فرضت مخاوف من صعود التيارات الإسلامية إلى السلطة وما أعلنوه بشأن وضع ضوابط على السياحة من حيث حظر المايوه وتقديم الخمور نفسها على المؤتمر الصحفى الذى عقده منير فخرى عبدالنور وزير السياحة والدكتور طالب الرفاعى سكرتير عام منظمة السياحة العالمية أمس خلال فعاليات الاحتفال بيوم السياحة العالمى، إلا أن الرفاعى حاول أن يقلل من المخاوف، وطالب بالحرص عند تناول المصطلحات السياسية بعد الثورة، قائلا: إن اختلاف الآراء حالة صحية ويجب تنميته. أضاف أن مستقبل مصر مرتبط بمستقبل السياحة ويجب أن يتفهم القائمون على العمل السياسى ذلك، وأنه لا غنى لمصر عنها ويجب توعية الشعب بأهمية ودور السياحة فى الاقتصاد القومى، موضحا أن السياحة يجب أن تكون ملكا للشعوب وأنها حاجة إنسانية. توقع الرفاعى نمو السياحة العالمية بنسب تتراوح بين 4.5 : 5% بنهاية العام، مشيرا إلى تراجع النمو فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط 13% بسبب ربيع الثورات العربية، حيث تأثرت جميع الدول التى قامت بها ثورات ومن بينها مصر بالطبع التى قلصت خسائرها بنسبة 20%، كما أن هناك دولا لم تتأثر مثل المغرب العربى، وشمل التراجع أيضاً دول آسيا العربية حيث بلغت نسبة الانخفاض 11%. علق عبدالنور على مخاوف السياحيين من ضوابط الإسلاميين قائلاً: "اللى عايز يرفس نعمة ربنا.. ربنا هيحاسبه"، دعا الله أن يغفر له، مؤكداً أن أى فصيل سياسى لا يمكنه أن يتجاهل عائدات السياحة. قال إن هناك دولا حباها الله بالبترول إلا مصر تمتلك طبيعة خلابة لا تنفد وشواطئ ساحرة، فالبترول سينضب ولكن الطبيعة باقية على مر الأزمنة، مشيرا إلى ضرورة شعور المواطن البسيط بعائدات السياحة ومشاركته فيها، مؤكدا أن ثورة 25 يناير قامت عندما شعر المواطنون بسيطرة قلة من الفاسدين على مقدرات مصر. فى ذات السياق أكد وزير السياحة منير فخرى عبدالنور أن السياحة أصبحت واحدة من أهم مكونات الاقتصاد القومى ولها دور مميز فى جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهى تسهم بقوة فى إيجاد فرص العمل وتنمية المجتمع وزيادة الدخل والقضاء على البطالة بالإضافة إلى حماية التقاليد والحفاظ على البيئة. وقال فى كلمته فى افتتاح احتفال منظمة السياحة العالمية بيوم السياحة العالمى أمس فى أسوان إن شعار الاحتفال العام الحالى "السياحة.. تربط الثقافات" يعكس أهمية صناعة السياحة والتى أصبحت واحدة من أهم السبل لتقارب الثقافات وتدعيم وتقوية التفاهم المتبادل والتسامح والاحترام والسلام العالمى. أضاف أن مصر عرفت بأنها مهد الحضارة ولديها الرغبة لتلعب دورها الحيوى والمؤثر فى تشجيع الحوار بين الثقافات والتفاهم العالمى والسلام. ورحب بتواجد هذا الزخم من رجال السياحة العالمية والاحتفال بيوم السياحة العالمى على أرض أسوان أحد أهم المحافظات الأثرية المصرية وأقدمها وأ شهرها على مستوى العالم، مشيدا بالاحتفال الذى يبعث برسالة ويحمل فى طياته العديد من المعانى والرسائل. من جانبه قال الدكتور طالب الرفاعى سكرتير عام منظمة السياحة العالمية إن التنظيم الرائع لمصر للاحتفال يؤكد على حسن اختيارنا لمصر ومكان الاحتفال العام الحالى. وردد فى كلمته العبارة التى تشتهر بها مصر والتى ذكرت فى القرآن الكريم "ادخلوها بسلام آمنين" مؤكدا أن مصر هى المكان الذى تشعر فيه فى العالم أجمع أنك تدخل منزلك وأنك آمن تماما ولا يمكن أن تجتمع فى أى مكان فى العالم وتشعر بمثل تلك المشاعر، مشيرا إلى أننا نعمل فى منظمة السياحة العالمية أن يكون التنافس بين دول العالم هو الأساس. وقال إن هناك العديد من التحديات التى تشهدها صناعة السياحة والتى من أهمها التطور التكنولوجى، بالإضافة إلى التطور فى طبيعة المسافرين وهناك اهتمام بالشعب المصرى أكبر من البلد ذاتها ويريدون التفاعل معهم والتعلم منهم ومشاهدة الشباب الذين قاموا بأفضل عمل فى العالم.