محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك التي شاهدتها الملايين مباشرة عبر بث التليفزيون لجميع دول العالم تعتبر خطوة تاريخية لم تحدث من قبل لرئيس مصري أو حتي عربي باستثناء صدام حسين الرئيس العراقي الذي حاكمته القوات الأمريكية. بالتأكيد لم يكن الرئيس المخلوع يتوقع هذه النهاية المأساوية الفظيعة، وهي مثول مبارك في قفص الاتهام هو وولديه علاء وجمال ووزير الداخلية حبيب العادلي ومعاونيه. هذه المحاكمة بردت نار 85 مليون مصري واثلجت صدورهم لأنهم كانوا يتشككون في محاكمته. دخوله قفص الاتهام راقدا علي سرير يعني نهاية كل ظالم.. وأن لا أحد فوق القانون.. والمجلس العسكري أو في بما تعهد به وله ألف تحية هو وقضاة مصر. وياحكام العرب اتعظوا من هذا المشهد.. ويا من تفكرون في ترشيح أنفسكم لرئاسة مصر. فكروا ألف مرة. وضعوا أمام أعينكم مشهد مبارك وهو في قفص الاتهام. تنبهوا جيدا لهذا المصير المخزي لأن ذلك نهاية كل طاغية ومستبد اراد أن "يتشبث" بالسلطة حتي نهاية العمر. حالة مبارك خلال محاكمته تؤكد علي ما صدر من تقارير طبية ومن العديد من الأمراض التي كانت التقارير "تضربها" ضعف وهزال شديد واكتئاب ورعش في الاذين والبطين.. إلي آخره من محاولات وابداعات محاميه فريد الديب.. حالة مبارك كانت عادية كما يصفها د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي لا يوجد أي تدهور جسدي وإنما بدت عليه حالة من الاسي وخيبة الأمل والتجمد العاطفي.. وأن وجهه كان يكشف عن لامبالاة. كان مبارك في قفص الاتهام راقدا علي سريره بكامل وعيه وتركيزه كان شعره شديد السدواد بفضل الصبغة التي يحرص أن يطلي بها شعره الأبيض. كان يرتدي ساعة كبيرة في يده، وكان يحاول أن يخفي وجهه عن الكاميرات.. وكانت نظراته زائغة يحركها في كل اتجاه ويحك انفه بكثرة. ويحاول أن يستمع إلي كل كلمة تقال في المحكمة.. ورغم أن ولده علاء وجمال يحاولان اخفاءه عن الكاميرات إلا أن محاولاتهما كانت تفشل. هيئة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي أكدت أن غالبية الشعب المصري كان يتهكم علي دخول مبارك قفص الاتهام علي سرير العلاج ليكسب رضي وتعاطف الشعب المصري. ولكن الشعب بذكائه اكتشف أنها تمثيلية رخيصة لم تنطلي عليه.. وعندما سأله القاضي ما قولك فيما قالته النيابة العامة من اتهامات رد الرئيس المخلوع بكل "بجاحة" وصلف أنه ينكر كل هذه الاتهامات بمثل ما انكرها علاء وجمال.. وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الحالات فلن يعترف القاتل أنه قتل واللص أنه سرق ولكن المحاكمة العادلة وقضاء مصر الشامخ سيعطي كل صاحب حق حقه. ولن يعاقب بريء ولن يفلت ظالم أو قاتل أو مستغل للنفوذ. المضحك في الأمر في هذه المحاكمة أن الرئيس المخلوع اراد أن يضرب كرسيا في الكلوب عندما اتهم علي لسان محاميه بأن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو صاحب قرار قطع الاتصالات الهاتفية أثناء ثورة 25 يناير وكانت المحكمة قد أصدرت حكما في 28 يناير الماضي بتغريم مبارك ونظيف والعادلي مبلغا وقدره 90 مليون دولار للتعويض عن اضرار لحقت بالاقتصاد نتيجة قطع خدمات الهاتف والإنترنت خلال الثورة. وهو بهذا الاتهام يريد أن يضرب "اسفين" بين الجيش والشعب وتحدث فتنة لا يعلم مداها إلا الله من ناحية أخري نفي مصدر عسكري هذا الكلام وناشد مختلف الأطراف أن تبقي القوات المسلحة بمنأي عن هذه المهاترات. مؤكدا أن القوات المسلحة معروف أنها انحازت للشعب منذ بداية الثورة. وهذا ما أغضب مبارك ويريد بهذا الافتراء الذي يدعيه علي القوات المسلحة والمشير أن ينقلب الشعب علي قواته المسلحة.