هو بطل من أبطال حرب أكتوبر، تولي العديد من المناصب المهمة، عمل مديراً للكلية الحربية، وأستاذاً للعلوم العسكرية والسياسية، ثم محافظاً للمدينة الباسلة بورسعيد لمدة 8 سنوات.. انه الدكتور اللواء مصطفي كامل محافظ بورسعيد السابق الذي كشف ل"الاسبوعي" عن العديد من الأسرار منها سبب تقديم استقالته فور سماعه لشائعات تتردد تتهمه بالحصول علي عمولات مقابل بيع الأراضي للمستثمرين. موضحا أنه نجح في الخروج بمدينة بورسعيد من النفق المظلم بفضل الاستثمارات الضخمة في المدن الصناعية وحسن تطبيق القرارات بعد دراستها الدراسة الكافية، إلي جانب وجود فريق عمل يؤمن بالفكرة ويخلص في أداء عمله. وفي الحوار التالي مع محافظ بورسعيد السابق فتحنا الكثير من الملفات: * ما السبب الذي وراء تقديم استقالتك بعد عمل استمر 8 سنوات كمحافظ لبورسعيد وما سر الاتهامات؟ ** السبب الرئيسي لتقديم الاستقالة هو ما تردد من شائعات من طرف اسميهم بخفافيش الظلام حول حصولي علي نسبة من بيع الأراضي للمستثمرين، وفي هذا المقام أشهد الله أنني طوال مدة خدمتي التي وصلت إلي 52 عاماً لم أتقاض إلا مرتبي . فشل المحليات * هناك فشل للمحليات والمحافظات في تطبيق اللامركزية وحل قضايا الناس.. لماذا في رأيك؟ ** السبب الرئيسي الذي يجعل المحليات والمحافظات تفشل في تطبيق اللامركزية هو عدم وجود توحيد للمفاهيم من النظريات المختلفة، ونحن لا نمتلك الخبرات ولا ندرس الواقع ولا نستشرف المستقبل، وإذا تكلمنا لا نفهم بعضنا، وإذا فهمنا بعضنا نعاند بعضنا، وفي النهاية لا نفعل شيئاً، وهذا هو السبب الأساسي في افشال أي مشروع، وعموماً أنظمة المركزية واللامركزية والنظام المشترك بينهما جميعها أنظمة إدارية فهذه النظريات ليست خاطئة وإنما التطبيق هو الخاطيء، فهناك عوامل وعناصر لابد أن تدرس جيداً، وفجئت أن هناك تشريعا لمحاولة فرض اللامركزية علي مصر، فقد يكون ذلك صحيحاً ولكن مصر تعتبر أكبر دولة في العالم لديها تشريعات وقوانين لكن هل نطبق هذه القوانين أم لا، وإذا كنا نطبقها فهل هناك انتقائية في التطبيق ولهذا فأننا نفشل حينما نجعل من الانتقائية أساساً في تطبيق القوانين والتشريعات. ومن أبرز التجارب العالمية لتطبيق المركزية واللامركزية والنظام المشترك بينهما تجربة إنجلترا وهي الدولة الأولي في العالم التي تطبق نظام الحكم المحلي ونظام المركزية، منذ العصور الوسطي حتي الآن والسبب أن إنجلترا تعتبر جزيرة منعزلة وأنها لم تمتلك أي أنشطة اقتصادية علي الإطلاق فكان الإنجليز يهاجرون إلي الأرض الجديدة المكتشفة "الولاياتالمتحدةالأمريكية" وكان الأمراء في إنجلترا يحكمون إمارتهم وفقا للولاء الذي يمنحه الملك، وحتي الآن نجد الحكم المحلي في إنجلترا يتولاه النخبة في المجتمع، وعلي النقيض تماما نجد فرنسا، ففي نفس الوقت الذي كانت تسعي فيه انجلترا إلي أن تتفاعل مع حكم محلي رشيد كانت فرنسا تشتعل بها الثورة الفرنسية علي أيدي طبقة البرجوازيين، وظهر الحكم المحلي في المدن الفرنسية بأن يكون الولاء للملك ، أما ما يحدث في الدولة الأمريكية الحديثة فنجد بها نظام الحكم والإدارة ونظرا لأنها تمتلك ما يقرب من 50 ولاية فإن نظام الإدارة بها يتم بالحكم الذاتي، باستثناء النظام الخارجي "الشئون الخارجية" والأمني الذي يضم الداخلية والدفاع. ولذلك مثلا لا تستطيع أي شركة أمريكية منتجة للسلاح أن تبيع السلاح لأي دولة دون موافقة الإدارة الأمريكية، وعلينا أن نفرق بين الأنظمة المختلفة وهل نحن في حاجة إلي حكم محلي أم إدارة محلية، أم نحن في حاجة إلي حكم وإدارة محلية معاً ، وبصراحة هذا السؤال علي وجة اليقين لم يتم الرد عليه حتي الآن ، فمرة طلبنا تطبيق نظام الحكم المحلي في الثمانينيات ، ومرة طلبنا نظام إدارة محلية ، ومرة أخري طلبنا تطبيق نظام التنمية المحلية ، فالعيب ليس في نوع النظرية وإنما العيب الأساسي في التطبيق . والنوع الأخر الذي يؤثر في تطبيق النظرية المختارة هو البناء المجتمعي وسلوكه وقيمه فهي تؤثر تأثيراً بالغاً علي نوع النظرية المختارة وثقافة وتعليم المجتمع . * ما معوقات التنفيذ الناجح؟ ** أهم معوق لتنفيذ لهذه النظريات هو التمويل من جانب الدولة .