"سيناريوهات" عدة وضعها خبراء التحليل الفني في سوق الأوراق المالية المصرية، إذا ما بدأت البورصة تداولاتها في أي من الأوقات التي تراها مناسبة خاصة بعد تعليق التداول لأكثر من مرة، بسبب ضبابية الرؤية مما أدي إلي ايجاد حالة من القلق والرعب لدي جميع المستثمرين سواء محليين أو عربا أو أجانب. وقال خبراء التحليل الفني إن النظر إلي شاشات التداول في أولي جلسات ما بعد استئناف العمل بالبورصة، سيأخذ منعطفا مغايرا لما كانت تجري عليه الأحداث في الأيام العادية، وستكون "شاشة التداول" محط أنظار المتعاملين مترقبين أسعار الأسهم لحظة بلحظة. الخبراء أكدوا أن عمليات بيع مكثفة وعنيفة ستكون هي عنوان الجلسة الأولي، ولكن دون أن يقابلها مشتر قوي بنفس قوة عملية البيع، تضطر معها أسعار الأسهم إلي الهبوط الحاد نتيجة لعمليات البيع المتوقعة تلك، ثم انخفاض حاد في قيم وأحجام التداول وضعف في السيولة، والتي كانت تعاني منها السوق أصلا وحتي قبل الأحداث الأخيرة. وأكد الخبراء أن تلك الأحداث ستكون علي المدي القصير، وقد تستغرف يومين أو ثلاثة أيام علي الأكثر إلا أنه من المتوقع أن تعقبها ارتدادة تصحيحية للأسعار ممزوجة بحالة من التفاؤل ما قد يساعد وبشكل كبير في تعويض المستثمرين لجزء من خسائرهم. أما علي المدي البعيد، أجمع الخبراء علي أن الأمور ستكون أفضل بكثير خاصة مع اتضاح الرؤية السياسية التي ستعكس تطورا ايجابيا علي أداء الاقتصاد المصري ومن ثم أداء البورصة المرآة الحقيقية للأداء الاقتصادي. يقول ايهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني في شركة "أصول" للوساطة في الأوراق المالية، إن النصيحة التي لابد أن تقال للمستثمرين في أول أيام التداول هي عدم النظر إلي شاشة التداولات، إلا أن تهدأ الأمور لاسيما وأن أيام التداول الأولي ستحدد وجه التداولات في الأيام التالية. وقال إيهاب، إن تعاملات البورصة في الجلسات الأولي ستيطر عليها موجات بيع مكثفة تتراجع معها الأسعار، إلا أن التداولات سرعان ما تستعيد توازنها مجددا، إلا أن ضبابية الرؤية تلقي بظلال سلبية علي استراتيجية المستثمرين وهو ما يزيد من حجم المخاوف قبيل بدء التداولات. وأضاف أن من ضمن المشكلات الكبيرة تعرض العديد من الشركات المدرجة في البورصة إلي خسائر فادحة في الإنتاج والايرادات بسبب توقف الإنتاج وهو ما يتطلب اعادة تقييم لتلك الشركات مرة أخري. وأكد أنه وعلي المدي الطويل تكاد تكون الرؤية أفضل بكثير خاصة وأن العامين الماضيين كان هناك تخوف كبير لدي المستثمرين وبخاصة الأجانب بشأن مصير السلطة في مصر، وهو ما لاحظناه بقوة في عمليات خروج من السوق حتي قبل الثورة. وأشار ايهاب إلي نقطة أخري تتعلق برجال الأعمال والمسئولين ممن تم التحفظ علي أموالهم أو خضوعهم للتحقيق في قضايا فساد، مشيرا إلي أن هؤلاء المسئولين هم وللأسف كانوا المحركين الاساسيين للسوق خاصة وأن أداء الشركات في الفترة الماضية اعتمد بشكل كبير علي اسماء أصحابها دون الرجوع إلي الأداء الفعلي، لافتا إلي أن ذلك سيظهر بقوة في أداء البورصة من ضعف في السيولة وقيم واحجام التداولات، فالبورصة تتعامل مع التوقعات لأنها تتعلق بتوقعات المستثمرين وهناك حالة من الخوف والفزع لدي المستثمرين وبالتالي فالهبوط طبيعي. من جانبه أكد محمد سعيد العضو المنتدب بشركة "آي دي تي" للاستشارات المالية والفنية، أن موجات البيع المكثفة هو السيناريو الأقرب للتطبيق في أول يومين من التداولات، خاصة في ظل غياب الرؤية عن الموقف السياسي والاقتصادي وهو سبب قد يدفع المستثمرين للتخارج من السوق. وأضاف أن طول فترة إغلاق البورصة زاد من مخاوف المستثمرين، وشكل ضغطا كبيرا عليهم لاسيما بالنسبة للمستثمرين الذين في حاجة إلي أموال وهي فئات كبيرة. إلا أنه أكد أن موجات البيع المكثفة لن يقابلها مشتري قوي بنفس الدرجة تنخفض معها أسعار الأسهم بشكل حاد، ولكن من المتوقع أن تستغرق هذه العمليات يومين لا أكثر ومن ثم يعود الهدوء علي أن تعقبه ارتدادة تصحيحية للأسهم وبالتالي تعويض الخسائر.