اعتذر الرئيس بوش للرئيس محمود عباس انه لن يستطيع تنفيذ وعده بإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية هذا العام وقبل رحيله النهائي عن البيت الأبيض ولا يستطيع الرئيس محمود عباس غير أن يقبل الاعتذار فليس لديه أي شيء آخر.. وكل العقلاء كانوا يدركون أن الرئيس بوش لن يفعل شيئا للقضية الفلسطينية فقد كان موقفه واضحا من البداية عندما رفض من أول سنوات حكمه أن يلتقي بالزعيم الراحل ياسر عرفات.. وكان واضحا من البداية تعاطف الرئيس بوش مع إسرائيل، واتضح ذلك في موقفه من حماس. إن الرئيس بوش يتحمل مسئولية الوقيعة بين فتح وحماس وشق الصف الفلسطيني، وهو أيضاً يتحمل مسئولية الاعمال الوحشية التي قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين ويتحمل مسئولية الجدار العازل بل انه يتحمل مسئولية خداع السلطة الفلسطينية وعشرات اللقاءات والوعود التي قدمها للرئيس محمود عباس ولم ينفذ منها شيئاً علي الاطلاق والآن ومع نهاية حكمه وبعد ثماني سنوات كاملة يعتذر الرئيس بوش بأنه لا يستطيع الآن اعلان قيام دولة فلسطين وعلي الشعب الفلسطيني ان ينتظر الرئيس الأمريكي القادم وثماني سنوات أخري.. ورحلة من الوعود والأوهام.. لقد كان الرئيس بوش أكثر الناس حرصا علي ضرب المقاومة الفلسطينية واجهاضها واستخدم في ذلك عناصر فلسطينية وعربية واكتفت السلطة الفلسطينية بوعود الرئيس بوش وقد ضاعت كلها في الهواء.. هل كان الرئيس بوش علي حق وهو يضع حزب الله وحماس في قائمة الإرهاب هل كان علي حق وهو يصمت علي العدوان الاسرائيلي علي لبنان.. هل كان علي حق وهو يفرض العقوبات علي سكان غزة ويطالب العالم بتجويع الشعب الفلسطيني.. كل ما قدمه الرئيس بوش للرئيس الفلسطيني في آخر لقاء بينهما مجرد اعتذار وكأنه اعتذار عن حفل عشاء أو سهرة عائلية أو عيد ميلاد.. انه اعتذار عن كوارث لحقت بالشعب الفلسطيني يتحمل الرئيس بوش وحكومته مسئوليتها أمام التاريخ.