هل يعقل ان يتفاوض الغرب واسرائيل مع الدول العربية حول القضية الفلسطينية ويرفضون التفاوض مع حماس الممثل الشرعي والحكومة المنتخبة من الشعب الفلسطيني.. هل يعقل ان يطلب أولمرت الاجتماع بالحكام العرب ويرفض الاجتماع مع هنية.. وهل جاء علينا وقت تحدد فيه اسرائيل من تلتقي بهم ومن ترفضهم.. لقد كان اجتماع اي مسئول عربي مع اي مسئول صهيوني عارا ما بعده عار.. فهل انقلبت الموازين واصبح الحكام العرب هم الذين يسعون للقاء الصهاينة.. إن الشيء المنطقي ان الشعب الفلسطيني هو صاحب الارض والدولة والقضية وان اي اطراف اخري تقترب من المشكلة هي اطراف تساعد للوصول الي حل.. وليس من حق احد ايا كان ان يبعد هذا او يقرب ذاك من اصحاب القضية الحقيقيين.. ان العرب يتحدثون باسم الشعب الفلسطيني ولكن هذا الشعب هو صاحب القضية والغرب يسعي لايجاد حل ولكن الكلمة الاخيرة للفلسطينيين.. ولهذا كان امرا غريبا ان تقرر حكومات الاتحاد الاوروبي رفض التفاوض مع وزراء حماس في الوقت الذي يتفاوضون فيه مع وزراء أبومازن وكان ينبغي ان يرفض جانب فتح في الحكومة هذا الموقف ويصر علي ان حكومة فلسطين حكومة واحدة لا فرق بين حماس وفتح.. كان ينبغي ان يرفض أبومازن لقاء اي مسئول غربي إلا بمشاركة رئيس وزراء فلسطين.. اما ان تقسم الدول الاوروبية وامريكا واسرائيل الشعب الفلسطيني الي جبهات وفصائل فهذا امر مرفوض.. في الجانب الاخر يجب ان تتخلي الحكومات العربية عن حساسيتها الشديدة واذعانها للمطالب الامريكية بمقاطعة حكومة حماس ووزراء حماس وكل شيء فيه كلمة حماس.. ان حماس هي الحكومة التي انتخبها الشعب الفلسطيني وهذا يعني انها تتمتع بالاغلبية في الشارع الفلسطيني.. اما اذا كانت امريكا تريد اشخاصا بعينهم او ان اسرائيل تريد تحقيق اهداف محددة وتبحث عن هؤلاء الذين يقبلون ذلك فهذه الاجراءات لا تصلح لاقامة سلام عادل بين اسرائيل والفلسطينيين.. ولهذا ينبغي ان تحسم الحكومات العربية موقفها اولا من حماس حتي لا نترك الادارة الامريكية ودول اوروبا تتلاعب بنا من اجل مصالح اسرائيل فترفض هذا وتؤيد ذاك.. ان الحقيقة المؤكدة انه لا سلام بين اسرائيل والفلسطينيين بدون حماس ولقد غيرت حماس الكثير من مواقفها في الفترة الاخيرة حتي لا تترك فرصة للمشككين في انها حكومة لا تسعي للسلام.. ولكن ليس السلام الذي تريده اسرائيل.