الاختفاء التام لظاهرة التكدس بالموانئ والمطارات.. والقضاء علي ظاهرة الافتراش أهم الايجابيات اختراق بعض الشركات للضوابط والتحايل عليها.. وانخفاض الأعداد في موسم الذروة أهم السلبيات وضع تصور لملامح الموسم القادم وآلية ملزمة لشركات السياحة للعمل بها في الموسم الجديد انتهي موسم العمرة.. وعادت آخر افواج المعتمرين قبل أيام ليختتم واحدا من أصعب مواسم العمرة علي الاطلاق.. تلك الصعوبة ليست بسبب مشاكل واجهت المعتمرين في السفر او العودة.. أو لوقوع مخالفات وتجاوزات خلال اقامتهم بالاراضي المقدسة.. فكل تلك السلبيات اختفت تقريبا هذا الموسم.. لكن الصعوبة الكبري التي واجهت رحلات العمرة كانت في ختام الموسم بفترة الذروة بشهري شعبان ورمضان.. وحالة الارتباك التي سادت فيهما بعد الاجراءات السعودية التي استهدفت خفض أعداد المعتمرين بشكل مفاجئ بسبب التوسعات الجارية بالمسجد الحرام.. وتسببت تلك الاجراءات اولا في عدم تمكن أكثر من 150 ألف معتمر من السفر خلال شهر رمضان بالاضافة لخسائر لشركات السياحة. ومع انتهاء الموسم وكالعادة وضعت كل من وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة تقرير لكل منهما عن الموسم لرصد أهم الملاحظات والايجابيات والسلبيات .. وبالطبع وبعد ما حدث هذا العام سوف يكون هناك تصورا وتحركا لاجراءات وضوابط جديدة للموسم القادم بل ورصد تقرير لجنة السياحة الدينية بالغرفة تداعيات أزمة التأشيرات التي أكدت الغرفة أنها أزمة تجارية بحتة بين الشركات في الجانبين لا تمس مطلقا العلاقات الوطيدة بين البلدين. وإذا بدأنا بوزارة السياحة.. ونظرا لدورها الاصيل في الرقابة علي العمرة فقد كشف تقرير الوزارة احصائيات الموسم وايجابياته وسلبياته وتم رفعه الي وزير السياحة هشام زعزوع الذي أصدر توجيهاته بضرورة البدء في ووضع تصور واضح وشامل لموسم العمرة القادم.. تقرير الوزارة أعده مصطفي عبداللطيف وكيل الوزارة رئيس الادارة المركزية للشركات ليشمل اعمال قطاع الشركات برئاسة صلاح هيكل في العمرة.. كشف التقرير أنتهاء موسم العمرة بهدوء واختفاء تام لكثير من السلبيات أهمها التكدس والزحام بالموانئ والمنافذ والمطارات.. وكشف التقرير انخفاض أعداد المعتمرين بموسم الذروة بالاضافة الي أن الوزارة استعدت للموسم مبكرا وبالتنسيق التام مع عدة جهات في مقدمتها لجنة السياحة الدينية بغرفة الشركات وبالطبع السلطات السعودية والاردنية لتذليل العقبات امام الشركات لخدمة المتعمرين.. وقامت الوزارة بدفع لجان لمتابعة المعتمرين بالمنافذ والمواني والمطارات بمصر والسعودية والاردن من بداية الموسم وحتي نهايته واختيار مشرفين أكفاء وذوي خبرة لمراقبة الموسم..وتم التركيز علي موسم الذروة بشهري شعبان ورمضان بانشاء غرفة عمليات مركزية بالقاهرة واخري بمكة المكرمة ولجان فرعية بالموانئ والمنافذ وربطها جميعا لمتابعة الرحلات وتنفيذ توجيهات وزير السياحة بالتدخل الفوري لحل أية مشاكل تواجه المعتمرين. وأرجع التقرير تراجع أعداد المعتمرين بنسبة 3.6 %عن الموسم الماضي لعدة أسباب اهمها الاجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية لتقليل عدد المعتمرين في رمضان بسبب التوسعات الكبيرة بالمسجد.. وكان للتغييرات السياسية والاقتصادية بمصر دور في تراجع الاعداد ايضا. وحول أهم السلبيات والايجابيات.. كشف التقرير أن السياحة حققت نجاحا كبيرا في رحلات العمرة التي شهدت تراجعا ملحوظا المشاكل والسلبيات التي كانت تقع سابقا.. واوضح التقرير ان اهم الايجابيات هذا الموسم الاختفاء التام لظاهرة تكدس المعتمرين بالموانئ والمنافذ والمطارات خاصة في رحلات العودة بعد ختم القران الكريم.. وقد رصدت كافة لجان الوزارة انتظاما في رحلات العودة البرية والجوية والبحرية.. وأشادت السلطات السعودية والاردنية باختفاء التكدس خاصة في منفذ حالة عمار الحدودي بين البلدين وميناء العقبة الاردني.. كما تم القضاء علي ظاهرة المعتمرين التائهين بعد تطبيق الميكنة واستخدام الحاسب الآلي لجمع وتسجيل المعلومات بجانب التوزيع الأمثل للجان المشتركة من الوزارة وغرفة الشركات لتغطي كافة مناطق إقامة المعتمرين المصريين والتواصل التام بين تلك اللجان والمعتمرين وايضا مع السلطات السعودية. كما تضمنت الايجابيات الكبري للموسم القضاء التام علي ظاهرة الافتراش نتيجة الرقابة الصارمة من الوزارة علي تنفيذ البرامج من قبل شركات السياحة .. ونجحت كذلك جهود الوزارة وغرفة الشركات في تحقيق تراجع كبير في أعداد المعتمرين المتخلفين عن العودة في المواعيد المقررة.. وجاء التقرير حياديا وواقعيا حيث لم يغفل بعض السلبيات التي شهدها الموسم رغم التأكيد علي انها سلبيات لا تقلل من النجاح الكبير.. لكن تم رصدها لتلافيها مستقبلا.. واهم تلك السلبيات أنه رغم الضوابط الصارمة التي وضعتها وزارة السياحة بالتنسيق مع غرفة الشركات ووضع الآليات التي تضمن الالتزام بتلك الضوابط.. الا أن هناك قلة من الشركات حاولت اختراق تلك الضوابط والتحايل عليها.. لكن نجحت اللجان في كشف تلك المحاولات والتي تجسدت في تعديل سكن المعتمرين دون اخطار الوزارة.. وتقاضي بضع شركات مبالغ زائدة من المعتمرين مقابل تعديل البرنامج ايضا دون اخطار الوزارة.. بجانب وجود أعداد قليلة من المعتمرين لم تقم الشركة بتأكيد تذاكر العودة لهم وانتهاء صلاحية تأشيرة بعض المعتمرين قبل سفرهم.. ورغم عدم تأثير تلك السلبيات علي نجاح الموسم لكن تم رصدها لتلافيها بجانب معاقبة من يثبت تعمده التقصير ومخالفة الضوابط من شركات السياحة. نظرة للمستقبل أما لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة برئاسة ناصر تركي نائب رئيس الغرفة وعضوية كل من ايهاب عبد العال أمين الصندوق وباسل السيسي رئيس اللجنة الاقتصادية وعلاء الغمري رئيس لجنة شئون الأعضاء فقد أشادت بالتقرير الوافي لوزارة السياحة حول الموسم مؤكدة أن كل موسم يشهد زيادة في الايجابيات وتراجع كبير في السلبيات والتي وصلت لحدها الادني هذا الموسم ونجاح جهود الوزارة والغرفة في القضاء علي سلبيات ظلت هاجسا مخيفا للمعتمرين علي مدار سنوات أهمها التكدس بالموانئ والافتراش وتخلف المعتمرين .. وشدد اللجنة أنها تتضامن مع الوزارة في توقيع الجزاء والعقاب المناسب في المخالفات بحيث لا تؤثر تلك المخالفات القليلة علي الغالبية العظمي من الشركات الملتزمة والمنضبطة. وقد وصفت لجنة السياحة الدينية موسم العمرة المنتهي بأنه من أصعب مواسم العمرة التي مرت بالشركات .. ورغم أن أن التقرير النهائي لاعداد المعترين يشير لتراجع يقترب من 4 %فقط الا ان اللجنة اعتبرت هذا الرقم سليم احصائيا وبحساب الموسم بأكمله لكن الواقع ان بداية العمرة شهدت زيادة كبري في الاعداد وفي المقابل شهد موسم الذروة في رمضان وشعبان تراجعا كبيرا ايضا ووقف سفر أكثر من 150 الف معتمر.. وكان السبب في ذلك القرارات السعودية المفاجئة بتقليل أعداد المعتمرين وقبل موسم الذروة بأسابيع مما أربك حسابات الشركات .. بالاضافة الي أخطاء قلة من الوكلاء وحجب التأشيرات عن الشركات المصرية ومحاولة المتاجرة بالتأشيرات. ورغم تأكيد الغرفة ان تلك السلبيات نتاج علاقات تجارية بحتة لا تعكس باي حال ولا تمس العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعبا .. لكنه فقط عمل تنظيمي لعلاقات تجارية وارد به الخطأ.. ولذلك فأن أهم ملامح خطة لجنة السياحة الدينية للعمل بالمواسم المقبلة ان تتم العمرة طبقا لعدة أسس ومعايير أهمها توقيع بروتوكولات واتفاقيات واضحة وثابتة للعمرة بين الشركات والوكلاء السعوديين باعتبارهما القطاع الخاص الأدري بفنيات العلاقة التجارية تتضمن الاتفاقيات أعداد المعتمرين المصريين بكل فترات العمرة طوال العام والية تنفيذ البرامج.. لكن يجب ان تتم تلك الاتفاقيات في وجود ممثلين لوزارتي الحج السعودية والسياحة المصرية ووزارتي خارجية البلدين لتوفير الضمان الحكومي لالتزام الجانبين بما يتم الاتفاق عليه.. بل وتسعي اللجنة للتواصل مع هيئة السياحة بالمملكة العربية السعودية التي يرأسها الأمير الشاب صاحب الفكر السياحي المتميز سلطان بن سلمان بن عبد العزيز والذي بدأ خطة شاملة لتطوير الفنادق السعودية مما يمهد لدور كبير للهيئة في مساندة شركات السياحة لخدمة حجاجها ومعتمريها وضع نظام جديد لبرامج المعتمرين واقامتهم بالفنادق. وكشفت اللجنة ان شركات السياحة هذا الموسم أضيرت بصورة كبيرة وبلغت خسائرها حوالي 300 مليون رالد سعودي بسبب الارتباك الذي ساد موسم الذروة دون مسئولية للشركات .. وقد بدأت اللجنة جهودا بالفعل بالتنسيق مع حكومتي البلدين لحل مشكلة تلك المبالغ لأنها حقوق المعتمرين وليس الشركات فقط وتم ارسال ملف للحكومتين بالخسائر ومستنداتها للحكومتين. تقصي حقائق وسعيا لأن يكون الموسم القادم مثاليا وعلي أسس قوية سواء للشركات المصرية او الوكلاء السعوديين فقد تم تشكيل لجنة تقصي حقائق من الجمعية العمومية للغرفة بعيدا عن مجلس الادارة لتحديد سلبيات الموسم المنقضي بل والمواسم السابقة وكيفية تلافيها ووضع ملامح الموسم القادم ووضع الية ملزمة لشركات السياحة للعمل بها في الموسم الجديد.. وتكشف اللجنة ان السبب في ذلك وجود قلة من شركات السياحة المصرية أضرت بالاغلبية الجادة والملتزمة حيث كان من المفترض ان تقف برامج العمرة عند اسبوعين فقط لكن هناك شركات نفذت برامج زادت عن الشهر مما أضر بالموسم.. وسوف تطالب اللجنة بوقف برامج الشهر الكامل للعمرة خاصة في موسم الذروة.. ومن المؤكد ان تقوم لجنة تقصي الحقائق وبالتنسيق مع لحنة السياحة الدينية بمن خلال التنسيق مع وزارة السياحة بوضع تصور للقضاء علي ظاهرة السماسرة التي تؤثر بالسلب علي شركات السياحة وأيضا علي المعتمرين وقد حان الوقت للعلاج الفوري والجدي لتلك الظاهرة .. كما ستقوم الغرفة بمراجعة مواقف شركات الطيران.. فمع الارتباك الذي ساد رحلات العمرة نهاية الموسم كانت هناك الغاءات وتأجيلات بالجملة في تذاكر الطيران .. وطلبت الغرفة من شركات الطيران التعاون مع شركات السياحة في هذا الموقف الصعب .. وهناك شركات تعاونت كثيرا مع شركات السياحة وفي مقدمتها شركة مصر للطيران والخطوط السعودية أما الشركات التي رفضت التعاون مع شركات السياحة في تلك الأزمة الطارئة سيكون هناك موقف منها خلال الموسام المقبلة.