نجحت اسرائيل في ضرب وحدة الشعب الفلسطيني وأصبح من السهل أن يلتقي أبومازن مع أولمرت في أي مكان بينما أصبح من الصعب جدا أن يجتمع هنية أو مشعل مع أبومازن علي ارض فلسطين.. ولاشك ان هذا نجاح كبير لإسرائيل لأن العداء بين فتح وحماس الان أصبح أكبر كثيرا من العداء بين فتح والسلطة الفلسطينية من جانب والحكومة الاسرائيلية من جانب اخر.. وبعد أن حققت اسرائيل هذا الهدف فإنها تحاول الان أن توجد حالة عداء بين مصر وسكان غزة ولا أقول حماس لأن سكان غزة ليسوا جميعا من حماس.. وتحاول اسرائيل أن تضغط من ناحيتها علي سكان غزة حتي يجيء الانفجار علي الحدود المصرية وتبدأ رحلة عداء قد تطول وتمتد بين مصر وغزة وفي تقديري أن القرار المصري يدرك ذلك عن وعي ويعلم أن اسرائيل تسعي لذلك وللأسف الشديد قد تجد بين حماس من ينفذ لها ذلك إما علما وإما جهلا.. ومن هنا جاءت التهديدات الاخيرة من بعض قادة حماس بأن سكان غزة يمكن أن يعودوا إلي تهديد الحدود المصرية مرة أخري.. وإذا كان الرئيس مبارك قد استطاع أن يستوعب المحاولة الأولي ويأمر بفتح الحدود ليدخل الالاف من سكان غزة إلي الاراضي المصرية أمام ظروف انسانية صعبة ويحصلون علي احتياجاتهم فقد يكون من الصعب جدا أن يتكرر هذا المشهد خاصة إذا تم بنفس الطريقة السابقة.. اننا هنا سوف ندخل في قضية أساسية هي قضية السيادة علي الارض المصرية حتي ولو كان القادم شقيقا من غزة فليس هناك اشقاء في قضايا الحدود والارض والسيادة. ليس من مصلحة حماس ان تخسر مصرأو تخسر الشعب المصري أو القرار المصري لأن هذه الحلقة مازالت حتي الان تسعي إلي ايجاد تسوية عادلة لعودة الحق الفلسطيني وإذا قررت حماس في يوم من الايام اقتحام الحدود المصرية تحت أي سبب فإن ذلك قد يصل بالعلاقات المصرية الفلسطينية إلي مناطق خطر غير محسوبة ولا يتصور مصري واحد أن تنطلق رصاصة واحدة من جندي مصري علي الحدود تجاه غزة كما أننا لا نتصور أن يأتينا الرصاص من غزة ولهذا يجب أن يتمسك قادة حماس باَخر خيوط الاخوة والمودة بين المصريين والفلسطينيين ولا داعي لمغامرات غير محسوبة من حماس قد يدفع ثمنها الجميع.. يجب أن تبقي مصر درعا يحمي الشعب الفلسطيني.