مسلسل الانهيار مازال هو عنوان البورصة المصرية ولم تفلح عمليات الصعود المتباطئ للأسواق العالمية في التأثير إيجابا علي المؤشرات في مصر خاصة أن الارتفاعات المتذبذبة التي تشهدها الأسواق الدولية لم تكن كافية لاقناع المستثمرين في مصر بأن هناك ارتفاعا مشابها قادما للبورصة المصرية. وحسب الخبراء والمحللين الفنيين بالسوق المصري فإن الحالة النفسية السيئة التي تواجه المستثمرين بالسوق المحلي أوجدت تزايد المبيعات وتفوقها علي المشتريات وراحت تتقازف المؤشر الرئيسي للسوق وتدنو به دون نقاط الدعم التي لم تعد أيا منها رئيسية بل باتت جميعها عادية وكسرها من السهل. ووفق المحللين فإن كسر المؤشر الرئيسي لنقطة 3700 يؤكد لنا أن السوق حتي الآن ليست لديه أي نقاط تعبر عن قاع الهبوط ولم يعد أحد يعلم متي سينتهي هذا المسلسل المظلم. وعجز المحللون عن توقع أي تحرك للبورصة في الفترة المقبلة مؤكدين أن ما يحدث أصبح "لغزا" يعجز الجميع عن فكه. رأي وائل جودة محلل فني وخبير أسواق المال، أن سبب التراجع المستمر في السوق المصري هو وجود بائع قوي لا يقابله مشتر، حيث إن الأجانب مازالوا يبيعون بشكل مستمر مما يأخذ السوق معه في اتجاه هبوطي، مع عدم وجود مشتر سواء مؤسسات أو أفرادا. لذلك فالبائع هو المتحكم في السوق حالياً. أشار إلي أن الأسواق حالياً مترقبة لداوجونز اليوم حيث تراجع يوم الخميس 500 نقطة ولكنه عوضهم يوم الجمعة وهو ما يعني أن الأسواق الخارجية غير مستقرة. أشار أننا مستمرون في الاتجاه الهابط ولكن اعتقد أن البيع سوف يتوقف ونسير في اتجاه عرضي لأنه من الصعب حدوث ردة صعودية سريعة. من جانبه أشار عبدالرحمن لبيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة سيتي تريد لتداول الأوراق المالية إلي أن هناك تراجع جماعي لكل الأسواق سواء العالمية أو العربية وليس مصر فقط موضحا أن تراجع السوق المصري اليوم مع صعود الأسواق العالمية بنسبة طفيفة ليس معناه أن السوق المصري خالف الأسواق ولا يمكن الحكم عليه في يوم واحد لافتا إلي أن الاتجاه العام لكل الأسواق هبوطي. وأرجع ذلك إلي أن هناك سببا قويا ورئيسيا مؤثراً علي جميع الأسواق وهي وجود كارثة اقتصادية عالمية، مؤكدا أنه يعد سببا كافيا لتراجع السوق المصري والأسواق الأخري. أوضح أن السوق كسر 4500 نقطة وكسر 3800 نقطة موضحا أنه ليس معناه أن هذه النقطة تعد قاع السوق فمن الممكن أن يقوم السوق بكسرها لأسفل أو لأعلي. أوضح أحمد العطيفي رئيس قسم البحوث بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية أن السوق يشهد حالة ضعف شديد في السيولة لافتا إلي أن ضعف السيولة هي أن البائع يحتاج إلي سيولة مما يؤدي إلي قيامه بالبيع بأي أسعار إضافة إلي أن المؤسسات لا تمتلك سيولة تمكنها من الشراء بل علي العكس فالمؤسسات تقوم بالبيع منذ فترة مما ساهم في ضغطها علي المؤشر إضافة إلي الأجانب أيضا الذين يقومون بالبيع. أوضح أن كل هذه الأسباب وراء تراجع السوق مما هو عليه الآن. أشار إلي أن المستثمرين يمرون بحالة قلق خاصة مما جعل بعض المستثمرين يقومون بالخروج قبل الإجازة خوفا من مزيد من التراجع كما حدث بعد إجازة عيد الفطر الماضي.