تقرير ريم عبد المعز تعتمد البنوك علي أساليب جديدة لتطوير أدائها وجذب المزيد من العملاء ومنها ما يعتمد عليه بنك الاسكندرية حاليا لتنمية قطاع الائتمان واستقطاب شريحة جديدة من المتعاملين حيث يقوم البنك بالتعاون مع بعض الجمعيات التي تتعامل مع أصحاب المشروعات المتناهية الصغر كبداية لتأهيل هؤلاء العملاء للتعامل مع البنوك. وحول هذه الفكرة يقول مراد عيسي مدير ائتمان وتسويق الشركات ببنك الاسكندرية أن البنك يتعامل مع هذه الجمعيات بهدف الوصول لشريحة جديدة من الافراد ليس لديهم أية خلفية عن التعامل مع البنوك إما لأنهم لا يفضلون التعامل معها من الاساس أو لأنهم لا يملكون الحد الأدني من الأموال التي تمكنهم من ذلك وهم الفئة التي تقوم الجمعيات بالتركيز عليها. وأشار إلي أنه في الفترة القادمة سيزيد حجم التعامل مع هذه الجمعيات بعد دخول سان باولو لمصر فمن المقرر أن يركز علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وهو المجال الذي يبزغ فيه سان باولو علي المستوي العالمي والوسيلة التي يعتمد عليها في ذلك هي أن يقوم البنك بنفسه بالبحث عن العميل والطرق علي بابه وذلك من خلال وسيط وهو "الجمعيات". أبرز المحافظات وأوضح أن البنك يتعامل مع عدد من الجمعيات في المحافظات المختلفة وهي جمعيات رجال الأعمال بالاسكندرية والشرقية وأسيوط والدقهلية وكذلك جمعيات تنمية المشروعات الصغيرة ببورسعيد والقاهرة حيث تتلقي هذه الجمعيات منحة لا ترد من الولاياتالمتحدةالأمريكية وتقوم باعطاء قروض للفقراء الناشطين اقتصاديا أي الذين يمتلكون بعض الموارد والمؤهلات البسيطة التي تمكنهم من تشغيل هذه القروض وسدادها. وعن الهدف من تمويل الولاياتالمتحدة لمثل هذه المشروعات ذكر عيسي أن الهدف من ذلك هو محاربة الارهاب بصورة غير مباشرة بالقضاء علي الفقر والبطالة باعتبارهما نواة للارهاب ولكنه هدف غير معلن. وعن سبب الاستعانة بهذه الجمعيات وعدم توجه البنك مباشرة لهذه الشريحة ذكر عيسي أن هذه الجمعيات يكون لديها قاعدة من صغار المقترضين الذين يتعاملون في حجم قروض يبدأ من 100 جنيه وتكون علي دراية كاملة بأماكن تواجدهم في الاسواق أو العشوائيات أو الاحياء الصغيرة وبالتالي تتميز عن البنك بقدرتها علي الوصول لهذه النوعية من العملاء ومن ثم يتجمع لديها عدد ضخم من العملاء فمثلا جمعية تنمية المشروعات بالقاهرة لديها 55 ألف عميل رغم أنها أحدث الجمعيات وهذا يمثل ميزة بالنسبة للجمعيات عن البنك لذا يتخذها البنك كوسيط للوصول لهذه الفئة من صغار العملاء. ومن جهة أخري فإن هذه الجمعيات تقوم بعمل متابعة دورية لعملائها وكيفية سير أنشطتهم للتأكد من قدرتهم علي سداد القرض والفائدة عليه حيث تسدد جزءا من القرض والفائدة بصورة أسبوعية وشهرية حسب نوع المشروع وهذا الدور يصعب علي البنك القيام به خاصة إذا تعلق هذا بحجم أموال ضئيل وعدد عملاء كبير لذا فدور الجمعية مهم وضروري في المرحلة الأولي في التعامل مع هذه الشريحة ودور البنك يأتي في مرحلة متقدمة عندما ينمو حجم أعمال المقترض وتزداد قدرته المالية في هذه الحالة يترقي من التعامل مع الجمعيات إلي التعامل مع البنك والذي يكون مسئولا عن متابعة المقترض في هذه الحالة. واستطرد عيسي قائلا: إن دور هذه الجمعيات يتمثل في توجيه اخصائيين لشريحة معينة من الأفراد "الفقراء" وحيث يحاولون اقناعهم بالاقتراض من الجمعية وتوضح المميزات التي ستعود عليهم وكيفية تسديد القرض والفوائد وتقوم بالتسليف لصغار المقترضين مثل بائعي الخضروات البقالين صانعي المفروشات.. بحجم قروض يبدأ من جنيه ويصل ل50 ألف جنيه وعندما يكبر حجم أعمال المقترض قد ينتقل للتعامل مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ثم يتعامل مع البنك وهذه الدائرة تأخذ من 5 7 سنوات وهذه ليست فترة طويلة إذا ما قورنت بحجم وعدد العملاء الذين يكتسبهم البنك بعدها. وأشار عيسي إلي أن هذه الجمعيات تتمتع بميزة أخري وهي أنها لا توجد لديها ديون معدومة لأنهم يقومون بالمتابعة المستمرة للمشروعات كما يقومون بتحصيل القرض بعد فترة قصيرة. مزايا عدة وحول الفوائد التي يجنيها البنك من التعامل مع هذه الجمعيات يقول عيسي إن البنك يجني الفوائد علي المدي البعيد وليس القريب حيث إن الجمعيات هي وسيلة للوصول لفئة جديدة من العملاء لا يتعاملون مع البنوك بأي شكل من الاشكال حيث إن هؤلاء العملاء في نهاية المطاف يكون غالبيتهما مؤهلا للتعامل مع البنوك كما أن هذه لجمعيات تقوم بالترويج للبنك أثناء لتعامل مع هؤلاء العمل. واستطرد عيسي قائلا إن دور البنك في المرحلة الأولي من التعامل مع هذه الجمعيات يتمثل في اتاحته الفرصة لها لاستخدام فروعه بالاضافة إلي أن الجمعيات التي تقوم بوضع مواردها الدولارية في البنك وتأخذ بدلا منها عملة مصرية أي أن البنك يقوم بتسليفها مقابل الدولار وهذا ممنوع من الناحية القانونية ولك