تم مهاجمة التحليل الفني والمحللين الفنيين كونهم كانوا متشائمين بشأن السوق في فترات كثيرة من عام 2008 وهم دائما وأبدا في دائرة الضوء والاهتمام مع كل هبوط وصعود للسوق.. حول التحليل الفني كان هذا الحوار مع دعاء فهمي عضو مجلس إدارة الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين. * هل النظرة المتشائمة عندما يكون هناك هبوط بالفعل يعد سلبيا أم ايجابيا؟ ** عندما يكون اتجاه السوق هابطا فمن الأفضل أن تكون أكبر نسب من السيولة خارج السوق وضرورة تفعيل وقف الخسارة والدخول في حال تغير هذا الاتجاه إلي صاعد، لا لمجرد نظرة تشاؤمية وإنما لحماية رؤوس الأموال من التآكل بسبب هبوط السوق مع العلم بأن ما يفعله أي محلل سواء فنيا أو ماليا هو تحليل المعطيات التي أمامه والمحلل الفني يحلل تحركات الأسعار وتدفقات السيولة داخل السوق والقطاعات المختلفة كذلك نفسية المتداولين التي تتم من خلال أدوات متقدمة في مجال التحليل مثل مؤشرات التفاؤل والتشاؤم وأخيرا من خلال دراسة الدورات الزمنية الموسمية وغير الموسمية والتي تبين لنا الأوقات التي من المتوقع تفوق أداء قطاعات دون غيرها ومن خلال الدمج بين الأدوات المختلفة يتوصل إلي توقع لاتجاهات السوق منها ما يصيب ومنها ما يخطئ. المهم أن يكون معدل الصواب يتعدي الخطأ، وعالميا المحلل الفني الجيد هو من يصيب بنسبة تتراوح بين 75 80%، أقل من ذلك يمكن أن يزيد معدل المخاطرة علي العميل لأن العميل في أغلب الأحيان لا يأخذ بجميع التحليلات والتوصيات وإنما التي تتوافق مع رأس ماله ومستهدفاته ونفسيته وطريقة تداوله أسلوبه في إدارة استثمارته وعودة إلي فكرة التفاؤل والتشاؤم، فبصفة عامة يفضل المستثمرون ما يسمونه بالنظرة المتفائلة وتوقع الصعود لأن في معظم الأحيان يكونون هم بالفعل داخل السوق بمعظم السيولة المتوفرة لديهم ومثل هذه النظرة تتوافق مع أهوائهم الشخصية والتي لا تمت للتحليل بأي دخل. التفاؤل والتشاؤم * هل هناك محلل متشائم وآخر متفائل؟ ** لا يمكننا أن نقول إن هناك محللا متفائلا أو متشائم أو تحليلا متفائلا أو متشائما وإنما هناك ظروف سوق صاعدة وهابطة والمحلل المتفائل في السوق الهابط أكثر ضررا من المحلل المتحفظ في اتجاه هابط أو في صعود مؤقت. لأن اضاعة فرصة بالسوق لا تحمل العميل مخاطره لأن فرص أسواق المال لا تنتهي ولكن التواجد والتفاؤل في اتجاه هابط سيتطلب الصبر أعواما لتعويض ما خسره العميل من خلال التفاؤل غير المبرر. كما أنه في بعض الأحيان يفضل المحللون الفنيون الاختفاء عن الانظار في فترات الهبوط حتي لا يتهموا بمحاولة التسبب في احداث هبوط بالسوق أو بأن يقابل المستثمرون نصيحته لهم بفكرة التفاؤل والتشاؤم التي لا تمت إلي العلم بصلة وإنما بطبيعة نفسية المتداولين من التعلق بالسوق وتأثيره الشديد علي بعض منهم لدرجة التأثير علي حياتهم الشخصية. فالمحلل يجب أن يكون صاحب رؤية حيادية، ما يراه ويحلله هو ما ينطق به وليس ما يتمناه هو أو المستثمرون أن يسمعوا منه. نظرة المحلل * نفهم من ذلك أنه ليس هناك محلل متفائل أو متشائم، ولكنها ظروف السوق التي تحكم نظرة المحلل علي السوق؟ ** نعم وعلي سبيل المثال، في حال أن اتجاه السوق هابط وأعطي السوق اشارة بيع في المدي القصير مثلما حدث مع السوق المصري عند مستوي 11200 ثم المدي المتوسط والطويل عند 10300 وأخيرا 9200 نقطة، النظرة المتشائمة في هذا الوقت نظرة سليمة حيث إنها مكنت المستثمر من حماية رأس ماله من الهبوط القوي التي تلي كسر هذه المستويات ووصوله إلي أسعار متدنية جدا. كما أن السوق المصري أعطي أول اشارة شراء علي المدي القصير مع حاجز 4050 نقطة لأعلي ومن بعدها علي المدي المتوسط مع كسر حاجز 4800 نقطة لأعلي ومن هذه المستويات تحرك السوق ما يزيد علي 30 40% لأعلي. المحلل المتشائم بعد كسر مستوي 4050 لأعلي يكون علي خطأ "في المدي القصير" ولكن أحب أن أنوه عن أمر مهم وهو أن أكثر نسب أرباح يحققها المستثمرون هي التي تأتي عندما يكون الاتجاه العام للسوق صاعدا وليس المدي قصير ومتوسط الأجل فقط لأن السوق عندما يكون في اتجاه عام صاعد، هذا يعني أنه من المتوقع أن يكسرأعلي مستويات حققها خلال اتجاهه الصاعد السابق وليس مجرد الصعود لاختبار مستويات مقاومة رئيسية ويعاود منها الهبوط مرة أخري حينما يكون الاتجاه العام هابطا وقصير الأجل هو الصاعد فقط.