يبدو أن حجم الخلافات بين فتح وحماس أصبح أكبر بكثير من حجم الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين والدليل أن أبومازن اعلن صراحة انه لن يذهب إلي القمة العربية في ليبيا اذا شارك فيها خالد مشعل.. أصبح من السهل أن يلتقي أبومازن مع نيتنياهو أو باراك ولا يلتقي برفيق السلاح خالد مشعل.. ولا شك ان هذه الصورة الكئيبة تعكس الموقف العربي بأوضح تفاصيله.. ان الخلافات بين الدول العربية أصبحت أوسع واكبر من الخلافات بين بعض الحكومات العربية واسرائيل ولهذا فإن اسرائيل تعيش الآن في أزهي مراحل تاريخها.. إنها قادرة علي تحريك كل الاحداث وهي تفعل ما تريد دون أن تستأذن احدا حتي الإدارة الامريكية لا تفعل شيئا إلا اذا اخذت رأي تل أبيب لقد تراجع الرئيس أوباما عن كل ما وعد به في خطابه الشهير للعالم الإسلامي في جامعة القاهرة ابتداء بقضية المستوطنات وانتهاء بقضايا القدس واقامة الدولة الفلسطينية ولم يتردد أوباما في أن يعلن صراحة ان الصراع العربي الاسرائيلي قضية صعبة جدا لأن جميع الاطراف لا تسعي للسلام. ان اسرائيل تدرك الآن ان العالم العربي في حالة عجز كامل وصراعات لا تنتهي وأن الدول العربية غارقة في مشاكلها وازماتها وقبل هذا كله فإن اصحاب القضية غارقون في خلافاتهم التي لا تنتهي.. لقد كان الخلاف بين حماس وفتح هو أخر احلام اسرائيل وقد تحقق لها ما أرادت.. وفي ظل الموقف الأمريكي واشتعال المواجهة مع إيران فإن القضية الفلسطينية قد تراجعت تماما أمام احتمالات توجيه ضربة عسكرية إلي إيران.. هناك أطراف كثيرة ربما تكون طرفا في هذا المستقبل الغامض.. وهناك العلاقات الوطيدة بين دمشق وطهران وتهديدات اسرائيل لسوريا.. وهناك حزب الله والصواريخ التي يمكن أن تصيب اسرائيل في العمق، هناك غزة وحماس وهذا الارتباط القوي مع إيران.. وقبل هذا كله فإن اسرائيل تسعي لتوجيه هذه الضربة إلي إيران حتي ولو كانت أمريكا ترفض ذلك.. كل هذه الحسابات تؤجل الحل الاسرائيلي الفلسطيني خاصة مع استحالة اللقاء والتصالح بين حماس وفتح.. نحن علي أبواب صيف ساخن قد تشتعل فيه المنطقة من أول شرارة ولا أحد يعرف من أين تجيء.