يؤكد خبراء الانتاج الزراعي ان المنتج الزراعي المصري هو سيد الموقف في الأسواق المحلية دون منازع، ولايزال له الاولوية علي قائمة شراء الأسرة المصرية إلا اذا اقتضت الحاجة التغيير وشراء المنتج المستورد علي سبيل الترفيه فقط. كما أجمعوا علي أن المنتج المصري لا يواجه أية منافسة علي الإطلاق من قبل المنتجات المستوردة كالمنتجات الصينية وغيرها. يقول د.شريف البلتاجي - رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية - إنه يجب تحقيق العدالة في التعامل مع المنتج المصدر إلي الخارج ونفس المنتج الذي يوزع بالأسواق المحلية حيث ان تطبيق نفس معايير الجودة والدقة ومدي مطابقة المنتج للمواصفات القياسية المطلوبة دون تفرقة بين المنتج المعد للتصدير او المنتج المخصص للاستهلاك المحلي. ويري انه لكي تنجح هذه الحملة وتؤتي ثمارها لابد وان يكون المنتج المصري علي مستوي وبسعر يناسب الجميع بحيث لا يكون هناك إجبار من قبل الحكومة علي المواطنين لتفضيل المنتج المحلي في الشراء وهو دون المستوي ويخلو من معايير الجودة وغير مطابق للمواصفات. فطالما هناك حملة تستهدف شراء المصري لابد وأن يكون المنتج علي نفس المستوي الذي يجذب المستهلك ويدفعه للشراء بل ويقبل علي شرائه. ويضيف د.أسامة خير الدين رئيس الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية إن هذه الحملة لن تفيد القطاع الزراعي لان المنتجات الزراعية المصرية لا تشهد منافسة علي الاطلاق من المنتجات المستوردة فكل ما هو بالأسواق مصري بنسبة 100%. موضحا ان مثل هذه الحملة قد تكون مفيدة علي صعيد الترويج للمنتجات بالأسواق الخارجية يهدف تشجيع شراء المنتج المصري الذي يتوافر في الأسواق المحلية ويقبل علي شرائها كل الفئات وان كان يقترح أن تكون هذه الحملة موجهة بشكل مكثف للمنتجات التي تواجه ندرة في السوق المحلي ونضطر إلي استيرادها كالتفاح والموز وان كان لا يستورد بكميات كبيرة. وفي نفس السياق يقول علي عيسي "رئيس الشعبة العامة للمصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية" إن الزراعة من أقل المنتجات المتأثرة بالمستورد وإذا كان المنتج يتواجد بشكل قليل وغير متوافر بالأسواق المحلية.. مضيفا أن المنتجات الزراعية المصرية لا تواجه أية تهديدات من نظيرتها المستوردة حيث إن الزراعة المصرية خاصة مجال الخضر والفواكه تستطيع أن تنافس بدون مساندة وتكتسح الأسواق بلا منازع واستغلال ميزة أن الاستيراد في هذا النشاط ضئيل جدا ويكاد يكون نادرا، فالزراعة في مصر تقدمت كثيرا وتحسنت أحوالها خلال السنوات العشر الماضية الأمر الذي انعكس إيجابيا علي منتجاتنا التي غزت الأسواق الخارجية بجدارة وحققت نجاحات متتالية. من جانبه يوضح د. حسن أبو بكر أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن ثقافة المصريين لابد وأن تتغير وتواكب مقتضيات العصر والتطور المتلاحق والسريع الذي يتطلب ضرورة التغيير لذلك لابد وأن يقف كل مصري جنبا إلي جنب بجوار منتج بلاده بحيث يشجعه ويدعمه ويعطيه الأولوية، مشيرا إلي أن الأوضاع الآن قد تغيرت ولكي يستطيع المنتج المصري أن يناقش المنتجات الأخري لابد وأن نعالج مشكلة الأسعار ونفك ألغازها حيث نري هجمة شرسة من قبل محدودي الدخل علي شراء المنتجات الصينية علي اختلاف أنواعها وفي جميع المجالات لرخص اسعارها بغض النظر عن جودتها أو مدي مطابقتها للمواصفات. وبالتالي يؤيد د. حسن اطلاق حملة مماثلة للمنتجات الزراعية تساندها حملة مماثلة لتوعية المواطنين وتغيير ثقافتهم والصورة الذهنية لديهم عن المنتج المصري، موجها نداء للمنتجين المصريين بأن يرحموا المواطنين من إلقاء المزيد من الأعباء من علي كاهلهم وتحميلهم فاتورة الغلاء في حين أن نفس المنتج في بلد آخر نجده أرخص مما هو موجود في مصر.. فكيف نشجع المنتج المصري وندعمه وهو غالي السعر.