كيف يتم اختيار الوزراء في مصر وما مقاييس هذا الاختيار وما المعايير التي ينبغي ان يتصف بها الوزير المصري، مقارنة باختيار الوزراء بالدول الاخري.. "الاسبوعي" طرح هذه التساؤلات علي عدد من الوزراء السابقين في مصر وعدد من قيادات أحزاب المعارضة الذين أكدوا ان اختيار الوزراء ليس له أسس أو قواعد ثابتة كما يحدث في دول العالم، حيث تعتمد القواعد علي مؤهلات الوزير وان يكون من أهل الخبرة ومن الساسة الذين لهم دراية بالعمل السياسي ولهم القدرة علي إدارة وزراتهم، وان معظم الدول في العالم تختار وزراءها من البرلمانيين اصحاب الحنكة السياسية والذين يتم اختيارهم من الطبقة العريضة في مجتمعهم حتي يعرفوا مشكلات وآلام شعبهم، وفي دول مثل أمريكا تختار وزراءها من خارج البرلمان وبناء علي اختيار رئيس الدولة والحكومة في نفس الوقت ويتم عرض هؤلاء الوزراء علي الكونجرس الذي يوافق عليهم، وهناك دول يكون لها حكومة ظل أي وزير و"ظل" له ولا تكون هذه الحكومة مجرد اسم أو ظل، إنما تكون في نفس مستوي الحكومة الاصلية لتساعدها في مهامها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. والسطور التالية توضح الفارق بين كيفية اختيار وزرائنا في مصر ووزراء الدول الاخري. المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية الاسبق يري ان اختيار الوزراء في مصر ليس له قاعدة علي عكس ما يتم في بقية دول العالم والذين يختارون وزراءهم من أهل الخبرة، واصحاب التأهيل العلمي والدراسة، ويكون له خبرة وممارسة في مجال عمله، وإما يكون رجلا سياسيا بارزا في الحزب الذي يمثله سواء الحزب الحاكم أو المعارض، ولابد ان يؤتمن علي ما يقوم به في وزارته.. ويشير الكفراوي إلي ان مصر كانت زمان تختار وزراءها من العاملين في الحربية ويكون في نفس الوقت له نشاط سياسي بارز، بمعني ان السياسة تكون في دمه وله دراية باختيار من يساعده في مجال عمله، ويكون ايضا قد تعلم في مجال عمل وزارته ومارس هذا العمل بكفاءة. أوضح وزير الاسكان الاسبق: "الآن يتم اختيار الوزراء بشكل عشوائي فلا هو سياسي ولا هو صاحب خبرة، بل يتم اختيار الوزراء من الاسماء الرنانة فقط وليس لها أي خبرة سياسية أو إدارية ويطبق المثل الشهير "فتح عينك تكل ملبن" علي حد تعبيره، ويضيف الكفراوي: نجد بعض الدول الاجنبية والتي ليس لديها دين رسمي ولا تدين كبير لدي مواطنيها قد حققت النجاحات وربنا أنعم عليها بالخير والتنمية والنهضة وجعل دولها في تقدم ورخاء بسبب اخلاص مسئوليها وقادتها وأخلاقهم وحبهم للعمل والوطن، فلا نسمع عن واحد منهم استولي علي مال عام ولا استولي علي شركة من الشركات، فاليابان كانت بين يوم وليلة مدمرة بالكامل بالقنابل الذرية، فخرج منها رجال قادوها إلي غد أفضل وحياة كريمة أنعم الله عليهم بها من علم واقتصاد وثقافة لأنهم تعاملوا مع ربهم جيدا وحبوا بلادهم وعملهم وانفسهم، أما نحن فربنا لم يرض عنا مع أننا نقول اننا مسلمون واصحاب ديانات بسبب ما فعلناه وما نفعله، والنتيجة أننا الآن في ذيل القائمة ليس علي المستوي العالمي بل علي المستوي الافريقي وهذا ما تؤكده تقارير الاممالمتحدة. الاختيار للرئيس أما الدكتور سلطان أبوعلي وزير الاقتصاد الاسبق فيري ان اختيار الوزراء نظمه الدستور، حيث يكفل الدستور للرئيس اختيار الوزراء وذلك عن طريق المعلومات التي تصل للرئيس من المصادر المطلعة، أو عن طريق قيام أحد الافراد بانجاز معين من الانجازات في مجال عمله، فيلمع وينجح وتكون هنا الرغبة في الاستفادة من هذا النجاح، أو يكون عن طريق من يتمتع بأحد المراكز المرموقة، ويكون له عمل بارز، أما في الخارج فيكون الاختيار للوزير بناء علي ترشيح الحزب الذي يعمل فيه ويكون له كادر سياسي ومعروف وله برنامج عمل واضح، وإذا نجح هذا الحزب في الانتخابات يتم تشكيل تلك الحكومة. وبسؤاله: لماذا لا يتم اختيار أحد الوزراء لدينا من أحزاب المعارضة قال أبوسلطان: للأسف ليس لدينا أحزاب ولا حتي معارضة، ولا أي شيء، فالمشهد السياسي فقير للغاية وما يسمي بالمعارضة هي مجموعات شكلية. أما الدكتور حمدي البنبي وزير البترول الاسبق فيري ان ما يتم في مصر لاختيار وزير من الوزراء يبدأ بكلام نظري ثم في النهاية يكون الاختيار، مشيرا إلي ان بعض الدول مثل انجلترا تختار وزراءها من البرلمان والبعض الآخر من الاحزاب، والبعض الآخر من الاثنين معا، وفي أمريكا لا يتم اختيار الوزراء من البرلمان، ورئيس الجمهورية هناك هو رئيس الحكومة ويختار وزراءه من خارج البرلمان ثم يعرضهم علي الكونجرس الامريكي علي عكس ما يتم في انجلترا فالوزير لابد ان يكون برلمانيا وله اسمه المعروف ومنتخبا من الشعب أو المجتمع الذي يعيش فيه.