نجاح أي خطة حكومية أو الحكم بالإيجاب علي أداء حكومة ما يقاس بمدي رفع مستوي معيشة المواطن وتخفيف الأزمات وتحسين الخدمات بل وتحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع. والسؤال الآن: هل حققت حكومة د. نظيف بعد حوالي 5 سنوات من تكليفها البنود التي وردت في خطاب التكليف ولاسيما في رعاية محدودي الدخل؟ وأيضا هل الوعود التي جاءت في البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك تحققت والتي كانت تهتم في المقام الأول بتوفير فرص عمل للعاطلين وإقامة مساكن وتحسين الخدمات والحد من معدلات الفقر وزيادة الاستثمارات؟ أم أنه أصبح الاهتمام في الظاهر بطبقة الأثرياء فقط؟ بداية يقول حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن الوضع الاجتماعي حدث فيه تراجع كبير فزادت معدلات الفقر والبطالة واعترفت الحكومة بذلك، مشيرا إلي أن فكرة حكومة رجال الأعمال أثبتت فشلها وأثرت علي البعد الاجتماعي في المجتمع. ويوضح أبو سعدة أن ما ينشر بالصحف يوميا من قيام الحكومة بتوفير 50 مليار جنيه لاستصلاح الأراضي وتوزيعها علي فئات محدودة الدخل لم يحدث بل حدث العكس أن هذه الأراضي تذهب لكبار رجال الأعمال، مضيفا أن البعد الاجتماعي يتحقق وهو توفير مليون فرصة عمل للخريجين، حتي أن كادر المدرسين لم يحقق الأهداف المرجوة منه بحيث يحصل أقل مدرس علي ألف جنيه مرتب بعد وضع امتحانات وشروط تعجيزية حتي يخفضوا أعداد المدرسين التي تحصل علي الكادر، بل إن برنامج الألف مصنع، واستصلاح مليون فدان كل ذلك لم نراه يتحقق. الألف مصنع ويري رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن الحكومة فشلت في تحقيق أدني مستوي معيشي للمواطن، وهذا يؤكد أن الحكومة استخدمت أفكارا خاطئة وانها انحازت لطبقة الأغنياء في الوقت الذي وضعت شروطا قاسية للشباب في مشروع "ابني بيتك" وتعرض بعض الشباب لعمليات النصب والاحتيال في حين تعطي رجال الأعمال والأغنياء أراضي بالملايين وبلا شروط حسب وجهة نظره. حكومة تحالف ويطالب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بضرورة وجود حلول عاجلة عن طريق الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني من أجل العمل علي معالجة قضية مكافحة الفقر ومساعدة الفئات المهمشة والضعيفة. ابني بيتك ويتفق المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الأسبق مع أبو سعدة فيما يتعلق بحقوق المواطن وما يحدث له في مشروع ابني بيتك علي سبيل المثال وتسليمه أرض بالقرعة متساءلا: كيف يبني 40 ألف شاب بيته ويستعين ب 40 ألف مقاول؟ وفي هذا المضمار أين الحكومة؟ ولماذا لا يكون هناك مقاول واحد هو الذي يبني للشباب؟ متعجبا من هذه الأفكار التي تضعها الحكومة والتي لا تحدث في أي ماكن بالعالم، وكيف يبني الشاب بيته والأرض سعرها مرتفع وكذلك مواد البناء الأساسية في ميعاد محدد؟ إذا كانت الحكومة تقول للشباب ابني بيتك فعلي وزارة الصحة أن تقول خذ بالك من صحتك وعالج نفسك بنفسك، وعلي وزارة التعليم أن تقول أيضا هات لابنك مدرسا خصوصيا وأجلس معه في البيت وعلم نفسك بنفسك. دور الدولة وأوضح الكفراوي إن دور الدولة كما نعرف انها تقدم الخدمات بحكم الدستور والقانون للمواطن مثل أي دولة في العالم منذ آلاف السنين، وعليها توفير الحد الأدني لمتطلبات الحياة، وليس كما نري ونشاهد الآن من اهتمامها ببناء الفيلات والقصور في مناطق الجولف وعلي حمامات السباحة والملاعب "الكومباوند" لكبار الأثرياء ورجال الأعمال، أما "الغلبان" فتقول له الحكومة ابني بيتك. ويؤكد المهندس الكفراوي أن ما يحدث الآن غير مقبول ولا يتحمله العقل أو المنطق وغير مسبوق، متساءلا عن البرنامج الذي جاءت به الحكومة وتعمل به فمن أين أتت به، وإذا كانت لا تعرف الطريق عليها أن تفتح الإنترنت وتأتي ببرنامج صحيح تستفيد منه.