أصبحت العلاقات الأمريكية الصينية من أهم العوامل المؤثرة في العلاقات الدولية سياسيا واقتصاديا خاصة أن حجم التجارة الثنائية بينهما بلغ 446,6 مليار دولار أمريكي العام الماضي وأن حجم صادرات الولاياتالمتحدة للصين بلغ 122.2 مليار دولار خلال عام 2011 بزيادة 20% تقريبا عن عام 2010، في حين ارتفعت الواردات الأمريكية من الصين لتصل إلي 324.5 مليار دولار بزيادة 15% وبلغت قيمة الاستثمارات الامريكية في الصين 7.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 9.7% علي أساس سنوي، وحققت الاستثمارات الصينية المباشرة 6 مليارات دولار أمريكي، وتغطي مجالات الصناعة والزراعة والعلوم والمالية ومقاولات المشروعات . وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها أن زيارة نائب الرئيس الصيني شي جين بينج للولايات المتحدة جاءت لتؤكد ذلك المفهوم وان نائب الرئيس الصيني قال: إنه من المهم جدا لمواجهة اختلال التوازن التجاري بين الصين والولاياتالمتحدة ان تعدل الولاياتالمتحدة سياساتها الاقتصادية وهيكلها الاقتصادي، بما يشمل إزالة قيود مختلفة علي الصادرات للصين، وخاصة تخفيف الضوابط علي صادرات التكنولوجيا الفائقة المدنية للصين في أقرب وقت ممكن. وأضاف شي ان هذا سيساعد علي التوازن للميزان التجاري بين الصين والولاياتالمتحدة، ويحفز النمو الاقتصادي ويوجد فرص عمل في الولاياتالمتحدة ويحسن ميزان المدفوعات الدولي للولايات المتحدة. وقال شي، داعيا كلا الجانبين للعمل بجد لتعميق التعاون الذي يحقق المنفعة المتبادلة، إنه خلال 33 عاما منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية ارتفع حجم التجارة بين الصين والولاياتالمتحدة بنحو 180 مرة، ليصل الي 446,6 مليار دولار امريكي ومن المتوقع ان يتخطي الرقم 500 مليار دولار هذا العام. وقال شي إن الصين اصبحت أسرع أسواق الصادرات نموا للولايات المتحدة، مضيفا ان صادرات الولاياتالمتحدة للصين زادت بنسبة 468% في ال 10 سنوات الاخيرة.. وفي 2011، انخفضت نسبة فائض التجارة للصين إلي إجمالي الناتج المحلي من اكثر من 7% إلي 2%، وتحرك وفق النطاق المقبول بالمعايير الدولية. وعلي الرغم من أن التبادل التجاري ظل "غير متوازن" لصالح الصين خلال عام 2011، فإن صادرات الولاياتالمتحدة للصين تجاوزات وارداتها وهو ما يلقي الضوء علي الدور الحيوي الذي تلعبه الصين كسوق متزايد الأهمية للمنتجات والخدمات الأمريكية. ومن جانبه قال الرئيس الامريكي باراك أوباما: نريد أن نعمل مع الصين من أجل التأكد من أن الجميع يعملون بنفس القواعد عندما يكون الأمر متعلقا بالنظام الاقتصادي العالمي، وهذا يشمل ضمان وجود تدفق تجاري متوازن ليس فقط بين الولاياتالمتحدة والصين ولكن في بقية دول العالم أيضا. وأضاف: نحن نحاول باستمرار التحرك قدما علي أساس الاعتراف بأن الشراكة التعاونية القائمة علي المصلحة والاحترام المتبادلين ليست في مصلحة الولاياتالمتحدة والصين فحسب ولكن في مصلحة المنطقة.. وفي مصلحة العالم. واضاف: ونحن نتوقع ان نكون قادرين علي الاستمرار في المسار التعاوني الذي حاولنا اقامته خلال السنوات الثلاث الماضية، وقال أوباما إن البلدين قادران علي مواصلة المشاورات المهمة حول فرص البلدين لتحسين العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بينهما، واننا نؤمن بان قوة وازدهار الصين يمكن ان يساعدا في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، وفي العالم. قالت (شينخوا) إن جو بايدن نائب الرئيس الامريكي قال، إن الادارة الامريكية الحالية قررت "تجديد وتكثيف" دور الولاياتالمتحدة في منطقة اسيا والباسفيك و"العلاقات مع الصين بصفة خاصة". وأشار إلي أن علاقاتنا الثنائية هي الاهم في العالم، ليست مهمة للدولتين فحسب، ولكن للعالم ككل.. وباعتبارهما اكبر دولة نامية واكبر دولة متقدمة في العالم، يجب علي الصين والولاياتالمتحدة تعزيز الحوار في السياسات التجارية والاقتصادية والتنسيق خلال فترة تعافي الاقتصاد العالمي.