حذر محللون من أن مخاطر إفلاس شركتي جنرال موتورز وكرايسلر الأمريكيتين لصناعة السيارات لاتزال عالية حتي في حال حصولهما علي قروض حكومية بأكثر من عشرين مليار دولار. وكانت وزارة الخزانة وافقت علي منح الشركتين 17،4 مليار دولار، في خطوة تهدف لتفادي انهيارهما. وبسبب وضعهما المالي الذي ضاعف من حدته ركود الاقتصاد الأمريكي، اضطرت إدارتا جنرال موتورز وكرايسلر إلي الاستغناء عن آلاف العمال والموظفين وتقليص الإنتاج. وباتت الشركتان منذ أشهر علي شفا الافلاس بينما يغرق الاقتصاد الأمريكي أكثر فأكثر في الركود جراء الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة علي مستوي العالم كله. وتقول جنرال موتورز وكرايسلر إنهما ستتمكنان من العودة إلي جني الأرباح لو رفعت الحكومة مبالغ القروض المخصصة لهما في إطار خطة التحفيز الاقتصادي إلي 21،6 مليار دولار. وقال بروس كلارك العضو بمجموعة مودي لخدمات الاستثمار أنه رغم منح جنرال موتورز وكرايسلر مبالغ طارئة معتبرة، فإن الاحتمال لايزال كبيرا للجوء إلي الفصل الحادي عشر (المتعلق باشهار افلاس الشركات) وتطبيقه علي شركة (أمريكية) أو أكثر لصناعات السيارات. وتقدر مودي (وهي وكالة متخصصة في الاقراض) احتمال لجوء الحكومة إلي اشهار افلاس الشركتين بهدف حمايتهما من الدائنين بنسبة 70%. مجهته توقع افراييم ليفي المحلل بمعهد ستاندارد اند بور اكوتي للأبحاث أن تتسجيب الحكومة لطلب جنرال موتورز للحصول علي قروض إضافية. وقال ليفي "هناك احتمال كبير للافلاس خاصة في ظل اقتصاد هش" محذرا من أنه لا توجد ضمانة لكي تسير خطط إعادة الهيكلة الشاملة لقطاع السيارات بالولايات المتحدة في الوقت الراهن. وكان رئيس وزراء ولاية شمال الراين وفستفاليا الألمانية يورجن روتجرز قد صرح في ديترويت بعد مباحثات أجراها مع رئيس جنرال موتورز ريك واجونر، بأن الشركة الأمريكية لا تعتزم غلق أي من مواقع شركة أوبل في ألمانيا. علي صعيد آخر قالت شركة بي واي دي الصينية لصناعة السيارات أنها تطمح لأن تصبح أول مصنع عالمي للسيارات التي تعمل بالكهرباء، في وقت يزداد فيه مؤيدو استخدام طاقة تحمي البيئة بدلا من المنتجات النفطية كالبنزين والمازوت. وتأسست بي واي دي قبل 14 عاما ويقع مقرها الرئيسي الآن في شينزن جنوب البلاد. وتطمح الشركة التي شجعها الاقبال المتزيد علي السيارات الكهربائية لدخول الأسواق الأوروبية والأمريكية سنة 2011. وتوقع مسئول بالشركة أن تشهد السنوات العشر المقبلة تحولا كبيرا باتجاه استخدام السيارات التي تعمل بالكهرباء. ووفقا للمسئول ذاته فإن هذا التحول سيكون بوتيرة أسرع مما هو متوقع.