كل أرض يسكنها مسلم من المسلمين . المذابح التي لا زال يجري قطار الموت على قضبانها ووقوده من دم المسلمين .. وقائده الحقد الدفين على الإسلام وأهله : "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" رقم (8) من سورة " البروج المذابح سبقت ورآها العالم كله فضلا عن المسلمين ... سبقت في البوسنة وفي كشمير ... وفي فلسطين والبانيا وكوسوفو والسنجق ... وقبل قليل كانت في الصين عبر قتل قومية الإيجور المسلمة متزامنة مع حصد الرقاب بأفغانستان والعراق وغزّة ... وتالية على مذابح النصارى للمسلمين بإندونيسيا والفلبين .... وبورما مذابحه تسير جنبا إلى جنب مع المجازر الوحشيى بسورية والتي يقودها من هم أكفر من عبّاد بوذا وزبانية اللات والعزى . كأن لدماء المسلمين في أنوف قاتليهم رائحة تفوق شذا العنبر ... وللحومهم طعما يفوق العسل حلاوة ... وكأن أراضيهم لا يرويها إلّا دماء مسلمة لتخرج من بطنها أطيب ما فيها .. وكأن بهائمهم ما ترتع إلّا في أرض رويت بتلك الدماء الطّاهرة . في كل مرة تفوق الوحشية العقل والتوقع بكثير لترى البشر منحطين إلى درجة أقل من رتبة الوحوش التي تأبى أن تنهش بني جلدتها ... وربما خدشت أفعال البشر حياء السباع وأصابتهم بصدمة من شدتها . لم يكن الأمر كذلك حتّى ترنحت دولة الخلافة التي كانت تبسط حمايتها على المسلمين في شتّى البقاع والأصقاع .. فما أن سقطت دولة الخلافة حتّى تسارع عبّاد الصراصير والبقر والفئران وآكلي القردة والكلاب والخنازير وشاربي دماء الأبراص والسحالي إلى الانتقام من المسلمين فقد فقدوا البساط الجامع لشتاتهم ... والصوت القوي الذي كان يهابه العالم إن توعد وهدّد . لم يبق للمستضعفين إلّا أنفاس توحي لمن يسمعها بالألم الشديد ... والاستغاثة التي تصدرها نبضات قلبهم لإخوانهم لينصروهم ولو بكلمة . أنفاس مستضعفة من أمة تباد في البقاع كلها ولا مغيث . سيبقى مشهد جثث الصغار قبل الكبار عنوانا لتخاذل الأمة وووحشية أعدائها ... وعجز حكامها ... وفقدان الأمة لأبسط القواعد البشرية التي تقضي بنصرة المظلوم وإغاثة اللهفان وفك العاني ... وسيبقى المشهد ذاته معبرا عن الغيبوبة الفكرية التي تسبب فيها تربية عسكر وطغيان على مدار نصف قرن من الزمان أو يزيد نتج عنها تهميش العقول ... وتغييب الفكر .. وتقطيع الأمة إلى أوصال ... وسيادة فكرة : كن في حالك ... وما لك شأن بجارك . القومية والوطنية أفكار نحصد منها الدماء لأنها شوك زرع بأراضينا ... والطّغاة حكموا سنين طوال ..ولا يمحو عيوب السنين الطوال إلا جهد وعرق وعمل وتطلع إلى الأفضل . نحتاج إلى مزيد من الإحساس لنستعيد إنسانيتنا قبل إحساسنا بديننا لنشعر بإخواننا ممن لم يبق لهم في الحياة إلا أنفاس ربما صارت معدودة جدا . فهل تستفيق الأمة ؟؟