المنصورة من رشا النجار تشتهر قرية سلامون القماش التابعة لمركز المنصورة بصناعة جميع أنواع ملابس التريكو والمعروف إن إنتائجها يغطياحتياجات محافظة الدقهلية والمحافظات المجاورة بجانب تصدير كميات كبيرة وكان يطلق عليها( اليابان الصغري) لشهرة أبنائها بهذه الصناعة منذ150 عاما, إلا أن هذه المقولة سقطت عن القرية المنتجة لعدة أسباب. فيالبداية يقول هشام عبدالظاهر صاحب مصنع تريكو إن الغزو الصيني هو سبب النكسة علي حد قوله التي حلت بنا وذلك لقيام الصين بتشجيع عمليات التصنع وخفض الضرائب وتكاليف إنتاج المنتج من عماله ومواد خام وكهرباء ومياه, وكل ذلك علي الرغم من تفوق منتجنا بشهادة جميع الدول فلصالح من المعوقات التي تواجهنا كشباب صغار المنتجين فالضرائب لا تترك لنا سوي الفتات. بالإضافة إلي ارتفاع تكاليف فواتير المياه والكهرباء فالصين تقوم بدعم أصحاب المصانع وتدفعهم للتصدير بحصول صاحب المصنع علي20% من نسبة المبيعات وذلك بعد تقديمه لفاتورة مبيعاته بالخارج. وأشار عبدالظاهر إلي أن هذا النظام التصديري كانت تتبعه مصر منذ السبعينيات وهذه الفترة شهدت رواجا للمنتج المحلي في القرية وتصديره لدول أوروبية. ويضيف عبدالهادي المشد عضو مجلس محلي أن جميع مخازن مصانع التريكو في القرية مليئة بالبضائع والتي تم تخزينها منذ الموسم الماضي حيث يقوم الشباب الصيني بالمرور علي المنازل واقامة المعارض وتوزيع منتجاتهم في عقر دارنا, وقد قام أصحاب المحلات بإعادة البضائع للمصانع وذلك بسبب توقف وتجمد عمليات البيع بالمحلات. وأرجع المشد ذلك إلي ارتفاع تكلفة المنتج المحلي في مقابل المنتج الصيني( ارتفاع قيمة الصوف والغزل الخام وأجور العمال والكهرباء), بالإضافة لازدواجية الضرائب علي المنتج وذلك بداية من فرض الضريبة علي المواد الخام عند استيرادها ويضاف إليها ضريبة المبيعات وضريبة أرباح تجارية وصناعية بالإضافة إلي حملات التأمين علي العمال ومصاريف نثرية, وقد أصدرت الحكومة قرارا بفرض ضريبة20% زيادة في حال تكوين شركة تضم اثنين فقط وتزيد في حال زيادتها إلي ثلاثة, وذلك بالرغم من وجود شراكة ستزيد من الارتقاء بمستوي المهنة والمنتج. ويضيف محمود الحداد صاحب مصنع أننا ننتظر مصيرا قاتما وهو السجن وذلك بسبب تراكم الديون علينا فنحن نحصل علي قروض من البنوك ونحرر إيصالات أمانة لشراء المواد الخام, وذلك بعد إغلاق عدد كبير من مصانع إنتاج الخام داخل مصر, الأمر الذي جعلنا نقوم( بحرق البضائع) وهذا لفظ دارج بالأسواق أيبيع البضائع بسعر أقل من تكلفتها لسداد جزء كبير من المديونية. وطالب الحداد بضرورة دعم المصانع الصغيرة والحد من انتشار المنتجات الصينية وحماية المنتج المحلي, وهذا هو المتبع في كل دول العالم بجانب تخفيض الفائدة البنكية وتشجيع المنتج المصري, وأهم ما نريده هو فتح منافذ جديدة للتصدير علي الأقل للدول المحيطة بنا فقد قام الرئيس مبارك بزيارة القرية عام1986 وقرر دعم المصانع الصغيرة بقروض ميسرة إلا أن البنوك العامة والصناعية فرضت فائدة مركبة علي هذه القروض تصل إلي40% الأمر الذي أدي لتوقف صناعة التريكو وتشريد أصحاب المصانع من ذوي الخبرة وهروب الكثير لدول أوروبا خشية الأحكام القضائية. وكان اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية قد أكد دعم المنتج المحلي من خلال اقامة المعارض ومنح قروض للشباب من خلال الصندوق الاجتماعي الذي ارتفعت قيمة القرض أخيرا من10 آلاف جنيه إلي15 ألف جنيه.