اختتم وزراء خارجية حركة عدم الانحياز أمس الاجتماعات التحضيرية للقمة التي يفتتحها اليوم الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ بحضور 150 من قادة ورؤساء دول الحركة. وتم خلال الاجتماع اعتماد الإعلان الخاص بالقمة الذي أكدوا الالتزام بأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي كما يؤكد الإعلان علي تصميم الدول المشاركة علي تنشيط ودعم حركة عدم الانحياز علي الساحة الدولية باعتبارها المنبر الرئيسي الذي يمثل العالم النامي في مرحلة التعددية القطبية. وأكد البيان علي ضرورة التعامل الإيجابي مع جميع الأزمات والتحديات بما يحقق السلام والأمن الدولي والاستقرار علي أساس من حق الجميع في الأمن وإقامة عالم خالي من الأسلحة النووية، وأكد البيان علي تعهد دول الحركة بالعمل علي اتخاذ خطوات ملموسة من أجل حث الدول الكبري علي تنفيذ تعهداتها بالتخلص من السلاح النووي. كما أكد الإعلان علي إعطاء دفعة لقضايا المناخ والاتجار في البشر ومكافحة الإرهاب بجميع صوره وتعزيز الحوار بين الحضارات والأديان واحترام التنوع ومعارضة جميع محاولات فرض ثقافة واحدة. ويؤكد مشروع إعلان شرم الشيخ علي ضرورة وجود دور مركزي للأمم المتحدة من خلال الجمعية العامة للتعامل مع تأثيرات الأزمة المالية العالمية وضمان حق الدول النامية في إصدار التشريعات الخاصة بها للمواجهة.. وفيما يتعلق بالأمن الغذائي أكد الإعلان علي أهمية تعزيز التعاون الدولي والتنسيق مع منظمات الأممالمتحدة من أجل ضمان توفير الأمن الغذائي. كما أكد الإعلان علي تشجيع دور المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الأهلية لتنفيذ البرامج التنموية مع الالتزام بمبادئ المسئولية الجماعية. وفي الشأن الفلسطيني أكد الإعلان التزام الدول الأعضاء بالمواقف الداعمة للشعب الفلسطيني وتكثيف الجهود لتحقيق تسوية سلمية عادلة، كما أكد علي دعم الحركة لمنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ودعا الإعلان المجتمع الدولي للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة. وصرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بأن القمة تعقد تحت شعار السلام من أجل التنمية وهو مستوحي من أحد أهم مبادئ الدبلوماسية المصرية وبالتالي جاء شعار الحركة ليعكس المبدأ المهم الذي تؤمن به الدبلوماسية المصرية وأن مصر تؤمن أيضا بأهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والتنمية وستعمل مصر بمنتهي الجدية من أجل تحقيق هذا المبدأ وتحقيق أهداف الحركة خلال فترة رئاستها. وقالت السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات والهيئات الدولية ان الاجتماع الوزاري الذي بدأ أمس الأول وترأسه السفير أحمد أبو الغيط وزير الخارجية كان مناسبة جيدة لطرح نقاط تهم مصر وتهم الدبلوماسية المصرية خاصة فيما يتعلق بالتعاون في الإطار متعدد الأطراف ونقصد به الأممالمتحدة والأنشطة الدولية المرتبطة بالمنظمة وأن وزير الخارجية كان واضحا في هذا الخصوص. وأشارت نائلة جبر إلي أن هذه القمة تنعقد في توقيت مهم جدا والذي تتولي فيه مصر رئاسة الحركة مما يعزز من التواجد المصري في بعثتنا في نيويورك لقيادة العمل في إطار الأممالمتحدة، وقالت إن الوزير أبو الغيط أكد علي تمسك مصر بالحفاظ علي مبادئ الحركة وتعزيز دورها وتنشيطه لكي تستطيع في الفترة القادمة ان تضطلع بدورها كاملا في إطار الأممالمتحدة وفي الأجهزة المتخصصة. وأوضحت أن كل المداخلات التي دارت خلال الاجتماع الوزاري كانت في اطار محدد وهو التضامن من أجل التنمية كما تحدث لمشاركون في موضوعات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وأزمة الغذاء وجميع الأنشطة الدولية الاخري وكيفية تفعيل دور الحركة. ومن ناحية أخري اشارت "نائلة جبر" إلي أن قمة السيدات الأوليات سوف تعقد اليوم "الأربعاء" بالتوازي مع قمة الرؤساء وفي نفس الإطار. وقالت بما أن قمة عدم الانحياز تدور حول التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية فقد رأت السيدة سوزان مبارك ان تشارك المرأة وتعقد اجتماعا غير تقليدي لتبادل الأفكار والرؤي حول تعزيز دور المرأة في المجتمعات النامية من أجل تحقيق الأهداف التنموية. وقالت ان هناك 30 مشاركة سوف تحضر الاجتماع غداً بالاضافة إلي أربع منظمات دولية وحرم أمين عام منظمة الأممالمتحدة. ومن جانبه أكد وزير خارجية الهند ترقب بلاده بقيادة مصر لحركة عدم الانحياز خلال السنوات الثلاث المقبلة. مشيرا إلي أن الهند ستقدم الدعم اللازم لمصر لتحقيق أهداف الحركة ومن بينها تعزيز التعاون بين دول جنوب - جنوب وقال في تصريح ل "العالم اليوم" ان بلاده ومصر تنظران باهتمام كبير لحركة عدم الانحياز باعتبارهما لهذه الحركة التي كانت أداة مهمة علي الساحة الدولية لاحتواء الحرب الباردة واوضح ان الهند تؤمن بأهمية دعم الحركة وتطورها وبخاصة من هذه الأوقات الحرجة بحيث تتناسب أهدافها دائما مع جميع التحديات والتغيرات واكد وزير خارجية الهند التزام بلاده بتعزيز التعاون بين دول الجنوب وبعضها البعض مشيرا في هذا الخصوص إلي ان بلاده خصصت 5.1 مليار دولار لدعم تعاون جنوب - جنوب كما تسهم بدور تعزيز القدرات البشرية للدول النامية خاصة في مجال نقل التكنولوجيا من أجل تحسين مستوي المعيشة.