العالم كله في انتظار انتهاء السنوات العجاف الثمانية في 20 يناير القادم عندما سيغادر الرئيس الأمريكي جورج بوش البيت الأبيض. والشعب الأمريكي قبل غيره يتطلع لرحيل هذا الرئيس الذي يحظي الآن بنسبة تأييد شعبي قياسية الانخفاض. وقبل أن يغادر الرئيس بوش البيت الأبيض فإنه يداوم هذه الأيام علي تقديم الاعتذارات العلنية عن أخطائه وهفواته الكثيرة أثناء سنوات قيادته للعالم. وفي آخر مقابلة تليفزيونية أجرتها شبكة "إيه. بي.سي" معه فإنه قال إن أشد ما يؤسفه في فترة رئاسته هو معلومات المخابرات الخاصة بأن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل..! ومن قبل اعتذر علي تصريحات أدلي بها خلال الحرب التي شنتها بلاده علي الإرهاب مثل عبارتي "مطلوب حيا أو ميتا" التي أشار خلالها لأسامة بن لادن و"عليكم بهم" التي أشار فيها إلي العناصر المسلحة في العراق. وهو اعتذار بالقطع لن يغير شيئا من الواقع المرير الذي أوقع فيه بوش العالم والذي كلف دافعي الضرائب في أمريكا تكاليف الحرب التي وصلت إلي 600 مليار دولار إلي جانب مقتل 2400 جندي أمريكي بينما مازال أسامة بن لادن حرا والملا عمر زعيم طالبان بعيدا عن متناول قواته وبدأت طالبان في العودة لأفغانستان وأطل الإرهاب بوجهه من جديد في الهند..! ويأبي بوش أن يغادر البيت الأبيض قبل أن يتحفنا برواية جديدة تكشف افتقاره للفهم السياسي لقضايا العالم ولطبيعة كل منطقة. فقد كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس بوش يري أن إسرائيل تعرض علي سوريا هضبة الجولان دون أن تأخذ أي شيء في المقابل! فقد التقي بوش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في البيت الأبيض في الأسبوع الماضي وبعد قيام أولمرت بإطلاع بوش علي نتائج المحادثات غير المباشرة مع الرئيس بشار الأسد تساءل بوش: لماذا تريد إعطاء الأسد هضبة الجولان دون مقابل، وقال أولمرت إن الجولان ستكون مقابل تغيير في التحالفات الاستراتيجية الإقليمية بضم سوريا إلي التحالف مع الأردن وتركيا ومصر بدلا من الاصطفاف مع إيران وحزب الله وحركة حماس، وكيف أن أهمية سوريا تنبع من موقعها في وسط هذين المحورين وأن من شأن ذلك ..!