بدأت البورصة المصرية في تجاوز مرحلة الهلع التي شهدتها الثلاثاء الماضي وتعافت الأسهم لدي نهاية تعاملات الأسبوع الماضي مدفوعة بانتعاش الاسواق العالمية. أكد الخبراء ان تعافي السوق يعد رد فعل طبيعيا عقب الانخفاض الحاد، خاصة مع دخول "الأموال الذكية" لاقتناص الفرص مع تدني أسعار كثير من الأسهم وهو نهج يتبعه المستثمرون الاجانب. وعن حركة مؤشرات البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة توقع المحللون الفنيون أن يدعم هذا مستوي 5800/5860 نقطة المؤشر مؤقتا ليبدأ منه المؤشر حركة تصحيحية لأعلي تأتي كرد فعل للهبوط العنيف السابق، قد يمتد ارتداد المؤشر التصحيحي لأعلي ليصل قرب منطقة 6500 إلي 6700 من جديد. تجاوز الهلع أكد كريم هلال الرئيس التنفيذي لشركة سي اي كابيتال القابضة ان البورصة بدأت تتجاوز مرحلة الذعر الذي شهدته وذلك كرد فعل طبيعي عقب الانخفاض خاصة مع دخول "الاموال الذكية" لاقتناص الفرص مع تدني الاسعار وهو نهج يتبعه المستثمرون الأجانب. وأكد أن السوق لم يشهد تضخما في الاسعار يبرر هذا الرعب الذي تمكن من المتعاملين، بل ان اسعار بعض الاسهم وصلت الي أقل من قيمتها الاسمية وهو ما يعد فرصة للشراء، مشيرا الي ان متابعة الافراد للاسواق العالمية وشهادات الايداع الدولية ببورصة لندن هو ما يثير مخاوفهم. وأضاف انه من الأنباء الايجابية بالسوق - اجراء شركة "المصرية للاتصالات" مفاوضات لشراء حصة فودافون مصر البالغة 55% لتستحوذ علي الشركة بالكامل، في صفقة قيمتها 4.3 مليار دولار، الامر الذي من شأنه انعاش السوق وسهم الشركة وتعظيم ارباحها لتدخل في التنافس في سوق المحمول بمصر بالاضافة الي احتكارها للخطوط الثابتة. ونصح المتعاملين الذين لم يتمكنوا من ايقاف خسائرهم بالاحتفاظ بالأسهم لمدة شهر علي الأقل، لحين ظهور نتائج اعمال الشركات عن الربع الثاني من العام، وتحسن الاوضاع العالمية، مشيرا إلي ان أزمة اليونان شبيهة بالأزمة العالمية الا انها أقل شدةو علي اليونان التخلي علي بعض اصولها لتخفيف وطأة الأزمة. اتجاه السوق اكد هشام توفيق رئيس مجلس ادارة "شركة عربية" اونلاين للوساطة في الأوراق المالية انه من الصعب تحديد اتجاه السوق خلال الفترة القادمة خاصة ان البورصة المصرية متأثرة بالحراك السياسي الذي نشهده حاليا وقرب إجراء الانتخابات، إضافة الي تأثرنا الكبير بأزمة اليونان. واضاف أنه علي الرغم من ان نتائج أعمال الشركات كانت اكثر من جيدة واظهرت امتصاصها للازمة المالية العالمية الا ان السوق لم تستجب بشكل جيد لتلك النتائج . من جانبه نصح رئيس مجلس ادارة شركة عربية اونلاين المستثمرين بوضع حد أدني لنقاط إيقاف الخسائر والابتعاد عن نظرية تقليل المتوسطات والشراء باسعار أقل واستخدام ذلك فقط عند استقرار السوق. ويري محسن السلاموني العضو المنتدب لشركة المجموعة الدولية للوساطة في الأوراق المالية ان ظهور بعض التقارير الفنية التي قالت ان كسر السوق لمستوي 6500 نقطة يعني "خروج صريح"، كان له اثر كبير علي المتعاملين. لفت الي ان شبح الضرائب مازال يطارد شركة "أوراسكوم تليكوم" الا ان هذه المرة كان من القرن الافريقي، حيث طالبت بروندي شركة "تليسيل بوروندي" التابعة لاوراسكوم بمبلغ 11 مليون دولاروتتهم السلطات البوروندية الشركة المصرية بإثبات إيرادات للشركة أقل من الإيرادات الحقيقية يأتي ذلك في ظل الملاحقات الضريبية لاوراسكوم من قبل السلطات الجزائرية، بالاضافة الي المشاكل التي تحيط بصفقة بيع وحدتها بالجزائر "جيزي". بصيص امل قال محمد عبد الهادي العضو المنتدب لشركة حلوان للوساطة أن عمليات البيع المكثفة التي شهدها السوق ناتجة عن حالة القلق والفزع التي أصابت المتعاملين نتيجة عدم قدرتهم علي تحديد حجم الأزمة أو التأكدمن سبل حلها . أشار إلي انه بمجرد وضوح الرؤية وتحديد حجم المشكلة سيتغير الأداء، مشيرا إلي انه مع ارتداد الأسواق العالمية ومعاودتها الارتفاع فانه بالتبعية ستصعد السوق المصرية . أوضح إن انعدام الثقة منع السوق من الصعود حيث يحجم المستثمرون عن الدخول بالشراء أوالبيع ترقبا لأداء الأسواق خلال الفترة المقبلة، وسط تداولات ضعيفة ولفت إلي أن الاحجام عن خوض غمار التداول موجود منذ 3 أسابيع ولكنه تعمق مع تداعيات أزمة دول اليورو.