دخل الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سجال كلامي مع السفير الإسرائيلي لدى الوكالة الذي اتهمه بالانحياز في التحقيق حول الأنشطة النووية السورية المشتبه بها على حد تعبيره. واتهم السفير الإسرائيلي لدى الوكالة إسرائيل يوم الخميس البرادعي بالانحياز خلال نقاش حول الملف السوري أثناء اجتماع مجلس حكام الوكالة الذي يضم 35 عضوا. وحث المندوب الإسرائيلي البرادعي على تجنب ما سماه ب"الانحياز السياسي في التعامل مع الملف النووي السوري". وكان البرادعي قد عبر باستمرار عن أسفه لأن الدولة العبرية شنت ضربتها ضد الموقع النووي السوري في دير الزور المشتبه فيه بشكل أحادي الجانب حتى بدون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسبقا بشبهاتها. وقال المندوب الإسرائيلي في تصريحات له إن "إسرائيل ردت في الوقت المناسب وبنية حسنة على السؤال الذي وجه إليها بخصوص مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في موقع المفاعل النووي في دير الزور". وقد عثر على جزيئات اليورانيوم في موقع دير الزور ، فيما تقول دمشق إن مصدرها القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير المبنى. وتابع السفير الإسرائيلي قائلا "بالتالي ، فإن الدعوات المتكررة من قبل المدير العام لإسرائيل للتعاون في هذا التحقيق لا معنى لها" ، متهما البرادعي "بمهاجمة إسرائيل علنا". وأثارت هذه التصريحات استياء البرادعي كما قال الدبلوماسي ، وكرر القول إن موقف إسرائيل "محرف بالكامل". وقال البرادعي "نحن لا نتصرف بشكل انتقائي لكن بالطريقة نفسها مع الجميع .. نحن نطبق القانون الدولي .. وحين قصفت إسرائيل ما قالت إنه منشأة نووية فإنها لم تعرقل فقط عملنا ، وإنما انتهكت بشكل واضح القانون الدولي". وأضاف "نقدر قيامكم بوقف إلقاء العظات علينا" ، في وقت أن إسرائيل "ليست حتى عضوا في نظام" التحقق من المنشآت النووية ، في إشارة إلى أنها غير موقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وكانت سوريا محور النقاشات في اليوم الرابع لاجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتتهم واشنطن وإسرائيل دمشق بإمتلاكها لمفاعل نووي سري ، وهو الأمر الذي تنفيه سوريا ، قائلة إن الموقع هو مبنى عسكري مهجور.