إسرائيل تؤجج تصعيد التهديد ضد ايران بسبب ملفها النووي "نتنياهو" جعل الملف اولوية يجب اجتثاثها، وبالتالي باتت الاولي بالاعتبار قبل أي قضية أخري بما فيها قضية السلام في المنطقة.. وهذا ما أكده وأعلنه جهرا في لقائه مع أوباما في 18 مايو الماضي، والاكثر من هذا انه مارس الكذب في محاولة لمنح الانطباع بان هناك قلقا إسرائيليا عربيا مشتركا إزاء الملف النووي الايراني.. ساق هذه الرؤية المضللة في أعقاب لقائه بالرئيس مبارك 11 مايو ، ملك الاردن 14 مايو، ولن يكن هذا يمثل الحقيقة. ** أكذوبة نتنياهو استغل نتنياهو الموقف اكثر فكان ان حشر دول الخليج في نفس الموضوع من خلال منح الانطباع بان السعودية أعطت اسرائيل موافقة ضمنية علي ان تحلق طائرتها في الاجواء السعودية إذا ما نفذت طلعات جوية لضرب المنشآت النووية الايرانية وهو ما نشرته صحيفة "الصنداي تايمز" في الخامس من يولية الحالي، فضلا عن مصادر اسرائيلية لقد أراد نتنياهو بكذبه توريط العرب في أمر كهذا واتخذه سبيلا لاقناع امريكا بان الخيار العسكري ضد إيران هو رغبة إسرائيلية عربية مشتركة، ولهذا لم يكن غريبا بعد ذلك ان يدلي "جوبايدن" نائب أوباما بتصريحات غريبة وغير مسبوقة تدعم الخط الاسرائيلي ولا تتفق مع الخط الذي أعلنته إدارة أوباما من قبل باستخدام الخيار الدبلوماسي والحوار مع ايران. ** "بايدن" وعلامة استفهام؟ مضي "بايدن" يتحدث عن ان اسرائيل دولة ذات سيادة ولها الحق في ان تفعل مع إيران ما تراه مناسبا، وان أمريكا لن تقف بوجه اسرائيل في الخيار الذي تتبناه إذا كان ذلك يصب ايجابا في مصلحة اسرائيل ويؤدي إلي وقف التهديد النووي الايراني. الامر الذي فهم منه تمهيد الارضية للتعبئة ضد إيران بما ينبئ باحتمالات قوية في ان تكون العدة قد اكتملت لتسديد ضربة عسكرية إلي إيران. ** مخاوف ساركوزي؟ أما "ساركوزي" الذي ظهرمناوئا لإيران في اكثر من جبهة فلقد خرج بتصريحات مفاجئة علي هامش قمة مجموعة الثماني التي اختتمت في العاشر من يولية الحالي عندما حذر من توجيه اسرائيل منفردة ضربة عسكرية ضد ايران مؤكدا أن هذا لو حدث سيكون كارثة حقيقية وان علي اسرائيل ان تدرك انها لسيت وحدها في هذا الامر، وعليها ان تتعامل بهدوء، ولا شك ان فرنسا بذلك تدرك ان الكارثة ستعم علي المنطقة برمتها ولن تقتصر علي ايران فقط، ذلك ان طهران لن تقف مكتوفة الايدي إذا ما ضربت وإنما ستبادر بالرد وسيكون ردها حاسما تضار من جرائه دول الخليج وكذلك القواعد العسكرية الاجنبية المنتشرة في المنطقة، بالاضافة إلي الضرر الذي سيلحق باسرائيل. ** تطمينات أمريكا لإسرائيل..! المفارقة ان القلق دوما مبعثه إيران، فلقد سارع الغرب الذي تقوده الولاياتالمتحدة فأبدي قلقة حيال ايران وجهودها لتطوير صواريخ بالستية ونووية، غير ان القياس يكون مع الفارق بالنسبة لاسرائيل التي تتسلح حتي الانياب سواء في مجال الاسلحة التقليدية أو غير التقليدية، ورغم ذلك لا أحد في الغرب يعتريه القلق حيال ترسانة إسرائيل النووية ولا حيال صواريخها متوسطة وطويلة المدي، أما أمريكا فلقد تباينت ردود فعلها، فعلي حين أعربت مؤخرا عن قلقها من التجربة الايرانية لاطلاق صاروخ متوسط المدي يبلغ مداه ألفي كيلومتر إلي الحد الذي حدا بأوباما إلي ان يعرب عن قلقه حيال جهود ايران لتطوير صواريخها البالستية والنووية فإنها بادرت فمنحت اسرائيل التطمينات حول استمرار إدارة أوباما في تمويل منظومة الجيل الثالث من صواريخ "جيتس 3" الاكثر من هذا أن أوباما طمأن نتنياهو في اللقاء الذي جمع بينهما في واشنطن في مايو الماضي بأن أمريكا ستظل محافظة علي طابع السرية الذي اتبعته مع إسرائيل. طوال عقود بالنسبة لما تمتلكه من أسلحة نووية وأنها لن تجبرها علي الإعلان عما لديها. ** ويظل النووي الإسرائيلي يحظي بالسرية.. خلافا لهذا جري عقد اجتماع بين مسئولين في وزارتي دفاع أمريكا وإسرائيل تم خلاله طمأنة إسرائيل علي أن يظل طابع السرية بالنسبة لملفها النووي قائما، ورغم ذلك كله ظل العالم الإسلامي عاقدا الأمل في أن تشرع إدارة أوباما وهي بصدد احتواء البرنامج النووي الإيراني أن تشرع في تبني سياسة جديدة ترتكز علي مطالبة إسرائيل بالكشف عن أسلحتها النووية السرية كخطوة علي طريق اخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وهي المبادرة التي كان الرئيس حسني مبارك قد دعا إليها منذ أوائل التسعينيات، بيد أن هذا لم ولن يحدث، والسبب أن الغرب الذي تتصدره أمريكا هو الأكثر حرصا علي أن يكون لدي إسرائيل الرادع النووي الذي يؤمن لها أن تكون هي الاستثناء في المنطقة دون منازع..! ** تفاهمات استراتيجية بين أمريكا وإسرائيل.. جاء "نتنياهو" علي رأس حكومة يمينية متطرفة ليشرع في تأجيج حرب حقيقية ضد الملف النووي الإيراني، فنتنياهو لم يكن راضيا عن مسار "أيهود أولمرت" في خلال السنوات التي اضطلع فيها بالمسئولية ويري أنه أخفق في مواجهة تطوير البرنامج النووي الإيراني، أما ما شجع "نتنياهو" علي المضي قدما في سياسته المتطرفة فهي العلاقات الحميمية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة التي مازالت ملتزمة بأمن إسرائيل الأمر الذي أكده "أوباما" ل "نتنياهو" خلال زيارته لواشنطن حيث تم التوصل إلي تفاهمات استراتيجية فيما بينهما. ** ملف التسليح أولا.. إسرائيل اليوم لا تلقي بالا إلي عملية السلام في المنطقة سواء علي الجبهة الفلسطينية أو السورية أو اللبنانية، وكل ما تركز عليه هو دعم أمنها من خلال تحديث ترسانة أسلحتها، ولعل أحدث صفقة تسعي اليوم إلي اتمامها مع البنتاجون تتضمن 25 مقاتلة شبح "إف 35" وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تطورا في العالم، وستسمح لإسرائيل بالتوقف تدريجيا عن استخدام طائرات "إف 15"، "إف 16". الجدير بالذكر أن كلا من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع الإسرائيلية قد توصلتا إلي تفاهمات بشأن قضايا رئيسية كانت تشكل جوهر الخلافات بين الجانبين لاسيما المتعلقة بإضافة أنظمة حربية ألكترونية إسرائيلية الصنع علي الطائرة.