كتب راضي عبد الباري مصطفي الصباغ: في الوقت الذي تجاوزت فيه أسعار حديد التسليح 8 آلاف جنيه. توقع عدد من العاملين بسوق الأوراق المالية أن تشهد أسهم شركات الحديد ارتفاعاً خلال الفترة القادمة متأثرة بارتفاع أسعار الحديد حيث أكدوا أن الشركات المنتجة للحديد سوف تحقق أرباحاً ضخمة نهاية العام فسعر طن الحديد تضاعف في أقل من شهرين وبالتالي فأرباح الشركات سوف تتضاعف. وفي نفس الوقت أكدوا أن ارتفاع أسعار الحديد يرجع إلي احتكار بعض الشركات له وزيادة الطلب عليه في السوق المحلي بصورة كبيرة والتوسع العمراني في المدن الجديدة. من جانبه يؤكد مصطفي الأشقر المحلل المالي بشركة جراند انفسنتمت أن أسعار الحديد في السوق المحلي ارتفعت بصورة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة.. مشيرا إلي أن طن الحديد تجاوز 8آلاف جنيه نتيجة احتكار بعض الشركات لإنتاجه. ويضيف أن شركات الحديد سوف تحقق ارباحاً طائلة نهاية العام نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الحديد.. بالإضافة إلي أن أسهم شركات الحديد أكبر المستفيدين من هذا الارتفاع.. حيث توقع أن تشهد جميع أسهم شركات الحديد طفرات سعرية خلال الفترة القادمة خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار حديد التسليح. وفي نفس الوقت يؤكد الأشقر أن ارتفاع سعر الحديد سوف يعود بالإيجاب علي الشركات المنتجة له ويعود بالسلب علي شركات المقاولات والشركات العقارية.. حيث توقع أن يشهد القطاع العقاري حالة من الركود خلال المرحلة القادمة. ويتفق مع الرأي السابق كريم الدربي منفذ عمليات بشركة بريمير للأوراق المالية ويؤكد أن سهم شركات الحديد فرس الرهان خلال المرحلة القادمة.. مشيرا إلي أن نتائج أعمال الشركات سوف تحدث فيها طفرات كبيرة وهذه الطفرات سوف تعود بالإيجاب علي أسعار الأسهم وفي نفس الوقت يؤكد الدربي أن نتائج أعمال شركات الحديد خلال الربع الأول أظهرت تحسنا كبيرا في ربحية الشركات فبعض الشركات تضاعفت ارباحها وبالتالي فأسعار اسهمها سوف تتضاعف أيضاً. أكد أحمد العطيفي المحلل المالي أن ارتفاع أسعار الحديد مرتبط ارتباطا كبيرا بارتفاع أسعار مدخلات الحديد عالميا، ومن المعروف أن أسعار المدخلات ارتفع بشكل كبير وتعتبر مدخلات الحديد تمثل 75% من المنتج النهائي.. وأشار العطيفي إلي أن الاختلاف في بند التكاليف بالنسبة لشركات القطاع سوف يؤدي إلي ارتفاع الأرباح المحققة والتي ستظهر في نتائج أعمال الشركات التي من المتوقع ارتفاع أرباحها بشكل كبير خلال الفترة القادمة.. وأوضح أن الارتفاع في أسعار الحديد سيؤثر بالسلب علي قطاعات أخري من مدخلات صناعاتها مثل العقارات التي من المتوقع أن تحدث بها حالات ركود نتيجة الأسعار الجنونية التي ستظهر عليها الفترة الحالية والقادمة لعدم استكمال المشروعات تحت التنفيذ أو التي من المنتظر البدء فيها فعليا لاختلاف الأسعار بشكل واضح بعد الارتفاع الصاروخي للحديد الذي يمثل حوالي 15 و20% من تكلفة الوحدات السكنية. ونوه العطيفي إلي فتح باب الاستيراد لإحداث توازن بين العرض والطلب في سوق الحديد لحدوث ثبات في الأسعار. أكد عصام مصطفي رئيس قسم البحوث في شركة نماء لتداول الأوراق المالية أن الارتفاع الصاروخي في أسعار الحديد سيكون له تأثير إيجابي علي نتائج أعمال الشركات المنتجة للحديد ولكن ليس بالصورة المبالغ فيها نتيجة الارتفاع أيضا في مدخلات الحديد وتعتبر المدخلات العنصر الأساسي في صناعة الحديد نتيجة الاستحواذ علي حوالي 75% من الصناعة. وأشار مصطفي إلي أن الوضع الحالي أوجد نوعاً من الاحتكار لصناعة الحديد مما أدي إلي التحكم في السعر بالإضافة إلي استغلال النفوذ في تحديد الأسعار المبالغ فيها مما أدي إلي عشوائية السوق واستغلال ذلك في ارتفاع الأسعار. ونوه إلي التعامل مع ملف الحديد علي أساس المصلحة العامة والنظر إلي المشكلة من المنظور الاقتصادي الكلي. يري مصطفي بدرة محلل مالي أنه كان من المتوقع أن ترتفع أسعار الحديد خاصة بعد الإعلان عن استيراد الحديد مما يؤدي إلي قيام مجموعة من المنتجين بتعطيش السوق إضافة إلي ارتفاع أسعار مدخلات الحديد نتيجة فرض ضرائب عليها وارتفاع أسعار الطاقة ، إلي جانب فرض ضرائب علي المناطق الحرة موضحا أن كل الأسباب السابق ذكرها أدت إلي ارتفاع أسعار الحديد مما يؤدي إلي ارتفاع الأرباح التي تحققها الشركات والتي ستظهر في نتائج أعمالها وعلي سبيل المثال فشركة حديد عز من المتوقع أن تحقق أرباحا خلال الربع الثالث بزيادة قدرها 20% علي الربع الثاني. ويتوقع أن ينعكس ذلك علي أسعار الأسهم وسوف يؤدي إلي ارتفاع أسعارها. وأكد كمال محجوب مدير عام سوق المال ببنك مصر - إيران للتنمية أن ارتفاع أسعار الحديد سيؤثر بالسلب علي باقي القطاعات المختلفة خاصة المرتبطة به موضحا أن ارتفاع التكلفة في إنشاء المباني سيؤدي إلي انخفاض العوائد التي ستحققها الشركات إضافة إلي تباطؤ حركة البناء مما يؤدي إلي تباطؤ الاقتصاد بصفة عامة. يري أن ارتفاع أسعار الحديد سيؤثر بالسلب علي القطاعات المرتبطة به تأثيراً مباشر وباقي القطاعات بطريقة غير مباشرة، مشيرا إلي أن ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع تكلفة النقل سيؤدي إلي تقليص أرباح الشركات موضحا أن ارتفاع الأرباح أو انخفاضها يؤثر علي سعر السهم مؤكدا أن انخفاض الأرباح سيؤدي إلي انخفاض الطلب علي شراء أسهم الحديد مما يؤدي إلي تراجع أسعارها. أشار عيسي فتحي العضو المنتدب للمجموعة الاستراتيجية لتداول الأوراق المالية إلي أنه يقال إن ارتفاع أسعار الحديد راجع إلي أسباب عالمية، موضحا أن هذه الأسباب سيتم استغلالها بالعمل علي ارتفاع ربحية الشركة وضرب مثالا لذلك، بشركة الدخيلة حيث نجد أن تكلفة المبيعات في عام 2002 كانت 90% وهامش الربح يقدر ب 10% وفي عام 2007 نجد أن تكلفة الإنتاج 63% وهامش الربح 37%. موضحا أنه يوجد استغلال باعتبارها سلعة ضرورية وأساسية ولا يمكن الاستغناء عنها في عمليات البناء إلي جانب الاحتكار لهذه السلعة، مشيرا إلي أن ارتفاع أسعار الحديد سيؤدي إلي ارتفاع أرباح الشركات مما ينعكس علي أسعار الأسهم بارتفاعها. أشار إلي أن ارتفاع أسعار الحديد سيؤدي إلي ارتفاع معدل التضخم إلي جانب ارتفاع أسعار الوحدات السكنية وعدم وجود القدرة الشرائية، مؤكدا أن القطاع العقاري سيصاب بركود مما ينعكس علي أسهم القطاع العقاري ويؤدي إلي تراجعها. موضحا أن القطاع العقاري سيعاني ركوداً، وبناء عليه ستعاني شركات الحديد من الركود أيضا.