وافقت اللجنة المالية في مجلس الشيوخ الامريكي باغلبية 14 صوتا مقابل 7 أصوات علي حزمة تحفيز اقتصادي يضخ ما يقرب من 200 مليار دولار في الاقتصاد خلال عامين في محاولة لتجنب دخول البلاد في حالة من الركود. وتصب حزمة الدعم هذه في دعم الافراد والازواج ممن يعانون من البطالة والمتقاعدين وغيرهم من المحتاجين. ويأتي هذا التطور بعد استجابة المصرف المركزي الامريكي للآمال المعقودة علي خفض الفائدة بصورة جوهرية عندما اعلن للمرة الثانية خلال ثمانية ايام عن خفض كبير بلغ 5.0%. وهذا الخفض يأتي في محاولة من المصرف المركزي للابتعاد عن شبح الركود الذي يخيم علي الاقتصاد الامريكي. ومع ذلك مازال المستثمرون يسعون لاجراء خفض اخر علي معدل الفائدة، وفق ما افادت مصادر صحفية. وكان تقرير حكومي امريكي نشر الاربعاء الماضي افاد بان اقتصاد البلاد كان شبه متوقف خلال الربع الاخير من العام الماضي اذ لم يتقدم سوي 0.6% وهو ما يشكل تراجعا كبيرا عن توقعات "وول ستريت". واثار التقرير مخاوف تتعلق بحدوث انكماش اقتصادي الي جانب آمال بان يقوم المصرف المركزي الامريكي "الاحتياطي الفيدرالي" باجراء خفض جديد ومهم علي معدل الفائدة. وحسب التقرير الصادر عن وزارة التجارة الامريكية ان اجمالي الناتج الاجمالي الذي يعد المعيار الاكبر للنشاط الاقتصادي المحلي فإن نسبة النمو السنوي البالغة 0.6% فقط تشكل انخفاضا كبيرا عن اخر قراءة للنمو الاقتصادي، التي جرت في الربع الثالث، والتي سجلت نسبة 4.9% في حين كشف استطلاعات للرأي بان نسبة النمو ستكون بحدود 1.2%. ويأتي هذا التقرير وسط قلق متزايد بشأن دخول الاقتصاد الامريكي في حالة ركود وفي الوقت نفسه يجادل بعض الخبراء الاقتصاديين بأن التدهور في الاقتصاد بدأ في الشهر الاخير من العام الماضي. كذلك يأتي تقرير وزارة التجارة الامريكية هذا في وقت يعقد فيه المصرف المركزي الامريكي اجتماعا لمدة يومين لدراسة ما اذا كان سيجري خفضا جوهريا اخر في معدل الفائدة بهدف حفز الاقتصاد ومنعه من الدخول في حالة ركود. وكان المصرف المركزي الامريكي قد اجري منذ سبتمبر الماضي عدة عمليات خفض علي معدل الفائدة ما نسبته 1.75% بما فيها خفضا طارئا بنسبة 0.75 قبل نحو اسبوع. وكان المستثمرون يأملون بأن يعلن المركزي الامريكي في وقت لاحق الاربعاء خفضا جديدا لا يقل عن 0.25% في حين تأمل الغالبية العظمي منهم بالا تقل النسبة عن 0.50% ويأتي الخفض الذي اعلنه المصرف المركزي الامريكي في وقت متأخر الاربعاء استجابة لآمال الغالبية كما يتضح.