الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي خرج عن هدوئه المعتاد واتخذ موقفا متشددا عبر فيه عن تعاطفه الكامل مع شعب غزة وما تعرض له من اعتداءات إسرائيلية قتلت النساء والأطفال ودمرت البنية الأساسية من المرافق والمنشآت. فالبرادعي قرر إلغاء مقابلاته التليفزيونية التي كان مفترضا أن يجريها مع هيئة الإذاعة البريطانية.. البي بي سي احتجاجا علي رفضها بث نداء إنساني لجمع التبرعات من أجل ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. والمتحدثة باسم الوكالة ميلسيا فيلمنج قالت إن البراعي ألغي المقابلة بسبب رفض إدارتها بث نداء لجنة الطوارئ لمواجهة الكوارث، مضيفة أن البرادعي يري في قرار المحطة مخالفة لأبسط قواعد الإنسانية ألا وهي مساعدة ضحايا نزاع بغض النظر عن الجهة المحقة أو المخطئة. والموقف رائع ونبيل ويستحق التنويه والإشادة من محمد البرادعي الذي أدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكفاءة واقتدار ونال ثقة واحترام المجتمع الدولي رغم أن فترة عمله شهدت أزمات عاصفة وضغوطا أمريكية متعددة من أجل أن تأتي تقارير الوكالة في بعض القضايا مثل امتلاك إيران السلاح النووي مطابقة للسياسات والأهواء الأمريكية. أما موقف هيئة الإذاعة البريطانية فهو موقف لا يختلف كثيرا عن مواقفها المناصرة والمتعاطفة مع إسرائيل علي حساب القضايا العربية، وهو موقف لا ينبع من البي بي سي كهيئة إعلامية وإنما هو انعكاس لمواقف الخارجية البريطانية التي تمثل البي بي سي أحد روافدها. ويكفي أن الهيئة قد تلقت أكثر من عشرة آلاف اتصال غاضب من مستمعين أو مشاهدين يحتجون علي قرار الهيئة بعدم بث النداء الإنساني علي الرغم من أن عددا أخر من المحطات التليفزيونية والصحافة البريطانية قد قام ببثه ونشره عدة مرات. إن مارك تومسون مدير عام المحطة أكد أن الأخيرة لن تتراجع عن قرارها بعدم بث النداء ونحن نقول إن المحطة هي الخاسر الأكبر من ذلك، فقد فقدت الكثير من مصداقيتها وحياديتها، وهو أمر كانت في حاجة إليه حتي يمكن أن تظل في المنافسة.. [email protected]