بدأت التكهنات في الأروقة الغربية تطرح أسماء بعض الشخصيات المرشحة لتولي منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي خلفا للفرنسي ستروس كان، المدير العام حاليا للصندوق الذي يخضع للتحقيق بتهمة اعتداء جنسي في نيويورك. يأتي ذلك في ظل تصريحات لوزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر اعتبر فيها ان دومينيك ستروس-كان لم يعد قادرا علي ادارة صندوق النقد الدولي، حسب ما ذكرت وكالة داو جونز نيوز-وايرز المالية. وقال "من الأكيد انه لم يعد قادرا علي ادارة صندوق النقد الدولي"، مشيرا إلي أنه من المهم لصندوق النقد الدولي نتيجة لذلك ان يضع خطة تتيح للصندوق ان تكون له ادارة دائمة. وقد طرحت التكهنات حتي الآن كوكبة من الشخصيات الاقتصادية البارزة التي قد تخلف ستروس كان، من بينها المصري الأصل محمد العريان والذي طرحته مصادر أمريكية وهو مدير شركة "بيمكو" العالمية، وهو اقتصادي قدير أثبت نجاحا كبيرا في إدارة "بيمكو" التي تعتبر من كبري شركات الاستثمار في العالم، وهو خريج جامعة كمبردج البريطانية وعمل فترة طويلة في صندوق النقد الدولي. من بين هذه الشخصيات رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، الذي قاد النظام العالمي بحنكة إبان الأزمة المالية في عام 2008، وإن كانت مشكلة براون أنه لا يحظي بدعم من الحكومة البريطانية، حيث تعرض لانتقاد حاد من قبل رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون حينما طرح اسمه خلال الشهر الماضي كخليفة لستروس كان في منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي. ومن الأسماء الأخري المرشحة للمنصب، وزيرة المالية الفرنسية كيرستين لاغارد، وهي شخصية متمرسة يعود لها الفضل في الحفاظ علي سمعة فرنسا المالية وسمعة مصارفها طوال فترة اضطرابات الديون وأزمات الموازنة خلال العامين الماضيين، إلا أنها قد تواجه بعض المشاكل في حال ترشيحها، منها التحقيقات التي تجري في فرنسا في الوقت الراهن حول دورها في بعض التعويضات التي منحت لرجل الأعمال الفرنسي بيرنارد تابي. وهنالك الاقتصادي العريق ربيب البنك الدولي التركي كمال درويش، وهو اقتصادي متميز قاد تركيا في فترة حرجة وأخرجها من براثن الإفلاس في عام 2000، ويقوم كمال درويش حاليا بإدارة البرنامج الاقتصادي العالمي في معهد "بروكيغنز إنستويت" للدراسات الاستراتيجية الأميركي، وهو معهد قريب من صنع القرار بالبيت الأبيض. ومن الميزات التي تؤهل كمال درويش للمنصب، إضافة إلي معرفته العميقة بالصندوق وسياساته وإدارته العليا، أنه يأتي من دولة من دول العالم الناشئ التي تطمح إلي تولي هذا المنصب الذي ظل لفترة طويلة حكرا علي أميركا وأوروبا. وهنالك مطالبات بمنح المنصب إلي دولة من دول العالم الناشئ التي تزايدت أهميتها الاقتصادية منذ الأزمة المالية العالمية. كما أن من بين الأسماء المطروحة محافظ البنك المركزي المكسيكي أوغستين كارستينز. كما تطرح الأوساط الاقتصادية كذلك اسم رئيس البنك المركزي الإسرائيلي الحالي ستانلي فيشر، وهو اقتصادي عريق عمل في منصب كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي، وهو أستاذ اقتصاد مشهور في الجامعات الأمريكية تخرج علي يديه كبار الرؤساء التنفيذيين، ومن بين طلابه رئيس مصرف الاحتياط الفيدرالي الحالي بين بيرنانكي. كما أن هنالك وزير مالية جنوب أفريقيا تريفر مانويل، ولكن فرصه ليست كبيرة نظرا إلي أنه متهم بالعنصرية، وهذه التهم ربما تقلل من نصيبه لتولي منصب دبلوماسي. ومن الهند يطرح اسم شيري إس سيردهار، وهو شخصية مصرفية مرموقة، وربما إذا حصل سيردهار علي دعم الحكومة الهندية سيجد دعما من الكتلة الآسيوية للدول الناشئة، وهي كتلة اقتصادية مؤثرة. وعلي الرغم من التحقيق الذي يخضع له كان، فإن الأوساط تنظر له علي أساس أنه أحيا سمعة صندوق النقد في الآونة الأخيرة من خلال عمليات إنقاذ ناجحة نفذها في أوروبا. ونسبت صحيفة نيويورك تايمز أمس إلي سيمون جونسون، الاقتصادي البارز السابق بصندوق النقد الدولي والأستاذ حاليا بمعهد ماساتشوستس للتقنية، قوله إن الأزمة المالية العالمية أحيت ستروس - كان.