تشتهر قرية طنامل بمحافظة الدقهلية بصناعة التريكو فالبرغم من أن الصناعة موسمية تبدأ في شهر يونيو وتنتهي في شهر يناير، إلا أن القرية أشبه بخلية نحل فبجانب المصانع الموجودة بالقرية والبالغ عددها 2000 مصنع، لا تجد منزلا يخلو من صوت ماكينة التريكو، حيث يعمل بتلك الصناعة كل أبناء البلد حتي وأن كانت لديهم مهن أخري، لأن الجميع يحافظ بشدة علي اقتناء ماكينة داخل منزله ليعمل عليها هو وجميع أفراد أسرته، وارتبطت تلك الصناعة بوجود معرض لعرض منتجات الصوف بها يأتي إليه أبناء المحافظات المجاورة بحثا عن جودة المنتج ورخص الأسعار "الأسبوعي" تجول داخل قرية طنامل مع بداية موسم العمل بها ليتعرف عن قرب علي القائمين علي تلك الصناعة وكيف تحولت قرية طنامل من قرية زراعية إلي صناعية، وما الذي يحتاجه أصحاب المصانع لتطوير منتجاتهم. بداية الجولة كانت من أمام الكوبري المؤدي إلي مدخل القرية حيث يوجد العديد من المعارض الخاصة بعرض منتجات الصوف، إلا أن جميعها كانت مغلقة حيث تعمل فقط من شهر سبتمبر وتغلق مع بداية شهر يناير، ولم تخل رائحة القرية من الصوف وأصوات الماكينات، التي تدل زائر القرية بكل سهولة علي المناطق التي يوجد بهاا لمصانع، قابلت أحد أصحاب المصانع والمؤسسين لتلك الصناعة بالقرية ويدعي محمود جعفر، الذي بدأ حديثه عن المعوقات التي تقف حائلا أمامه لتطوير منتجه بل للحفاظ علي ما وصل إليه من إنتاج، فقال جعفر أن بداية تلك الصناعة بالقرية ترجع إلي عام 1964 بمصنع النور إلي أن تطور المشروع تدريجيا ليعمم في القرية بأكملها مع بداية عام ،1990 وذلك بسبب الماكينات الحديثة وسرعة وسهولة الاستخدام، وأصبحت تلك الصناعة كيان يسهم في تطوير القرية وتشغيل كافة أبنائها وأبناء القري المجاورة، وقال جعفر بأن المشكلة التي تواجهه هي عدم مصداقية الصندوق الاجتماعي حيث تذهب القروض الخاصة به إلي البنوك، مضيفا ولكي نحصل عليها من البنوك نتحمل نسبة فائدة مرتفعة، وهو ما يعتبر عائقا أمام محاولة زيادة رأس المال من أجل تطوير المنتج، فضلا عن النقص في الأيدي العاملة وطالب بإنشاء جمعية خاصة بصناعة الصوف تحت إشراف حكومي تتولي مهمة البيع والشراء والتنسيق مع الأسواق الخارجية، حتي يضمن أصحاب المصانع تطوير منتجهم وتسويقه، وعدم الخوف من حالة الركود فضلا عن تنشيط مجال المنافسة بين كل المصانع، وأكد أنه كان يوجد مثل تلك الجمعية عام 1960 وكان يتم من خلالها التصدير للاتحاد السوفيتي الذي كان يتبرع بتلك المنتجات الصوفية للدول الفقيرة، ولكن نشاط الجمعية توقف في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام ،1972 وطالب جعفر بضرورة دعم الحكومة لخيوط الصوف،و والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم من أجل توفير العمالة من طلبة المدارس الصناعية كجزء تدريبي أيام الدراسة، مقابل صرف مكافأة للطلبة فضلا عن حجز أماكن لهم في المصانع بعد تخرجهم. التيار الكهربي وشدد المتولي صقر صاحب أحد المصانع علي أن أهم المشاكل التي تقابل أصحاب المصانع هو ارتفاع أسعار الخامات بشكل جنوني فضلا عن انقطاع التيار الكهربي بصفة مستمرة من ساعة: ست ساعات، وأنه بالرغم من العديد من الشكاوي التي قام بها أصحاب المصانع، إلا أنه لم يستمع إلينا أحد. بينما طالب علي السقا صاحب أحد المصانع بضرورة فتح أسواق خارجية خاصة وأنهم يستطيعون العمل بأي موصفات وموديلات، حتي يتمكن أصحاب المصانع من العمل علي مدار شهور السنة بدلا من العمل الموسمي، وطالب السقا بتخصيص قطعة أرض علي الكوبري بجوار القرية كمنطقة صناعية ولاستقبال الوفود الأجنبية التي تزور القرية باستمرار وأوضح وائل أبو عوف صاحب أحد المصانع أنه يتم إحضار الموديلات من تركيا حيث يتساهلون مع أصحاب المصانع ولا يشترطون عليهم شراء القطع بالجملة علي عكس ما يجدونه داخل مصر، وطالب بضرورة أن توجد هيئة أو جهة ما ترشد أصحاب المصانع وتنسق بينهم وبين مصممي الأزياء المصريين من خريجي كليات الفنون الجميلة والتطبيقية بدلا من لجوء أصحاب المصانع للسفر لتركيا.