لشهر رمضان طبيعة خاصة في جميع المجالات وأنشطة العمل حيث تزداد الحركة الشرائية في الأسواق ومن ثم تزداد معها درجة اقبال العملاء علي البنوك اما لسحب أموال تمكنهم من تغطية تلك الزيادة في المصروفات او لايداع حصيلة تجارتهم وانشطتهم ومما يزيد من شدة الاقبال علي البنوك في رمضان تقليص عدد ساعات العمل بها حيث تبدأ تعاملاتها مع الجمهور في التاسعة والنصف صباحا وتنتهي في الواحدة والنصف ظهرا مما يعني اختزال ساعتي عمل كاملتين من وقت التعامل مع الجمهور عن ذي قبل حيث كانت تفتح البنوك أبوابها للجمهور في الثامنة صباحا وتغلقها في الثانية ظهرا. هذا الاقبال والزحم تتحمله ادارات بعينها دون الأخري وهذا الأمر الذي أكده العديد من مسئولي البنوك وهذه الادارات هي التي تتعامل مع الجمهور مباشرة مثل الحسابات الجارية والودائع والتوفير والحوالات وكذا شهادات الاستثمار والتي يقبل أصحابها علي صرف عوائدها أو استرداد قيمتها كاملة لسد احتياجاتهم الرمضانية. وفي المقابل لذلك إدارات يقل نشاطها ان لم يكن يصيبها الجمود وهي ادارات الائتمان والاستعلامات والاعتمادات المستندية وكذا ادارة المقاصة. وارجع المصرفيون السبب في ذلك الي توقف العديد من الانشطة بسبب سفر رجال الاعمال (مصدرين ومستوردين) لاداء عمرة رمضان وامتناع البعض الآخر عن ممارسة أعماله لاغتنام هذا الشهر الكريم في العبادة أو صلة الرحم وتوطيد علاقاتهم الاجتماعية. زيادة تصاعدية يقول الحسن يونس المدير العام ببنك القاهرة ان ضغط العمل بسبب اختزال ساعاته في رمضان لم يتضح بعد حيث يسير العمل بهدوء وانتظام وان كان يتوقع حدوث زيادة تصاعدية في الاقبال علي البنوك بداية من الاسبوع الثاني في رمضان وحتي نهايته بسبب تزامن صرف المرتبات والمعاشات مع زيادة السحب من الإيداعات ودفاتر التوفير لازدياد احتياج الناس للسيولة في تلك الفترة من كل عام وتحسبا لذلك فقد قمنا -والكلام علي لسان الحسن- بزيادة عدد شبابيك الصرف واضافة عمالة جديدة في الفرع لتعويض النقص في عدد ساعات العمل اليومي مع الجمهور. ويستطرد الحسن قائلا: لن الفروع في البنوك هي التي تتحمل ضغط وعناء العمل في رمضان اما الادارات فيقتصر دورها علي الاشراف والتوجيه والتنظيم دون التأثر بضغط ساعات العمل. واشار الي ان اقسام العمليات كالسحب والايداع والحوالات هي الاكثر جهدا ونشاطا لاحتكاكها المباشر بالجمهور في حين ان هناك ادارات اخري يخيم علي جوانبها الهدوء وهي الائتمان والاستعلامات والاعتمادات المستندية. اقبال وتزاحم ويتفق مع الرأي السابق مصطفي عواجه المدير العام بالبنك الأهلي حيث اشار الي ان هناك اقبالا وتزاحما من العملاء علي البنوك في رمضان لمعرفتهم بتخفيض عدد ساعات العمل فكل عميل يريد أن يحصل علي خدمته أولا مما يتسبب في حدوث ضغط علي ادارات معينة كالحسابات الجارية والخزينة ودفاتر التوفير حيث ان تلك الادارات تمثل عصب العمل المصرفي مما يزيد التعامل عليها علي عكس بعض الادارات الاخري والتي يكون دورها نمطيا تنظيميا حسب متطلبات ومسيرة العمل مما يتيح لها متسعا من الوقت لاداء عملها دون ضغط. ويضيف عواجة ان الاعلان عن مواعيد العمل يجعل العميل يرتب اوضاعه وفقا لها بما لا يدع مجرد احتمال تضرره من ذلك كما ان البنك الاهلي يمنح عملاء الفيزا ميزة امكانية السداد بعد انتهاء ساعات العمل وذلك من الواحدة والنصف وحتي الثالثة والنصف مما يخفف بعض الشيء من ضغط العملاء في آن واحد. زيادة المصاريف ومن جانبه يشير محمد سيف مدير الحسابات الجارية والودائع ببنك مصر الي ان الضغط علي العمل البنكي في شهر رمضان يظهر جليا في الادارات التي لها تعامل مباشر مع الجمهور كالتوفير والحسابات الجارية وكذلك شهادات الاستثمار حيث يقبل مستثمريها علي استرداد قيمة تلك الشهادات لزيادة مصاريف رمضان كما يكون هناك اقبال علي صرف جيشات الصرف النقدي لتعامل بنك مصر مع العديد من المنشآت الحكومية وشركات القطاع العام ممايزيد من الضغط علي تلك الإدارات. ويضيف سيف أن ذلك الضغط لا يؤثر بالسلب علي العمل المصرفي حيث يثير الحماس والحمية مع الموظفين للانتهاء من مهمته في الوقت المحدد. إدارات هادئة وعن الإدارات التي يقل عليها الضغط فحصرها محمد سيف في الاجهزة التنظيمية التي لا تتعامل مع الجمهور حيث تعمل تلك الإدارات بأعصاب اكثر هدوءا ومن بينها الائتمان والاستثمار وانعكاس اثره علي الائتمان جعل اتجاه القوي الضاربة لتلك الادارات ناحية استرداد الديون المتعثرة وليس منح ائتمانات جديدة ومن ثم استدعائهم للعملاء المتعثرين والاجتماع بهم بشكل مستمر لاعادة جدولة مديونياتهم والاتفاق علي كيفية السداد. اما طارق عبد الغني مدير الخزينة ببنك قناة السويس فيؤكد انه تقليص عدد ساعات التعامل مع الجمهور من شأنه زيادة الضغط علي الادارات التي تتصل اتصالا مباشرا بالعملاء دون غيرها من