في إطار المساعي التي تبذلها مؤسسات التمويل الإسلامي لتطوير مجالات الصيرفة وعمليات الاستثمار الموافقة للشريعة الإسلامية، يعتزم البنك الإسلامي للتنمية ومقره مدينة جدة السعودية إطلاق منتدي عالمي للتمويل الإسلامي انطلاقا من العاصمة الماليزية كوالالمبور. ووفقا للمدير الاقليمي للبنك لمنطقة جنوب آسيا أحمد صالح حريري فإن المنتدي سينطلق في ابريل المقبل بمشاركة واسعة لرجال الأعمال وشركات التمويل الإسلامي، مشيرا إلي مباحثات أجراها البنك مع الحكومة الماليزية ومؤسسة تنمية التجارة الخارجية في البلاد. وأكد حريري علي الدور الذي سيلعبه المنتدي في تطوير صناعة التمويل الإسلامي وزيادة حجم الاستثمارات وعمليات التمويل الموافقة لاحكام الشريعة الإسلامية، وقال إن المنتدي سيفتح آفاقا جديدة في العلاقات الاقتصادية بين الدول المشاركة خاصة دول الخليج وجنوب شرق آسيا وفي مقدمتها ماليزيا. وقال أيضا إن إطلاق المنتدي من كوالالمبور هو تأكيد علي الريادة الماليزية لصناعة التمويل الإسلامي علي المستوي الاقليمي والدولي، إضافة إلي البيئة الاستثمارية المستقرة فيها والتشجيع الذي تلقاه هذه الصناعة من قبل الحكومة والقطاع الخاص. بدوره توقع الدكتور يونس صوالحي نائب عميد كلية الاقتصاد الإسلامي بالجامعة الإسلامية أن يشكل المنتدي نقلة نوعية في صناعة التمويل الإسلامي "التي تتهم مؤسساتها بأنها لا تحب المخاطرة، حيث تسعي دوما إلي الاستثمار في مجالات مضمونة تقوم علي تمويل المشروعات وتقديم القروض، دون الدخول في مساهمات استثمارية حقيقية تكون فيها المؤسسات المالية شريكة فاعلة". وأضاف أنه مع وجود البنك الإسلامي للتنمية والحكومة الماليزية فمن المتوقع أن يشكل ذلك إضافة نوعية لصناعة التمويل الإسلامي لتزيد من نسبة المشاركات المبنية علي الاستثمار والدخول في مشروعات كبيرة خاصة مع وجود فرص متاحة للتمويل الإسلامي علي أرض الواقع. كما أشار إلي إمكانية تنفيذ مشروعات كبيرة بدول منظمة التعاون الإسلامي تزامنا مع الاستعدادات التي أطلقتها دول عربية علي رأسها تونس ومصر وليبيا والمغرب للتوجه نحو صناعة التمويل الإسلامي.