السؤال كان بسيطا وبريئا، لكنه كشف عن واقع أليم. ما هي معايير اختيار الوزير في مصر؟ كان هذا هو السؤال اما الاجابات فقد اتفق فيها السياسيون علي ان مصر تفتقد لمعايير موضوعية وثقافية عند اختيار الوزير. قال د. عبد المنعم عمارة إن معظم الوزراء يتم اختيارهم رغم انهم ليس لديهم تجربة وخبرة سياسية، فجميعهم يتم اختيارهم من الفنيين والتكنوقراط. وطالب عمارة بضرورة وجود وزراء سياسيين وليس تكنوقراط؛ لأن الوزير السياسي يشعر بالجماهير ويستطيع أن يتفاعل معهم ويحقق مطالبهم.. واوضح عمارة ان مشكلات اختيار الوزراء انها تقوم علي العلاقات الشخصية والمصالح والمصادفة احيانا. اما د. يسري الجمل وزير التعليم السابق فأكد ان الاختيار يتم وفق التاريخ والانجازات والمؤهلات. نافيا ان يكون هناك دور للمصالح والعلاقات الشخصية عند الاختيار. فيما قال د. محمد السعدني الخبير السياسي إن اختيار الوزراء في العالم كله يتوقف علي "الوعي" السياسي.. ولكن في مصر هناك وزراء بالمصادفة والتربيطات والشللية. ويري ضياء رشوان الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية ان مصر لم تضع معايير لاختيار الوزراء.. والدستور يخلو من ذلك. ويحدد د. عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الاهرام المواصفات الواجب توافرها في الوزير وهي ان يكون منتميا لحزب الاغلبية. مشددا علي ضرورة ان يكون الوزير سياسيا.. وعلي النظام البعد عن رجال الاعمال الذين لا تهمهم الا مصالحهم الشخصية. وانتقد د. صلاح سالم استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عدم وضوح معايير اختيار الوزراء في مصر. فيما قال د. محمد الجداوي الكاتب السياسي ان ما يحدث الان هو تولي المناصب مقابل مبالغ مالية! ووجه عبدالحليم قنديل منسق حركة كفاية انتقادات حادة للحزب الوطني الذي يختار الوزراء وفقا لشبكة العلاقات مما يؤدي الي فشلهم في القيام بواجباتهم فهم لا يصلحون للقيادة، والواجب ان يتم الاختيار بشكل علمي وموضوعي.