اجتمع مئات الملايين امام شاشات التليفزيون يشاهدون تتويج باراك حسين اوباما رئيسا لامريكا.. في احتفالية غير مسبوقة من حيث عدد المشاركين فيها والذي تجاوز المليوني انسان وبين طقوس تعكس حضارة شعب وتؤكد معني الديمقراطية الحقيقية استقبل الشعب الامريكي رئيسه الشاب القادم من احراش افريقيا ليؤكد طبيعة مجتمع كان دائما يسعي لان يكون وطنا للجميع.. في احتفالية راقية في كل شيء دخل الرئيس اوباما مع زوجته وابنتيه كان واثقا وهو يمشي ويتحدث ويصافح الضيوف.. ولا شك ان في الرئيس الجديد مجموعة اشياء كانت واضحة.. نحن امام رئيس يثق في قدراته بدرجة كبيرة.. وهو رئيس علي درجة عالية من الثقافة.. وهو يتحدث بلغة سهلة ويستطيع ان يعبر عن افكاره بسهولة.. وهو قارئ جيد لتاريخ الوطن الذي حمل اسمه.. ثم انه في اول خطاب له بعد توليه السلطة كان حريصا علي ان يؤكد الجوانب الاخلاقية التي يؤمن بها ويعتقد انها كانت من ثوابت المجتمع الامريكي.. تحدث عن الاديان وسماحتها.. وتحدث عن الشعوب واختلاف ثقافاتها.. وتحدث عن دور امريكا القوة الناعمة بثرائها وتقاليدها وحرية شعبها.. وتحدث عن مشاكل المواطن الامريكي ابتداء بالبطالة وانتهاء بالتأمين الصحي.. وطرح بمنتهي الصراحة الازمة الاقتصادية ولم يقدم لشعبه مجموعة من الاحلام الوردية ولكنه اكد ضرورة العمل وان امريكا بشعبها وقدراتها تستطيع ان تتجاوز هذه المحنة.. ولم ينس علاقات امريكا بالعالم بكل توجهاته.. لم ينس العالم الاسلامي واكد دعوته للحوار وان علي الاطراف الاخري ان تعمل وان تشارك في صنع مستقبل افضل.. ولم ينس ان يشير ولو من بعيد إلي النظم الاستبدادية في العالم الثالث وحملها مسئولية مشاكلها وأزماتها وانه من الضروري ان تعمل شعوب هذه الدول لكي تتجاوز هذه الازمات، واشار الي دور العلم في تقدم الشعوب وان علي امريكا ان تكمل مسيرتها في هذا الاتجاه.. كان اوباما مقنعا وهو يستعرض افكاره امام شعبه.. وكان اجمل مافي مشهد التتويج رؤساء امريكا السابقين وهم يشاركون في تنصيب رئيس جديد.. الرؤساء كارتر وبوش الاب وكلينتون وبوش الابن والرئيس الجديد باراك اوباما خمس رؤساء علي قيد الحياة ادي كل واحد منهم دوره.. وهناك من يتسلم الراية ليكمل المشوار.. وهذه هي الديمقراطية.